جُنُونُ العِشْقِ - محمد جميل وهبه

سأعتقلُ عقْلِي
وأحجرُ عليهِ
سأسجنُهُ
سأنفيهِ
تحتَ الأرضِ
سأتبرأُ منهُ
وأعتنقُ الجُنُونَ
وحدَهُ درْبِي
إِلَىٰ التمادِي بالحُبِّ
إِلَىٰ مَا لَا نهايةَ
بالحسِّ والحرفِ
بالرُّوحِ والدماءِ
بالغوصِ والإبحارِ
فِي أعماقِنَا المتداخلةِ
حَيْثُ مسرحُ الجُنُونِ
حصرًا لدستورِ الحُبِّ
وبنودِهِ الحميمةِ
الاعتباراتُ الأخرَىٰ
تتبخرُ وتنقرضُ
الاستنتاجُ محرَّمٌ
التوقُّعُ محظورٌ
والمدراةُ لَا تصرفُ
للعِشْقِ أولويةٌ
هُوَ بندٌ واحدٌ
فِي جدولِ الحَيَاةِ
قانونٌ مقدَّسٌ
يبيحُ مغامراتِ الحُبِّ
ملكُ الهرَمِ والتسلسُلِ
صاحِبُ الصلاحياتِ الوحيدةِ
للجُنُونِ المفرطِ
عِنْدَ عتباتِهِ تُقَامُ الأعراسُ
نضيعُ،
نصيعُ،
نبيعُ الوقتَ
نتجاهَلُ القدرَ
والعُمْرَ
السهرُ وُجُودٌ
القَمَرُ فِي خلودٍ
الشَمْسُ مشرقةٌ علينَا
سنرسمُ الحلمَ
ونكتبُ الحدثَ
نعيشُ كيانٍ واحدٍ
فِي قَلْبٍ واحدٍ
اسمُهُ جُنُونُ الحُبِّ.
© 2024 - موقع الشعر