قصيدة الكلمة كصبية من ديوان الزمان البديل - برادة البشير عبدالرحمان

في كل وصلة شعرية ... هناك "صورة" ... "لوحة" ... إلى جانب "نص" والعين البليغة ، والكلمة الساحرة قد تفي بغرض "التأويل" ...
فالأصل في "التأويل" إرجاع "الأمور" إلى لحظة الميلاد... لحظة "الأول" -اشتقاقا - أما "تضايفا" - حسب رأيي في الموضوع - فالألف - فونولوجيا - تضايف "ح" و "ع" و "ه" وينتج عن ذلك بدل "أول" مفاهيم : "حول" و "عول" و "هول".
هاتيك الألفاظ من "رحم" واحد في كل مقاربة "تأويلية" : إنها شوق للرجوع إلى الأصل (
أول)، وهي عملية "تحويل"، وفي ذلك "تعول" على قنص الدلالة في غابة : المجاز ، والاستعارة، والكناية ... فكل تأويل تجاوز، واجتياز يقفز على النص حين يحاول قراءة "ما بين السطور"... وهذا يمثل "هولا" و "تهويلا"... وتحليقا بالنص إلى فضاء من القراءة تتحول إلى "كتابة" جديدة ، فالمقاربة النقدية - بوعي أو لا وعي - هي "ترجمة" وكل ترجمة "خيانة" تداعب فيها "الكلمة" مخيلة "الصائغ"، فتلقي به في "غيابات" الإبداع...
كل قراءة تأويل ، وكل تأويل كتابة جديدة ، وكل كتابة جديدة "نفي" ل "النص" ... لأنه لا يملك "مرآة" تدعي عكس "الأصل" ...
بئيسة لفظة "الأمانة"... ما أحلى الرجوع إليها لحظة انفلات "دمعة" تجبر بخاطر "تمساح" ،نحمد اللغة العربية أنها لم تنطق "تمساح" بصيغة المؤنث ... كي لا تلوث منبع الخصوبة والجمال الذي ترمز إليه "حواء - الكلمة" ...
ليس كل قارئ بكاتب ، ولا كل كاتب بقارئ ... وحسن حظي أني أعانق الجمال من طرفيه ...
 
*****
قصيدة: الكلمة كصبيَّه
 
*****
أسهر وسع جفوني ...
بحدسي على شواردها...
****
وذائق الإشراق بالحدس...
يداعب مرعاها...
*****
الكلمة ... بأعماقها كالموج...
مد وجزر أراها ...
****
تطل من سم إبرة ...
بناقة غافلة مداها...
****
ويعز عليها ...
أن تنضح بالبداهة ... جواها...
****
كينونة هلامية ...
تفضي بمجراها وتخفي مسراها...
****
الكلمة إغواء أنثى ...
بنهد ناهد ... لقنص أسراها...
*****
سَرِيرُ "بْرُوكسْت" ...
مقاسها لا يعرفه أحد سواها ...
*****
والتأويل متاهتها ...
ورياضة روح بالشعر هواها...
*****
يطوف بي طيفها ...
كلما رن حدسي شوقا لنداها ...
*****
رأيت العاشق بمحرابها...
دامعَ وصالٍ اشتهاها...
*****
أهواك يا بنت شفة ...
كحوائي عذابك عذب كأُوَّاهَا...
*****
تعانقني أفكاري ...
وأقوالي لتأويل من دحاها ...
*****
ستبقى الكلمة "صبية" ...
كمُهْرٍ جموح بثغرٍ دعاها...
 
فاس في : 03/05/2018

مناسبة القصيدة

الكلمة عامة و في الشعر خاصة صبية جموحة فهل يستطيع التأويل معانقتها
© 2024 - موقع الشعر