دار الفناء - بروق المخيلة

نسعى إلى دنيا الفناء بلا بِنَا
ننسى بأن الموت يسكُننا هُنا

نرجو السعادة في ديار لِلبلا
ونُظن أن العمر ليس بِذا فَنَا

يا من تكبر أو تجبر فِي المَلأ
أُنظر إلى فرعون إنَّه قد طغا

قارن فِعالك بالحبيبِ ومن وفا
صِدّْيْقُهُ وبن الوليد وذَا العما

من ذا الذي يخشى الضمير يؤنّبا
من ذا الذي يسجد ولله البقا

قلوبنا مثل المراوح في الهوا
تغدو إلى العليا وتنسى الأكْفُنَا

نسعى إلى دُنيا الفناءِ بلا بِنَا
ننسى بأن ديارنا ليست هُنا

كم من مريضٍ قد تعلق بالدُنَّا
وكأنهُ إن عاش سوف يُخلدا

لا يا صديقي ليس هذا مُقامُنا
ولسوف نرحل لو يطول بنا البقا

لا تأسفن على الحياة ومن علا
وأسف على يومٍ تحاسب في الملا

إِملأ كتابك بالعبادة والرجَا
أُنظر إلى يُونس نبيٌ في الورا

حَمل الرسالة ثم قصر فانتفا
في بطن حوتٍ عاش حتى سبحا

وعاد عن ذنبٍ وتابَ واقلعا
يا من على الظلم يعيش متيما

ماذا تقول لمن بعزته سما
قال الكريم وعز ربي قائلا

وبعزتي وجلالي أني ناصرا
إليه تُرفع كل مَظلمة هُنا

والفصلُ يوم الفصلِ يا من قد هفا
أُنظر إلى فرعون أنَّه قد طغا

© 2024 - موقع الشعر