تيهي واصعدي - عبدالعزيز المنسوب

نحن قومٌ في الوغى هانتْ دمانا
في سبيل الله نرجو أنْ يُصَانَا

نحنُ لِلْهَيْجَا رجالٌ كلّما
أشعلوها أيقظوا فينا السِّنَانا

كم قِيَانٍ كم دِنَانٍ سُيِّرَتْ
كي تزولَ القدسُ فاجْتَزْنا الرّهَانا

في فؤادي حبُّها يرقى السَّما
ومديحي في شموخٍ قد سَبَانا

قلعةُ الأحرارِ تيهي واصْعَدِي
سلّمَ العلياءِ عِزًّا لا يُدَانَى

أيًّ عزمٍ أيُّ صبرٍ أخبري
يا فلسطينُ احْصُدِي مسخا مُهَانا

أنتِ للتاريخ فخرٌ رَدِّدِي
يا جهادا صار فرْضًا وامْتِحَانا

أنتِ نارٌ أنتِ قبرٌ للْعِدَا
ليتهُ ما عاش يوما أو رمانا

أرضُ مسرى بُورِكَتْ في كُتْبهِ
أفلا نمحو عدوًّا قد غَزَانا

هل تخافُ الأُسْدُ من جُرْذِ الورى؟
أم صفيرُ النَّايِ في خِزْيٍ دهانا

يا زمانَ الخوفِ غَادِرْ أرضَنَا
صحوةُ الأرواحِ قد هزَّتْ رُبَانا

لم يَعُدْ في القلبِ خوفٌ أو هَوًى
أيقظَ الأقصى دروبي والزَّمَانا

قد يَتِيهُ المرءُ في وَهْمِ الدُّنَا
لاهيا يغشى خُنُوعًا وامْتِهَانَا

فإذا نادت هَلُمُّوا وانْفِرُوا
إذْ بهِ ليثٌ هصورٌ في سمانا

عبدالعزيز المنسوب
© 2024 - موقع الشعر