أن الذي هجرنا - ماجد حميد حسين

أن الذي هجرنا وتوسد الثرى
ساكنا أناديه لسؤالنا فلا مجيبيا

تركنا في العراء وطمرنا بالجنادل
فلو حسبناه جيدا ماكنا أمواتيا

لوكنا جميعا حقا على دين
محمدا لما كنا سننا وأشياعا

قُل للمغيّبين في اللحد
إِن كنتَم تسمعون صَراخَنا وَنِدائِيا

وما صبّبنا بَواكيا على غدر الزمان
تربعت عَلى الجبال صِرنَ مستويا

أن التمسك بالعروة الوثقى لآل
محمّدٍ ماكان في حسرت الخذلانيا

فَاليومَ لاأحزن للمصاب وأَتّقي
لنفسي نفسا ولاأنام بِرِدائيا

فَإِذا ذكرت بوحشة ليلة في دنيانا
أصابت مشاعرشَجناً مؤاسيا

فما ينفعني الدمع بالحزنَ على فقدي
ولم يفيدني أهلي في قبري شاكيا

ألا ينفعني عملي وذكر أسم أحمدٍ
وأني أشمّ عطره في الجنان الغَواليا

في بيت الجنان أرى الأملاك حافلة
من حور عين في الجنة عاليا

فما للحياة ألا تَذكّرت لنا في المماتُ
ونفع التعزّية بيننا ألا التصبر بالنواصيا

بنَفسي سأفدي خلي الذي سئل
عن ذكريا عندما كنت أتنعم بالوساديا

وما فعل الرُزايا بالخليقتي أن تنفع
جمع ألانساب أو تفرقنا شتات بألمئاسيا

وأني أن تذكرت َالبيتُ ذو الأستارِ
والأركانِ واِلغبارّ يزعجني أن أتانيا

وما كان الموتُ صادق قبلي وليتَ
أني مضيت وحالَتي دونك في الملاقيا

إِنّا رُزية ألا شجانٍ بين العباد
لاتبقي من عجم ولا عربُ باقيا

ما أن ضاقَت بنا حياتنا وتجهّمنا
لرجالٌ أستخفّوا بالحياة الفانيا

فالموت لايتناسى أحدا حتى زاره
وأحمد خاتم الرّسلِ المبارك زاريا

جميعانا وألقرمٌ ماتَ قبلنا واللَّه
ذاكرنا وَذاكرُ أَبي مُذ مات وأنا له أسيا

© 2024 - موقع الشعر