لعيناك أقـر لك - ماجد حميد حسين

لعيناك أقر لك جمال أللقاء والمنظر
وقلبي يشهد و يسعدني القدرُ

وأمانينا صارت كالحقائق تلتمس
و الهَوَى لي فُؤادٌ ولبعدكَ أنذرُ

ذكراك في المحامد لشَيّقُ
وإني ذكرتك بالعِشْقِ وأتذكرُ

عَذَلْتُك منذ أن كَبّرْتُ وَمَضى
حزني كالسَقمِ بعروقي يَثأرُ

دبيبك والصّبابَةِ حَوْلَك تلتفوا
بدِيارِهِمْ لمّا بَدَت منها النَذرُ

كأنك الشُّموسُ بالمَشرِقُ تشع
بضياءً الضحى حين يسفرُ

وَليسَ لغيرك كعيناك لها من
ذاك المنظر أن أبصرتك سأتعثرُ

كأنك ألموج في ألبحر يلهوا
وأني لَبِسَت رداء السَقمِ المَصفر

وأني أن عشت فوحيداً كاللّيل
بدونك كالشمع يُحْترِقُ ويصهرُ

أبْكي مِنْ مَعْاشَرٍ جَمَعَتْهُمُ مَنَازِلٍ الدّنْيا
هبوا كصرير بجمعهم يجهرُ

إِن تسأَليني بالكَلامَ عنهُمْ
انْثَنَيْتُ أُهون عن نفسي وأشرب المنكرُ

وأَحْبوا بمسيري بشكٌ المواقف
بلَوعَة الدَّهرُ وَالزَّمان كان يغدر

أعزُّ نفسي بالنجوى و المكرماتِ
وبلهفتي أروي النَّدمَ بجذوة السَعر

فَصَبراً أجزي بالمَوتِ صَبراً
وأَغضّ شَجني وأسْتَعِزُّ أكثر

بأعَينُ دامية سأبكّي لفقدك
أضني بالمصيبة جودي وأخسر

أن سَأَلتِ مدامعي فلتقبل بَقاءَك
ماعُدَّاك قلبي من َالشّيْبُ أوْقَرُ

حَذَرتك لعلك تُنْسِي يَوْمِ فِراقِنا
فتعجبتُ الأيْنُقُ بجَفني يتَرَقْرَقُ كالمَرمر

وأني لن أقدم لك ذَمَّ وأتّقي
لقلبي يَعْتفيك بين البشر

عَلى الأَجَالِ سأجزي بالوفاءً لك
بغايَةُ كُلِّ يَوْمِ فِراقِهِ سأكبر

فلقدومك كَذَّبْت لن تضنيها
المسائل حولنا وأشلائنا ستتبعثرُ

© 2024 - موقع الشعر