ليس كما أرادوا! - أبوطالب بن محمد

إذا رَمَشَتْ بعينيها يكادُ
يسيلُ على ملابسها السوادُ

لها عينانِ من نورٍ تَلالا
وخدٌّ بالجمال له اتّقادُ

وتَضْرِمُ حبها في كل روحٍ
وغيرُ غرامها فيها رمادُ

إذا شاهدتُ فاتِنَتي، فشعبٌ
من النَّبَضاتِ في صدري يُبادُ

ولولا الحبُّ يسكننا تساوى
على الأرضِ ابنُ آدمَ والجمادُ

أنا الصوفيُّ في حبي وعشقي
وأنتِ ديانتي والاعتقادُ

أنا لغةٌ قواعدُها غرامٌ
ومُعْجَمُها بكاءٌ وافتقادُ

حوى الكلماتِ: قد (رحلوا) (وغابوا)
ولم يحوِ الرجوعَ (إليكَ عادوا)

سلِ الشيخَ الجليلَ على عيوني
وأصعبُ ما ستسألُ: ما الرقادُ؟

يجيبُ لأنه ما ذاق نومًا:
رقادٌ؟ يا عزيزي ما الرقادُ؟

أعيشُ بمهجةٍ جُرِحتْ كثيرا
وما في الحبِّ منها يُستفادُ

نموتُ من المحبةِ كل يوم
ولا ندري بنا ماذا يُرادُ

وعشقُ الغيدِ مرعىً ليس فيه
لقلبكَ نبتةٌ إلا القَتَادُ

وما الإنسانُ حين الحبِّ إلا
كماشيةٍ إلى المرعى تُقادُ

وليلى لم تفادي عينَ قيسٍ
ولا رَجَعَتْ إلى كعبٍ سعادُ

جزاني حبها حزنا عليها
كما جازت نبيَّ الله عادُ

أشاركها اللذائذَ طول يومي
ولي في الليل بالوجعِ انفرادُ

إذا سَقَطَتْ من الأعلى قلوبٌ
فمَنْ سيضمها إلا الوِهادُ ؟!

كأني قريةٌ فقدتْ عزيزا
بكتْ معها المدينةُ والبلادُ

فمذ غابت وما في الجسمِ عضوٌ
تنفَّسَ حينما اختنقَ الفؤادُ

يواسي بعضُ جسمي بعضَ جسمي
وفي قلبي على قلبي حِدادُ

وإني شاعرٌ أخذوا جميعي
وعَوَّضَني بما أخذوا المِدادُ

كأنَّ سعادتي في بطنِ شمسٍ
ستولدها إذا ماتَ العبادُ

مفاجأةُ الغرامِ إلى بَنِيهِ
بأنَّ الطَّعْمَ ليس كما أرادوا !

#أبوطالب_بن_محمد
© 2024 - موقع الشعر