ذَكَاءُ النَّسِيمِ - محمد جميل وهبه

يدَلِّلُكِ النسيمُ بَيْنَ يدَيْهِ
يسكنُكِ فسيحَ جناتِهِ
ينَامُ عَلَىٰ وجنتَيكِ
يرقدُ عَلَىٰ لونِكِ
يستخرجُ عَبَقَ زهرِكِ
يثملُ مِنْ نكهةِ نبيذِكِ
يحرسُ سحرَ وجهِكِ
يصافحُ رونقَكِ
يتنقلُ بَيْنَ مساماتِ
يتلقفُ العسلَ
يقفُ عَلَىٰ شَعركِ
يغنِّي لحنَ الهواءِ
تغردُ خصالَهُ طربًا
يتطايرُ رقصًا
يزورُ الابتسامةَ
عَلَىٰ شفتَيكِ يعانِقُهَا
أمامَ حنينِ نظراتِكِ
الحميمةِ،
الصادرةِ مِنْ عيونِ الشهدِ
يبطئُ عِنْدَ أهدابِهَا
ليلامسَ الجَمَالَ
المنبعثَ مِنْ أعماقِهَا
نسيمٌ ذكيٌ
خبيرُ جَمَالٍ
وعليلُ رحيقٍ
يسرقُ رائحة الياسَمِينِ
يوزعُ عَبَقَهَا
عَلَىٰ الحواسِّ
تعطرُ الأنفاسَ
فِي الأجواءِ
تزرعُ الوردَ
لكُلِّ مِنْ ينظرُ إليْهَا.
© 2024 - موقع الشعر