مالي سواك - عبدالعزيز المنسوب

عَبْدٌ فَقِيرٌ والذُّنُوبُ تَلُفُّنِي
أفنيتُ عُمْرِي ضَائِعًا لا أَعْلَمُ

ألْهُو وألعبُ في الحياةِ لَعَلَّنِي
أحيا سَعِيدًا بِالْمَلَذَّةِ أغْنَمُ

قدْ غَابَ عَنِّي ما خُلِقْتُ لِأَجْلِهِ
فَإِذَا الحياةُ كئيبةٌ لا تَبْسُمُ

في كلِّ يومٍ والنذيرُ يَزُورُنِي
لَكِنَّنِي مِنْ غَفْلَتِي لا أَفْهَمُ

ألفيتُ نَفْسِي وَالضَّيَاعُ يَحُوطُهَا
فَزَجَرْتُها والنَّفْسُ لا تَتَكَلَّمُ

لَكِنَّ وَهْمِي في الغَرُورِ وَجَدتُّهُ
أثقالَ وزرٍ بالنَّدَامَةِ يَهْجُمُ

الْمَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً لا تُبْحِرِي
وَدَعِي الذُّنُوبَ فَأَخْذُ رَبِّكِ مُؤْلِمُ

ياربُّ جِئْتُكَ بَاكِيًا وَمُهَرْوِلًا
فَارْحَمْ ضَعِيفًا شَيْبُهُ يَتَقَدَّمُ

مَنْ لِلضَّعِيفِ إذا الذُّنُوبُ تَعَاظَمَتْ
يَعْفُو وَيَصْفَحُ أو يَجُودُ وَيَرْحَمُ

قَدْ غُلِّقَتْ دُونِي الدُّرُوبُ مَهَابَةً
لله ربِّي إنَّ نَفْسِي تَنْدَمُ

فَطَرَقْتُ بَابَكَ كَيْ أَفُوزَ بِتَوْبَةٍ
أَنْتَ الغَفُورُ تُجِيرُ مَنْ يَتَرَحَّمُ

أنْتَ الرّحِيمُ وَبَابُ عَفْوِكَ وَاسِعٌ
قدْ قُلْتَ فَادْعُوا بِالإِجَابَةِ تُكْرَمُوا

فَلَزِمْتُ بَابَكَ بِالبُكَاءِ وبالرَّجَا
أَنْعِمْ عَلَيَّ فَأَنْتَ أَنْتَ المُنْعِمُ

عَبْدٌ ضَعِيفٌ قَدْ أَعُودُ لِحَوْبَتِي
لَكِنّ حُبَّكَ في الفُؤَادِ مُعَظَّمُ

مَالِي سِوَاكَ فَأَنْتَ رَبٌّ غَافِرٌ
إنْ عُدتُّ فَاقْبَلْ مُذْنِبًا يَتَألّمُ

إنَي أتَيْتُكَ تَائِبًا مُسْتَغْفِرًا
أرجو رِضَاكَ بِجَنَّةً أَتَنَعَّمُ

قدْ قُلْتَ أَغْفِرُ كَلَّ ذَنْبٍ لَمْ يَكُنْ
شِرْكًا فَإِنِّي مُسْلِمٌ مُسْتَسْلِمُ

© 2024 - موقع الشعر