اقتربى فَحسبْ - محمود محمد خلف

خليليَّ قولا الصدق لا الكذِبْ
هل واقعٌ فى الحب أنا ؟ أم مضطرِبْ
ورجاءً لا تقولا ليَ انسحِبْ
فما زال حُبها فى القلبِ مُلتهِبْ
والله إنِّي لأحِبُ كما يجِبْ
لكنْ فؤادُها عنِّي قد حُجِبْ
؛؛
 
لم يسبق لقلمي لسواها أن كَتَبْ
رَفَضَ عقلي الحبَّ لكنْ قلبي طَلَبْ
لم يُحرِّك ساكِناً لكنْ قلبي طَرِبْ
سلا القلبُ عقلي لكنَّهُ لم يُجِبْ
ءأنتَ أحمقٌ أم أنَّكَ من خَشَبْ !
انْظُرْ إليها ولِخُلُقِها عنْ كَثَبْ
أخَذَ العقلُ يَهْذِي ياللعَجَبْ
كيفَ لنَا أن نَتْرُكَ أنْثَى من ذَهَبْ !
؛؛
 
خَليليَّ مُرَاها أنْ تَقترِبْ
فقلدْ ضِقتُ ذَرْعاً من شَوقِها والهرَبْ
ألَا سُحقَاً لِبُعْدٍ علينا قدْ كُتِبْ
سَلاهَا: هل أحدٌ عنِّي الآنَ قدْ أنَبْ ؟!
هل حُبٌ آخر فى قلبِها قدْ نَشَبْ !؟
واللهِ إنَّ القلبَ سواها ..سِواها ما أحَبْ
سأُحِبُها دوماً .. دوماً لنْ أتُبْ
؛؛
 
الحبرُ فى قلمي بَعْدُ ما نَضَبْ
والشِعْرُ كُلَّ الشعرِ لها قد وُهِبْ
واللهِ حُبَها أبداً .. أبداً ما انسَكَبْ
؛؛
 
هل قلبي فى أوَّلِ حُبٍ قدْ رَسَبْ !!
هل حُبَها لِيْ بَاطِلٌ وبالبَاطِلِ قدْ نُسِبْ !!
لعَلَّها تخافُ من القَدَرِ فَحَسبْ
فما من أحدٍ إلّا ومرارتَهُ شَرِبْ
؛؛
ولو ...
فلا تَتْركيني كَما لو أنِّي على جُنُبْ
أو أنِّي زِيرُ نِساءٍ قَلبُهُ قدْ خَرِبْ
أو أنِّي نَهرٌ جارٍ والآنَ قدْ نَضَبْ
أو أنِّي عَبدٌ فى اميرتِهِ رَغِبْ
أو أنِّي فُرِضّْتُ عليكِ غَصْبَاً لا طَلَبْ
؛؛
 
لقَدْ وَقَع قلبي فى حُبُكِ وانْكَبَبْ
وعابَنِي كُلُّ الناسِ لا أحَدَ لم يَعِبْ
تَأدَّبْ يا فتى أمْ لا تَعرِف الأدَبْ
ولا تتحَدَّثْ عنها لأي سَبَبْ
فالآنَ أمَامَهمْ كبرِيَائي قدْ ذَهَبْ
وعُومِلْتُ كَشَخْصٍ لجريمةٍ ارتَكَبْ
لا كبرياءَ في الحُبِّ وينْعَدِمُ اللقَبْ
وحُبُكِ ما زَالَ وعَليَّ قدْ احتُسِبْ
؛؛
 
ادْعُوا لَنَا اللهَ عَساهُ يسْتَجِبْ
ويُلِمَّ شَمْلَ بَعيدٍ ببَعيدٍ قدْ ذَهَبْ
عَسَاهُ يستَجِبْ فَقدْ اضْعَفَنَا الوَصَبْ
فالدَمْعُ قدْ نَضَبْ والقَلبُ قدْ جَدَبْ
والرُوحُ في صَخَبْ والألَمُ قدْ اِنْتُدِبْ
والعَقْل قدْ انْسَحَبْ والعِشْقُ قدْ اغْتُصِبْ
ادْعُوا اللهَ فقدْ عَزَّ الطَلَبْ .. فَقَدْْ عَزَّ الطَلَبْ ..

مناسبة القصيدة

انثى تخاف القدر فتبتعد عن حبيبها ,, لكن الاخير يناديها ويحثها على أن تقترب
© 2024 - موقع الشعر