بصمة التوقيع / من ديوان الزمان البديل - برادة البشير عبدالرحمان

عناصر الديوان
 
- الصفحة رقم : 1 – صورة
- عناصر الديوان: ص 3
- تحية الأستاذ العلمي محمد: ص 5
- تحية برادة البشير للأستاذ العلمي محمد : ص – 6 – 8
- إهداء : ص 9 – 12
- استهلال : ص 13 – 22
- بصمة التوقيع : ص 24 – 63
- الزمان البديل : ص 65 – 109
- طائر الفينق : ص 110 – 130
- الإنسان حلم : ص 131 – 138
- برادة البشير : المسار : ص 140
- إصدارات مرتقية : ص 141
- رقم الإبداع : ص : 143
- العدد المقبل
التحليل النفسي بين العلم والإيديولوجيا
مقال في شيخوخة
سن فرويد : ص :
 
 
 
 
تحية الأستاذ العلمي محمد
بمناسبة صدور الديوان الجديد
" الزمان البديل"
 
حين تلامس اللغة الشعر بمجازها، واستعاراتها، وأخيلتها عمق التاريخ كفكرة وأساطير وخرافات، أي بإنسانيته بمختلف مظاهر تعبيرها ، تنعدم الحدود بين الشعر والفكر والتاريخ والمستقبل ، وتلك هي تجليات هذا الكتاب وأهدافه البعيدة ، إن كان للغة من هدف سوى الغوص في الحياة بتجلياتها العديدة .
فمرحى للأستاذ برادة بمغازلته للغة بأبعادها المختلفة : شعرا ، وفكرا ، خرافة، وماضيا ومستقبلا.
ولعل احتفاله في كتابه هذا بحرف العين في "بصمة التوقيع" ، وبحرف اللام في "الزمان البديل" و بالدال في "طائر الفينق" ، وبالفاء ، أخيرا ، في "الإنسان كحلم" ، ما يجعل تعلقه بلغة الشعر هدفا ومقصدا.
 
فاس في : 01/05/2018
د. محمد العلمي
 
 
 
 
 
 
 
تحية للأستاذ العلمي محمد
 
الأستاذ العلمي لا يملك - فقط - مشرط التشريح للخطاب الأدبي ، وبالأخص اللغة الشعرية على مستوى المقاربة النقدية ... وشروطها ؛ بل يمتلك خلفية معرفية تؤهله لإدراك أبعاد الأفكار ... ودلالات المعاني ... إلى جانب تمتعه بذوق فني وحساسية جمالية مرهفة تلتقط لحظة الإبداع أنى كمنت ، فالقدرة على السبر متوفرة لقنصها ...
من أجل ذلك ، يسعدني أن أطلب منكم مشاركتي بهجة تفرزها متعة القراءة ...
في كل وصلة شعرية - عزيزي العلمي - هناك "صورة" ... "لوحة" ... إلى جانب "نص" والعين البليغة ، والكلمة الساحرة قد تفي بغرض "التأويل" ...
فالأصل في "التأويل" إرجاع "الأمور" إلى لحظة الميلاد... لحظة "الأول" - اشتقاقا - أما "تضايفا" - حسب رأيي في الموضوع - فالألف - فونولوجيا - تضايف "ح" و "ع" و "ه" وينتج عن ذلك بدل "أول" مفاهيم : "حول" و "عول" و "هول".
هاتيك الألفاظ من "رحم" واحد في كل مقاربة "تأويلية" : إنها شوق للرجوع إلى الأصل (
أول)، وهي عملية "تحويل"، وفي ذلك "تعول" على قنص الدلالة في غابة : المجاز ، والاستعارة، والكناية ... فكل تأويل تجاوز، واجتياز يقفز على النص حين يحاول قراءة "ما بين السطور"... وهذا يمثل "هولا" و "تهويلا"... وتحليقا بالنص إلى فضاء من القراءة تتحول إلى "كتابة" جديدة ، فالمقاربة النقدية - بوعي أو لا وعي - هي "ترجمة" وكل ترجمة "خيانة" تداعب فيها "الكلمة" مخيلة "الصائغ"، فتلقي به في "غيابات" الإبداع...
كل قراءة تأويل ، وكل تأويل كتابة جديدة ، وكل كتابة جديدة "نفي" ل "النص" ... لأنه لا يملك "مرآة" تدعي عكس "الأصل" ...
بئيسة لفظة "الأمانة"... ما أحلى الرجوع إليها لحظة انفلات "دمعة" تجبر بخاطر "تمساح" ،نحمد اللغة العربية أنها لم تنطق "تمساح" بصيغة المؤنث ... كي لا تلوث منبع الخصوبة والجمال الذي ترمز إليه "حواء - الكلمة" ...
عزيزي الأستاذ العلمي محمد ، ليس كل قارئ بكاتب ، ولا كل كاتب بقارئ ... وحسن حظي أني معكم نعانق الجمال من طرفيه ...
لقد قال المتنبي - ذات مرة - "عليكم بابن جني فهو أعرف بشعري مني" ، وأقول : إن الأستاذ العلمي "أدرى بي مني" ...
خير الكلام ما قل ودل ، وهو ما سأهديكم في الأبيات التالية :
 
أسهر وسع جفوني بحدسي على شواردها 
وذائق الإشراق بالحدس يداعب مرعاها
الكلمة ... بأعماقها كالموج : مد وجزر أراها 
تطل من سم إبرة ... بناقة غافلة مداها
ويعز عليها أن تنضح بالبداهة ... جواها
كينونة هلامية ... تفضي بمجراها وتخفي مسراها
الكلمة إغواء أنثى بنهد ناهد ... لقنص أسراها
سرير "بْرُوكسْت" مقاسها لا يعرفه أحد سواها
والتأويل متاهتها ... ورياضة روح بالشعر هواها
يطوف بي طيفها كلما رن حدسي شوقا لنداها
رأيت العاشق بمحرابها دامع وصال، اشتهاها
أهواك يا بنت شفة كحوائي عذابك عذب كأُوَّاهَا
تعانقني أفكاري ... وأقوالي لتأويل من دحاها
ستبقى الكلمة "صبية" كمُهْرٍ جموح بثغر دعاها
 
المخلص : برادة البشير
فاس في : 03/05/2018
 
إهداء
 
إلى "وركاء" جلجاميش و"أكد" سرجون، وبابل "حمو رابي"، وآشور "نبوخذنصر" إلى "زقورات" هذه الديار ... أهدي القوافي التي نبض بها حدسي في شعري ... هاتيك الديار والأعلام ... شكلت المربعات الأولى في درب الحضارة ونحتت اللحظات الأولى في مسار التاريخ ... قبل "طيبة الفراعنة"، و "أثينا الاغريق" و "روما"... إيناس ...
إنها بلاد ما بين دجلة والفرات، التي أبدعت مفهوم "آنو" إله السماء الذي أهدى اسمه للحضارة ... واللغات... حيث نحتت العربية مفهوم "الآن" و "الهنينة" و "التحيين" و"حان" و "آن" كوحدة لقياس الزمان ...
ما الزمان إلا تركيب - في السومرية ، والأكدية - من "القوة
زما" ومبدع "الآن" إله السماء "آنو" ... نعم الزمان هو "قوة
زما" إله السماء ، ومحدد الأقدار وواهب الأمطار ... "آنو" الذي يحدد مصائر الناس ... ومنه جاءت "الأنواء" ، و "النو" البحرية...
من "آنو" استلهم الإغريق "كرونوس" إله الزمن الذي يأكل أطفاله ، والذي تفرعت عنه سلالة الآلهة الاغريقية الأسطورية : من زوس إلى أفروديت - ذات الأصل السومري...
فكرونوس الهليني اشتقاقا وتركيبا ودلالة ابن أصيل لبلاد ما بين النهرين ، حيث كرونوس مركب من "كور" أي الجبل في اللغة السومرية و "آنو" ... بمعنى إن كرونوس ما هو إلا رب الزمن وقد اعتلى "الجبل المقدس" ... لأن كل مقدس "نابو" ، وكل نابو لا يقيم إلا في الأعالي ...
ولآنو السومري خليلته هي "أنيتو" أي "آنو" تَم تأنيثه بإضافة تاء التأنيث مع "الأكديين" ، حيث تماهى آنو مع عواطف العشق بمجيء الأكديين - في المنتصف الثاني من الألف الثالثة قبل الميلاد - فأصبحت له حبيبته التي هي "أنيتو" أو "تانيت" ، فلم يبق - كما كان زاهدا من قبل - عازبا ...
 
هذا العشق بين "آنو" و "أنيتو" أهدى للعربية أسماء ، وصفات غاية في الروعة والرقة والرومانسية ذات نزوع إنساني ... فمن "أنيتو" اشتقت اللغة العربية لفظة "أنثى" نبع الخصوبة والجمال ... ومنها انبثقت ألفاظ : أنوثة ، وآنسة ، وأنس ، وأنيس ، وإيناس...
وقد ارتبط مصير "أنيتو" كربة للخصوبة والجمال بدورة الفصول : تزهر وتخصب مع آذار ، وبغيابها تبور العواطف والأرض ...
وروعة "أنيتو" تتجلى في أنها كانت معبودة لدى سائر شعوب البحر المتوسط ... ولم تكن ربة الجمال عند الرومان "فينوس" سوى سليلة عشق "أنيتو" ... إن "الفاء" في "فينوس" أصلها "باء" من أصل سومري "آب" أي حضن وبيت وكنف العشق الذي هو "نوت" ... "فينوس" هي (باء + نوت) ... ولم تكسب "فينيسيا" روعتها سوى من بهاء وجمال "أنيتو"...
ويكفي "أنيتو" إجلالا ... أن رفعها "كتاب الموتى" الجامع لتراتيل الفراعنة المقدسة، إلى مقام سام ... فسمى "السماء" الفرعونية باسمها أي "نوت"... وسموا أقدم المدن الفرعونية لما قبل عصر الاسرات ، باسم "آنو" والتي حولها البطالسة إلى هيليوبوليس أي مدينة الشمس.
وما حصل في "لاوعي" الفراعنة ... امتد بتأثير "آنو" إلى بلاد الفاكهة الذهبية ، المغرب العزيز، حيث أهدى إله السماء والخصوبة والأنواء ... وراسم الأقدار السومري... آنو العالي ... أهدى إلى الثقافة المغربية الكثير مما له علاقة اشتقاقا ودلالة ...
ونقتطف - في هذا السياق الضيق - من ذلك ما له علاقة بالخصوبة والجمال ... حيث سمى المغاربة - في حوض سوس - من زمن عتيق ... "البئر" ... سموها "آنو" ودلعوها بالتصغير وسموها "تنوت" وكرموها بالتخليد فسموا قراهم باسمها مثل "ايمينتانوت" أي "فم البئر الصغيرة "... فورث "آنو
البئر" ماء الحياة التي أنعم بها إله السماء "آنو" على أرض إنسان ...
كما سمى المغاربة "الأنثى" عامة ب "تنوط" و "نوطة" وهو اسم خليلة "آنو" السومري ... أي "تانيت" ... واختص المغاربة اسم "نوطة" بالعروستين اللتين تتزوجان بعريسين شقيقين .
ولما كانت العلاقة بين العروستين السالفتين مفعمة بالغيرة والمنافسة ... والمبالغة في العناية بالجمال والتجميل ... قد يصل إلى درجة الخصومة ... فقد بلور أهل فاس لهذه الحالة مثلا شائعا يفصح عن خصوصية هذه العلاقة حيث يقول المثل : "النُوطَة ما تْحْب النوطة هعورة أو مزلوطة" ...
بمعنى أن عروستي الزوجين الشقيقين لا تحب أن تكون إحداها أجمل وأبهى من الأخرى ... ومن ثم تتمنى لها أن تكون «عمياء" ، أو "فقيرة" ، كي لا تكون محل حضوة عريسها ، أو شقيقه ... من أجل هذا ، وذاك أهدي ديواني الذي يغازل "الزمن" بعواطف شعرية إلى مهد الحضارة الإنسانية بالعراق الشقيق الذي أهدى للإنسان "حلم الكتابة" التي أدخلته إلى حضن الحضارة ... ومكنته من عجلة التاريخ ... بفضل ما بين دجلة والفرات عملت الإنسانية على أنسنة الطبيعة والحياة ...
 
 
برادة البشير
فاس في : 03/05/2018
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
استهلال
 
كانت علاقتي بالزمان منذ الطفولة المبكرة ... وأنا صغير ، كنت أسمع ثرثرة نسائية مفعمة بالأمثال والحكم ... حيث "جلسات العصر" بين النساء رفقة أمي ، كانت تروقني قبل سن تمدرسي ... أقول علاقتي بالزمان منذ ذلك "الزمن الجميل" حيث سمعت ماما تقول لإحدى رفيقاتها وكأس الشاي بيدها : حافظي على "زمانك" ... وفضول براءة الطفولة الذي كان يسكنني، كان بمثابة السؤال في التأمل الفلسفي والبحث العلمي ... سألت ماما : ما "الزمان" ؟ وكيف تحافظ عليه خالتي ؟
فتجيب بعفوية وحنو وعمق الأمومة قائلة : "زمان المرأة" هو "زوجها" الذي تقضي معه "عمرها"... فمن "اتْكَايْسْ على حْمَارُ حج عليه" ... ، فسألت هل خالتي "حمارة" ؟ ... فاتسعت ابتسامتها التي سمعت بها في مدرج الفلسفة مع "لينين" ... لاحقا ، وكان جواب أمي "ستفهم ...مستقبلا" !
واهتمامي الواعي بالزمن بدأ بدخولي محراب الفلسفة مع بداية السبعينات ، فكانت دروس الجابري محمد رحمه الله بمثابة "بساط الريح" الذي رفعني إلى سدرة التأمل ، فاحتواني الفكر النقدي ولامس خيال كينونتي حتى النخاع ... لقد رشفت دروس الأستاذ عابد الجابري حتى الثمالة طيلة سنوات أربع احتجزت مقعدي في مدرجاته أنهل من أسئلته... ومقالاته ... ومعاناته في الفكر الإسلامي والابستيمولوجيا خاصة ... لقد كانت محاضراته أوراشا ومختبرات للبحث - على قلة الطلبة في فوجي والذين لم يتجاوزوا أحد عشر منتسبا - .
وعلاقتي بالأستاذ الجليل لم تقف عند حدود التلقي ، بل تجاوزت ذلك بإشرافه على العرض الذي طلبه مني - رغم أن الأستاذ المشرف على رسالتي كان المرحوم الدكتور ابراهيم زكريا بُقْطُر- بحضور أساتذة وطلبة ، وكان بينهم (عبد الله ساعف ) الذي صادف أن كان موضوع بحث الإجازة هو "هربرت ماركوز" حيث أخذ الرفيق "ساعف" جانب الفكر السياسي عند ماركوز ، بينما تمحورت رسالتي حول "الإشكال الحضاري عند هربرت ماركوز : "المجتمع الأمريكي الاستهلاكي نموذجا"...
حيث كانت الحقبة تعرف إقبالا لا نظير له على الدراسات "الفرويدية" و"الماركسية" ، وبالخصوص المدرسة النقدية ل "فرانكفورت" ، ومن أقطابها - آنئذ - كان "هربرت ماركوز" الذي دعا إلى الجمع بين المقاربة النقدية الماركسية ، والمقاربة النقدية الفرويدية ، فيما كان يوصف بالنزعة "الفريدو- ماركسية"...
ومعلوم أن المطلوب - يومئذ - في بحوث الإجازة على مستوى عدد الصفحات فيما بين (30/40 صفحة) ، بينما رسالتي جاوزت 110 صفحة ... نظرا لتشعب وغنى المقاربة الماركوزية للإشكال الحضاري في فترة زمنية مفصلية من تاريخ الغرب بعد أحداث جامعة باركلي... وأحداث ماي 1968 بباريس، وحرب الستة أيام بالشرق العربي...والاصطفافات المختلفة للشعراء والمفكرين والساسة فيما يتصل بأكثر من إشكال ومحور... بما في ذلك فعاليات مجلة "أنفاس" ...
وبعد النقاش الذي تلا عرضي السالف الذكر ... طلب مني الرفيق "ساعف" أن نتبادل نسخ بحثنا ، ولا زلت أحتفظ بنسخة من بحثه في الموضوع إلى الآن ...
إلى جانب ما سبق ، كان لي علاقة خاصة بالدكتور محمد عابد الجابري متصلة بنقلة أخرى في حياتي الفكرية ، وهي المتصلة بموضوع البحث الخاص بالرسالة المقدمة لنيل الدراسات العليا المعمقة في المنطق والابستمولوجيا ...
ولكون الأمر ذي صلة بمفهوم "الزمان" استدعي قصتي في الموضوع مع ثلاثة أساتذة أجلاء :
أولهم المرحوم "الطاهر واعزيز"
والثاني الأستاذ "طه عبد الرحمان"
والثالث الأستاذ "محمد عابد الجابري"
تقدمت إلى الأستاذ "واعزيز" والذي كنت أكن له احتراما كبيرا، وكان يعزني لمثابرتي وتركيزي واهتمامي باستغلال كل لحظة من لحظات الأساتذة المحاضرين... حيث اقترحت على الأستاذ "واعزيز" إشكالا ابستيمولوجيا ذو صلة بالرياضيات والمنطق تحت عنوان "الإشكال الابستيمولوجي الناتج عن استعمال الصفر : نحو نظام لا عشري ..." وسبب حدسي لهذا الإشكال ، هو اطلاعي على علم الفلك - وهو من أقدم العلوم يوم كان مختلطا باللاهوت والتنجيم والعرافة ... والأساطير مع البابليين والسومريين ومن بعدهم الكلدانيين ... حيث برع عباقرة هاتيك الأمم في حسابات فلكية مبهرة ... بما فيها النظام الستيني الذي اقتبسه "الحيتيون" في هضبة الأناضول ، والإغريق من بعدهم من بين ما اقتبسته الحضارتين السالفتين من أساتذة بلاد ما بين النهرين ...
هذا من جهة، ومن جهة ثانية، كان لاطلاعي على الأبحاث الاتنولوجية والانثروبولوجية والاكتشافات الأثرية المتصلة بحضارات الهنود الحمر بأمريكا الوسطى واللاتينية والمتصلة بحضارة "المايا" و "الأزتيك" خاصة ما يتصل بعلم الفلك ... حيث كانت جداولهم "الدائرية" في دقتها الرياضية ، تثير الإعجاب والدهشة دون علمهم بمفهوم "الصفر" أو استعمالهم لرمز مماثل في وظيفته ، شأنهم في ذلك شأن البابليين والكلدانيين .
لقد كان لهنود أمريكا "بطليموسهم" الخاص ، و "ماجستطهم" الدائري المتميز والعبقري ...
ونظرا لعمق وطرافة الإشكال الذي اقترحته على المرحوم "واعزيز" وما يميزه من دقة منطقية موحية ... أشار إلي بأن أتصل بالأستاذ "طه عبد الرحمان" ، فخطر ببالي - للأسف - أنه ليس مستعدا ، أو لا يرغب في الإشراف على أطروحتي في الموضوع السالف ذكره ... رغم إشادته بأهميته .
ولما كان طبع الأستاذ "طه عبد الرحمان" ذو ميزة وطعم خاص ، حيث كان طلبة فوجي - وأنا منهم - يتجنبون التعامل معه لطبعه الخاص ... رغم إجلالنا لعلمه الغزير ...
فلم أتصل بالأستاذ "طه" ولم أراجع ثانية للأستاذ "واعزيز" ، واعتقدت على خطأ أن البحث في الإشكال السالف لم يحن وقته ... فاتصلت بالمرحوم محمد عابد الجابري باقتراح أطروحة مخالفة جديدة كمحور لرسالة الدراسات العليا المعمقة يتصل بابستيمولوجيا "جاستون باشلار" لكون الأستاذ الجابري كان أول من اهتم بهذا القطب الجليل في الابستيمولوجيا المعاصرة ، وكان الأستاذ الجابري أول من أثار انتباهنا إلى "العقلانية المعاصرة " و "العقلانية التطبيقية" و "فلسفة لم لا" البشلارية ... ، فاقترحت على الأستاذ الجابري محورا ذا صلة بالموضوع تحت عنوان : "الأسس الاسطتيقية للابستيمولوجيا الباشلارية"...
بدأنا النقاش بعد فراغه من محاضرة مسائية بالسلك الثالث خاصة بفوجنا ... وناقشنا الموضوع في الطريق من كلية الآداب قرب وزارة التربية الوطنية ، إلى محطة القطار-المدينة ... مشيا على الأقدام ... وكم راودتني أحلام اليقظة - ونحن نناقش الأطروحة بالطريق - باقتران اسم الجابري بأرسطو ... وشخصي كأحد تلامذة المدرسة المشائية ...
وعند بلوغنا محطة القطار - وبحدس الأستاذ العميق المدرك في ثوان لما يحتاج غيره إلى أيام لإبداء الرأي في إشكالية مماثلة ...
نصحني بأن أعمق بحثي في نقطة وردت برسالة الإجازة المشار إليها أعلاه والخاصة بهربرت ماركوز ، حيث عالجت - من بين ما قاربته - موقفه النقدي لكارل ماركس فيما يتصل ب "البنية التحتية" و "البنية الفوقية" ومكان "العلم" و "الإيديولوجيا" في العلاقة الجدلية بين البنيتين السالفتين ... حيث إشكالية "الحضور الزماني" في تلك العلاقة أبانت "الأرضية الهشة" للمنظور الماركسي في علاقة العلم بالإيديولوجيا ...
رحبت بالاقتراح مع سؤال عن سبب إزاحة أطروحتي حول "جاستون باشلار" ... فنصحني المرحوم محمد عابد الجابري بتأجيل هذا الإشكال إلى رسالة "الماجستير" نظرا لصعوبة الموضوع وتشعبه والوقت اللازم لتغطيته والذي لا يسمح به الوقت المخصص لشهادة الدراسات المعمقة ... رغم توفر مكتبتي - آنذاك - على المراجع اللازمة في الموضوع بالعربية والفرنسية...
اقتنعت بالأمر، وأنجزت بحثا في علاقة العلم بالإيديولوجيا والعلاقة بين زمانية "الحركة الفكرية" أي البنية العليا ... وزمانية الحركة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فيما له علاقة بالبنية التحتية والمفارقات والمغالطات التي تضمنتها النظرية الماركسية في الموضوع ...
للاستدراك، أريد القول أن تقديري لأستاذي الجليل المرحوم محمد عابد الجابري الذي أقدر وأعظم طموحه الفكري ذو النزوع العلمي والإنساني والذي استطاع بفضله الارتقاء - فكريا - من مقام معلم بالابتدائي إلى مقام "معلم فلسفي" ، والفيلسوف "المعلم" على قياس قول العرب في عصر نهضة المأمون ... حيث وصفوا "أرسطو" بالمعلم الأول ، و "الفارابي" بالمعلم الثاني ... وكان الجابري معلمنا المعاصر ...
أقول لا يعني التقدير ... تماهيا مع ما يمكن وصفه ب "النسق الجابري" ... لقد عاهدت نفسي ألا أقول شيئا عن "الآخر" قبل أن "أقول" ما بجعبتي الخاصة ...
فلم تكن أطروحات الجابري كلها قابلة للتسليم بها مثل قوله: بالقطيعة الايبيستيمولوجية بين المدرسة المغربية-الأندلسية ، وبين فلسفة المشرق العربي... أو موقفه المرتبك من علاقة التراث بالمعاصرة ، أو علاقة العربية بالأمازيغية ، أو تمييزه الاستقطابي بين "البيان" و "العرفان" و "البرهان" في مقاربته لبنية العقل العربي ... بل إن إحاطته بخصوصية العقلية "الهيلينسية" ، والخطاب "الهرمسي"... وعلاقة الإغريق بالشرق العربي فيما قبل الاسكندر أو ما بعده ، أو خلال عصر الترجمة العربية...
كانت تلك الإشكاليات تحتاج إلى "الكثير من العلم بلغات الشرق العربي القديم : كالسريانية والآرامية والأكدية والبابلية ... الشيء الذي كان يفتقر إليه الأستاذ الجليل محمد عابد الجابري ، لدرجة كان يتساءل بعفوية عن حقيقة علاقة اسمه الأمازيغي الأصلي "حمو" بالملك البابلي "حمو رابي" الشهير بقوانينه ...
كل ذلك يحتاج إلى مقاربة علمية أكاديمية... ليس بالنسبة لي شخصيا - كمعني بهاتيك الإشكاليات - هذا وقت مقاربتها.
إلى جانب ذلك ، أشير إلى أن العلم باللغات الشرقية كالبابلية والآشورية وأصلها الأكدي وإحالاتها السومرية ، ولاحقا علاقتها بالسريانية والآرامية والفينيقية ، ولغة مصر الفرعونية ... واللهجات الأمازيغية ... العلم بتلك اللغات لا يقف عند حد الحاجة لمناقشة العلاقة بين الثقافة العربية والثقافة الإغريقية ... بل هو ضرورة علمية ومنهجية ، بل إثنولوجية - لسانية ، في كل محاولة لفهم وتفسير نصوص القرآن ... حيث مقاربة الجابري للموضوع يعوزها الكثير في هذا السياق ...
فالجهل باللغات الشرقية القديمة لا يسمح بمعرفة خلفية وأبعاد ألفاظ كثيرة في الخطاب القرآني مثل: "أمي"، و"مقاليد" و "أبابيل" و"هاروت" و"ماروت"، وآدم وحواء ، وقابيل وهابيل و"يس" و"فردوس" و"الود" و"واللات" و"العزى" ، و"مناة" و"يعوق" و"ثمود" ... وغيرها كثير مما يسمى ب "غريب القرآن" ...
غير أن سياقي الفكري ليس مناسبا - حسب البرنامج الذي وضعته وألتزم به ، وقد صدرت لي اليوم منه عشرة كتب - لمقاربة هذه الإشكاليات في حوار مفتوح مع أستاذنا الدكتور محمد عابد الجابري ، الذي ظن - كغيره من المفسرين الكلاسيكيين أمثال : الطبري وابن كثير والرازي و الزمخشري ... أن قراءة النص القرآني تسمح - كما في عنوان كتاب الجابري في الموضوع - بتفسير واضح ... هو أقرب لتلاوة أو تفسير "الماء" بالماء...
أعود إلى مفهوم "الزمان" بإحالاته المختلفة على المستوى الأسطوري واللاهوتي والفلسفي والعلمي.
فقبل ارتقاء الإنسان إلى مستوى الكائن العارف ، وقبل أن يتم حشد ملكاته التي سترفعه ليصبح إنسانا عارفا ... كان موجودا مستغرقا في "اللامكان" و "اللازمان" بالمعنى الخاص ككائن "بيولوجي" ، دائم التنقل والترحال ، غايته ضمان استمرار وجوده عن طريق التقاط الثمار ثم الصيد ... والجنس كفعاليات ضامنة للاستمرار كفرد وكنوع ...
وبمرور مئات الآلاف من السنين ... ومع بداية الاستقرار ، واكتشاف النار والتدجين والرعي ... ثم الزراعة ... بدأت رحلة الإنسان مع التاريخ والحضارة ... والبناء ، والعمران ... ومفاهيم النظام ...
وبتكرار الملاحظة ، وتتبع دورات الطبيعة : الليل والنهار، وتحولات القمر، وتعاقب الفصول ... بدأ الإنسان في الإحساس بالتعاقب والتحول والتكرار والحساب ... فلم يعد - كسائر الحيوانات - لا يلامس الرجل المرأة - في العشير البدائي - إلا عند فترة الإخصاب، حيث الحواس والغرائز كانت ذات سطوة من أي فعالية واستعداد لملكات التنظيم والترتيب والتخطيط والتصنيف ... الأمر الذي سيتبلور مع فعاليات "اللغة" كأداة للتواصل ، و"العقل" كأداة للتأمل والتخطيط والتنظيم ... حيث بدأ الإنسان يعي مفهوم "الزمان" ....
فالأكل لم يعد عملية مستمرة في حالة الصيد والتقاط الثمار ... لا تتوقف إلا بحلول الظلام... بل أصبحت عملية منظمة ، وفي أوقات محددة ... كذلك الجنس لم يعد مشروطا بفترة إخصاب الأنثى ... بل أمسى التواصل عملية يومية "عادية" ، بغض الطرف عن لوازم فسيولوجية وبيولوجية مرتبطة بفترة الخصوبة ...
وكانت تجربة الإنسان في بلاد ما بين دجلة والفرات على المستوى اللغوي والعقلي والحضاري ... فتحا مبدعا في مسار الإنسانية، حيث تم اكتشاف مفهوم "الزمن" في علاقته بالحركة والتغير ودورة الحياة والأفلاك ... خاصة الشمس والقمر... فاستطاع الإنسان السومري القيام بالحساب والتصنيف والتقسيم ... فساعد على اشتقاق مفهوم التاريخ من "يارخو" إله القمر ، وأصل التقويم عند الإنسان ... وقام بحسابات فلكية مثيرة للدهشة والإعجاب ... في فترة مبكرة من تاريخ الإنسان، مع العلم أنه - وإلى فترة متأخرة كما أبانت الكثير من الدراسات الاتنولوجية - كانت قبائل عديدة في أدغال افريقيا لا تعرف "الحساب" أكثر من العدد "ثلاثة" : واحد ، اثنان ، ثلاثة ... و"كثير" ... بل العدد كان "سجين" المعدود ، فثلاثة رجال لها كلمة خاصة ، وثلاثة أطفال لها كلمة مخالفة ... وهكذا !! نفس الشيء ، وجده الأنتروبولوجيون في دراستهم لثقافة بعض القبائل الهندية في أمريكا الشمالية ... والتي لا تعرف لغتهم ظروف المكان أو ظروف الزمان : فليس هناك مفاهيم : فوق ، وتحت ، ويمين وشمال... وليس هناك كلمات خاصة ب ""قبل" و "بعد" ... إنها حياة خارج إطار الزمان والمكان ...
وبتأثير العراق القديم ، ومصر الفرعونية والحضارة الفينيقية والأوغاريتية على الساحل السوري ... خاصة نظريات "سانخونياطن" ، شق حكماء الإغريق الأوائل طريق التأمل الفلسفي المعتمد على المنطق ... فربطوا بين الزمن والحركة مع مفكرين أمثال : باريمينيدس ، وزينون الإيلي ، وهيراقليطس ... ومن بعدهم أرسطو ...
ومع عصر النهضة ، وفورة البحث العلمي ابتداء من بحوث كيبلر الفلكية ، إلى غاليلي ، ونيوتن ... الأمر الذي دفع بإيمانويل كانط إلى بلورة منظومته الفلسفية القائمة على أساس تصوره الخاص للزمان والمكان - بتأثير فيزياء نيوتن خاصة - حيث جعل منهما إطاران "سابقان" للتفكير والعقل الإنساني ، حيث جعل العقل الإنساني مشروطا بهذين الإطارين ، وكل طرح لإشكال على مستوى البحث العقلي لا يتموضع في إطار مكاني ، وزماني محدد مثل مفاهيم : الألوهية والروح ... والقضايا الدينية المختلفة ... يوقع العقل في مفارقات ونقائض غير قابلة للحل ...
غير أن تقدم العلم على مستوى الرياضيات والفيزياء والفلك ... أدى إلى إعادة النظر في مفهومي : الزمان والمكان ، ومفهوم "البعد" ... كما تم مع نظرية النسبية الخاصة ، والنسبية العامة عند ألبيرت آينشتين ، حيث "الزمان" لم يعد له وجود مستقل عن المكان ، وأصبح مرتبطا بكيفية "عضوية" مع المكان كبعد من أبعاده ... الأمر الذي يعكسه مفهوم نظرية النسبية عن "الزمكان" ... وكمثال بسيط على هذا الارتباط بين "الزمان" و "المكان" اختلاف زمانية "ساعة" موضوعة في مكان سفلي ، بالمقارنة مع "زمانية" ساعة موضوعة في مكان أعلى ... حيث الجاذبية في الساعة السفلية تجعل احتساب الزمان "أبطأ" من التي في الأعلى ... فاختلاف الموقع يجعل المكان شرطا لحساب الزمان ... واختلافه ... زيادة أو نقصانا ... بطيئا أو مسرعا ...
ومع توالي الاكتشافات العلمية في الفيزياء النظرية ، والفيزياء الفلكية ، نجد العالم الانجليزي "ستيفن هوكينغ" يربط مفهومي الزمان والمكان بالثقوب السوداء ، وفرضية "الانفجار العظيم" الذي انبثق عنه الكون ...
إن "هوكينغ" يعتبر المكان والزمان يبدآن بالانفجار العظيم ، وينتهيان في الثقوب السوداء التي تتكون داخل المجرات العملاقة ، والتي تعد في الكون المتسع باستمرار... بالمليارات ...
في هذا الإطار يميز "هوكينغ" بين صنفين من الزمن : "زمن معيش" هو ما يشعر به البشر... و"زمن متصور" كمفهوم علمي حقيقي والذي يدور حسب الكون ، في ضوء تصور و حسابات "نظرية الكم" التي وضع أسسها العالم الألماني "ماكس بلانك" وكانت فتحا للفيزياء الذرية المعاصرة ، حيث حققت هذه النظرية قطيعة ابستيمولوجية مع مفاهيم وتصورات الفيزياء الكلاسيكية السابقة لمطلع القرن العشرين ، والتي عرفت - مع "ماكس بلانك" بلورة لنظرية كوانطوم الطاقة ، وجعلت من "ثابت بلانك" شرطا ولازمة في كل بحث أو معادلة ميكروفيزيائية ...
ومعلوم أن إحساس الإنسان بالحركة ، وبلورته لمفهوم "الزمن" ، دفع بالفكر الإنساني إلى وضع "أنسقة" ومنظومات فلسفية في مقاربة التاريخ والحضارة ... وكمثال على ذلك : تقسيم "هيزيود" الاغريقي - حوالي القرن السابع قبل الميلاد في كتابه "أنساب الآلهة" - تاريخ الإنسان إلى عصور مناظرة لأصناف المعادن : عصر ذهبي ، وعصر فضي ، وثالث برونزي ، ورابع حديدي ، ولكل عصر خصائصه ورجاله وقيمه ...
ومن ذلك ما ذهب إليه عبد الرحمان بن خلدون في كتابه "المقدمة" ، من كون الدول تمر بحقب أولها فتوة ، وثانيها نضج وقوة ، وثالثها ترف يؤدي إلى انحلال وضعف وزوال... حيث تظهر "عصبية جديدة" تمر بنفس المراحل ...
وللفيلسوف الألماني "فريديرك هيجل" منظور جدلي لحركية التاريخ والحضارة والأفكار ... تبدأ بما يسميه "أطروحة" ونقيضها فالتركيب ... حيث كل أطروحة تتضمن بذور نقيضها ، والصراع بين الطرفين ينتهي إلى "تركيب" جديد يحمل هو الآخر في طياته بذور نقيضه ... تفرز صراعا يؤدي إلى "تركيب" جديد هو أساس حركة وتطور : الإنسان والفكر والتاريخ والحضارة ... حسب إيقاع يسميه "هيجل" بالإيقاع الدياليكتيكي ...
ومع بداية القرن العشرين ، بلور فيلسوف الحضارة الألماني "أزفيلد شبنجلر" نظرية فلسفية في نشأة وتطور الحضارات الإنسانية ، مستوحاة من دورة فصول السنة : ربيع وصيف وخريف فشتاء...فكل حضارة - في نظره - تمر بمراحل تناظر فصول السنة ... فربيع الحضارة ميلاد لبوثقة جديدة ... وشتاؤها يؤذن بزوالها ... ومعلوم أن " شبنجلر" يتنبأ بزوال الحضارة الغربية في ضوء تصوره الفصلي.
وعلى المستوى "الميكروسكوبي" في الفيزياء الذرية ، حصلت تطورات هامة تُوجت بتجربة علمية قام بها فريق علمي بتنسيق العالم "غيزان" سنة 1998م في معمل تحت الأرض بطول (10كلم) حول مدينة "جينيف" السويسرية ، انتهت التجربة إلى افتراض وجود سرعة للفوتونات تضاعف سرعة الضوء بمرات عدة ، الأمر الذي يخالف أحد ثوابت نظرية النسبية التي ترى أن كل شيء نسبي إلا سرعة الضوء فهي ثابتة وليس في الكون عنصر أسرع من الضوء ...
إن تجربة "جينيف" تبين على خلاف ما أثبته آنشتين أن زوج من الفوتونات يسلك نفس الاتجاه خارج "الزمن" الأمر الذي أدى بالفيلسوف الفرنسي المعاصر "إيتيان كلاين" وهو الآخر مختص في "الميكانيكا الكوانطية" ، إلى القول بأن الزمان له معنى في العالم الكلاسيكي ، بينما ليس له "معنى!!" في العالم المتناهي الصغر كالفوتونات ... وهذا يعيد طرح إشكالية "السببية" من جديد. ولكن في إطار ميكروفيزيائي ، وكذا الفيزياء الفلكية - كمجال غاية في الصعوبة والدقة - لم يحض الأمر فيه بإجماع العلماء ...
لقد سبق ل"هيجل" أن قال عن علاقة العلم بالفلسفة : إن الفلسفة تظهر في مساء اليوم الذي تظهر في فجره العلوم ...
والإشكاليات السالف ذكرها ، خاصة في حقل الفيزياء الذرية ، والفيزياء الفلكية ... أدت إلى قراءات فلسفية جديدة للتاريخ والعقل الإنساني ، ومفاهيم التطور والصيرورة ، و"الزمن" و"التزامن"... مما نجد له صدى في أطروحات الاثنولوجيين، والانتروبولوجيين واللسانيين و "المؤرخين" ، و "الاقتصاديين" ... في تصورهم لمفهوم "التزامن" والذي أدى ببعض "الفلاسفة" مثل "غودوليه" و "ألتوسير" في قراءتهم "الجديدة" لكارل ماركس إلى القول بأن المقاربة العلمية للاقتصاد لا صلة لها ب "الزمن" و "التاريخ" ... وأن ذلك من رواسب الايديولوجيا المخالفة جذريا للفكر العلمي ...
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل انتقلت "العدوى" الميتافيزيقية القائمة على إنكار "الزمن" وفكرة التطور ، والإقرار بمفهوم الانتشار الكامن في أساس "كيمياء الحضارة" الإنسانية ... من طرف الإتنولوجيين ، وتمدد الوهم إلى الدراسات الأدبية والنقدية في الرواية والشعر ... حيث خرج البعض بمقولة "موت الإنسان" و "محو "أثر الذات المبدعة.
في ضوء القراءة "الطفولية" لنتائج العلم لمفهوم "الزمان" من طرف الأسماء السالف ذكرها ... فهمت ما أشارت إليه "ماما" وأنا صبي غر ... حين استنتجت ببراءة طفولية صفة "حمارة" كنعت لخالتي التي نصحتها أمي رفقا بحمارها لتحج عليه ... أدركت بعد اطلاعي على ما ذكرته من تصورات ونظريات ونقاش علمي وفلسفي ... أن "الحمار" الحقيقي هو من يحاول أن يختزل مسافة "هيجل" بين فجر العلوم ، ومساء الفلسفات ... في يوم أو بعضه ... بينما الأمر يحتاج إلى "زمن" لإدراك أبعاد الأشياء والمفاهيم والأفكار ... إنها طفولة فكرية التي تقول مع هتنجتون - بنهاية التاريخ ... حيث توهم بأن ""سقوط جدار برلين" أطلق "رصاصة الرحمة" على دورة التاريخ وحركيته ، وأعلن انتصار الرأسمالية المتوحشة ونهاية التاريخ ... أليس ذلك وهما ، كوهم تبخر الزمن وموت الإنسان ... ?
لعل تلك الأوهام بمثابة مؤشر على نظرة "شبنجلر" السوداوية التي صيغت في أجواء الحربين العالميتين الأولى والثانية والتي عرفت صراعا بين دول استعمارية دمرت الكثير من أجل غنائم المستعمرات ... الأمر الذي أدى إلى ظهور فلسفات لاعقلانية في الثقافة الغربية انتهت ب "تحطيم العقل" حسب تعبير الفيلسوف المجري "جورج لوكاش"...
ليس هناك دورة مغلقة للعلم والفكر والمعرفة الإنسانية ... إن العقلانية العلمية - كما عبر عن ذلك جاستون باشلار - عقلانية مفتوحة تجدد نفسها باستمرار في ضوء تطور نتائج البحث العلمي ...
أخيرا أقول : إن نسقي - كباشلار - نسق مفتوح ، كما يمكن قراءته في قصيدتي حول "الزمان البديل" طي هذا الديوان ، فزمان نسقي ليس خطا متصلا ، ولا خطا مقعرا، وليس بمنحنى ، ولا هو بخط منكسر متساو في انكساراته، ولا هو خط منكسر غير متساو في أجزائه.
إن زماني يتحرك في شكل لولبي كمحارة ... ونفس الأمر يمكن قراءته في قصيدتي بديواني تحت عنوان : "لو كان : هكذا تكلم مجانين فاس" خاصة قصيدتي بعنوان : "أطياف الزمان" ...
إن القراءة الشعرية للكون والطبيعة والإنسان والحياة أبلغ من قراءة تدعي موت الإنسان ونهاية التاريخ ...
إن ما تمت الإشارة إليه، يمثل "نتفا مبسطة" سيتم إصدارها بتفصيل ومنهجية ملائمة في بحث لاحق .
 
برادة البشير
فاس في : 05/05/2018
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
التوقيع ... بصمة !...
المرء !
حبلى ... بما أودع !!
ومهما أخفى ... أمرا !
للبوح ... كان أسرع َ!!
 
*******
 
فالتوقيع ... ظل !
كماء نهر ...
بواد ... انساب
فتجمعَ !!
 
*******
 
 
 
 
 
و النهر !
لا يستحم خارج مهده !
فَلِلْمَصَبِّ ... عائد
مهما ...
تفرعَ !!
 
*******
 
و السماء !
كعين ... تحن !...
لبهجة !
و الحزن ... حالة
إلى زوال !
مهما ...
أدمعَ !!
 
*******
 
 
 
فالذات !
لا تبرح ... حلمها !
و البهجة ... حلم
المرء ...
مهما ... تجرعَ !!
 
*******
 
فالذات !
لا تبرح ... ظلها !
سوف ... ليلا
أنكر ...
البدر ... و الشمعَ !!
 
*******
 
 
 
 
 
 
ما " الأنا " ... دون
توقيع !
سوى ...
ظل ... تَحَجَّبَ
بليل عزلة !
و عن الظهور ... تمنعَ !!
 
*******
 
لعين الجمال ...
في الشفق ... توقيع
روعة !
بالروح...
تنفس ... فأينعَ !!
 
*******
 
 
 
 
 
و عين الجمال ...
في الغسق ... بصمة !
تصنع ...
للحلم ... أفقا
أوسعَ!!
 
*******
 
فالشروق !
منذ كان ...
فورة الحياة
تحاكي ... المنبعَ !!
 
*******
 
 
 
 
 
و أفق ... المغيب !
استئناف ...
لاشراق ... بالجديد
تنوعَ !!
 
*******
 
فوميض ... الشروق !
على قلب الخصوبة ...
بالتفتح !
تربعَ !!
 
*******
 
 
 
 
 
 
 
 
 
و مصابيح ... المغيب !
منيرة ...
لزوايا ... خيال
أبدعَ !!
 
*******
 
كلما طال ... الزمان
بتحفةٍ !
كلوعة ... الغروب !
كفرحة الشروق !
كأنفاس ... العشق !
كان ... وقعها
بالنفس ... أروعَ !!
*******
 
 
فعين ... غُفلٍ !
عن مكنون الجمال ...
غافلة !
و حس ... مبدع !
بالرقة ... أقنعَ !!
 
*******
 
فضباب النفس !
بصقل المرايا ...
إن تبخر !...
انقشع َ!!
 
*******
 
 
 
 
 
 
 
و صفاء النفس !
بنقص " فضة " بها ...
تداعى ...
فتقطعَ !!
 
*******
 
فعين الجمال !
كعاشق ...
كطفل ... بالدهشة
تطبعَ !!
 
********
 
 
 
 
 
 
و حضن الدهشة !
كنطفة حدس ...
بخبرة !
للكشف ... أطوعَ !!
 
********
 
و عين حدس !
دون ، مراس ...
في كل ... أمر !
كمن ... يضرب الوَدَعَ !!
 
*******
 
 
 
 
 
 
 
فالتخمر سُنَّةٌ...
مبدع !
إن كان لبصمة
يسعىَ !!
 
*******
 
و الشعر !
كخمرة ...
كماء الورد !
بالتخمر ... تُعْلي
الروح...
منصة أرفعَ !!
 
*******
 
 
 
 
 
و الزلال !
ما لامس ... منبعا !
و إن خطا ... باعا
ناسب ... الزرعَ !!
 
*******
 
و بعد السقي !
يسيح ... في دورة
الأعماق !
يحاكي ... في القداسة
الضرعَ !!
 
*******
 
 
 
 
 
 
لكلٍ ... بصمة !
و توقيع مَنْ بالأعماق
ليس ... كمن
على السطح ... ارتفعَ !!
 
*******
و حقيقة ... الفن !
تعانق ... الرمز !
كحلم ...
كرسم ...
كعين ... بماء !
تكسر ... المرجعَ !!
 
*******
 
 
 
 
 
 
 
 
ف " مرآة " ... الفن !
تحرق ...
بنور الشروق !
زيفا !
بيننا ... توسعَ !!
 
*******
 
و إن دارت ... بحدة !
فنور الغروب ...
كفعل ... الشروق !
يكشف ... الوضع َ!!
 
*******
 
 
 
 
 
فما يَحْرِقُ ...
كما يُحرَق !
يُشم ...
و لا يفهم !
كنظرة ... عاشق
كالرسم ...
لا يجيد ... السمعَ !!
*******
ل " فن الشعر " ...
دون الفنون ،
قلبي ... يرقص !
لونه ... كحمرة
مذهبة ... ترصَّعَ !
*******
 
 
 
 
 
 
لَوْحَةٌ...
عند عتبة الشروق !
هناك !!
حدسي ... ضاجع
خيالي !
كي ... يُبدعَ !!
*******
تلامس عيني ...
جمالا !
مخصباً في النفس...
أنى ... طلعَ !
*******
بُذُورُ فضول !
تفور من طفولتي ...
فتسقي روحي ...
التنوعَ !!
*******
 
 
 
ما من مبدع
أطل على دهشة!
إلا تنفس ...
بوادي الطفولة !
فالتصابي ...
يَقْمَعُ ... القَمْعَ !!
 
*******
 
وحدها الطفولة ....
تكسر نير فرسي !
فيشرق حدسي ...
كنبيذٍ العشق !
يحرك الكون ...
كلما شعشعَ !!
 
*******
و إن تكسر نير ...
أفراسي !
أجتاز حواجز ...
الكشف !
كلما نبض ... حدسي !
إشعاعه ...
بعيني ... بهجة
تلعلع َ!!
 
*******
فصار فستان ...
الحقيقة !
شفافا ...
كلما ... أشار بنان
حدسي !
استجاب ... فارتفع
برقة ...
تناسب القرعَ !!
*******
 
 
ما خاب ... ظني
بحدسي !
يقارب الظلال !
بخفة ...
تضاهي نباهة
طفل !
كلما استفزه ... طيف !
قواه ... استجمعَ !!
*******
شعاع ... كحدسي
لا يخبو !
كلما أضاء ... ازداد
توهجا !
فزاده ... دورة
تلامس ... عمقي !
فَيٌفْتي ...
بما أوزعَ !!
*******
 
 
ل " فن الشعر " ...
دون الفنون ،
روحي ... تحنّ !
لأن ّ لونه ...
كسدرة المغيب !
بماء الحياة ...
شعري يصلي ...
دون أن ... يركعَ !!
*******
لذلك !!
أخفى المستنبر ...
" بودا " !
دون الأسفار ...
" فن الشعر "
فمن أعز الشعر ؟!
في الوجود ... فاز
كي... يقنعَ !!؟
*******
 
فدفء ... نار الشعر !
بقلب الحالمين ...
ينير " ظلاما " !
و يحرق ...
للتفتيش ... " محاكما " !
فلا يخون ... الشعر ...
سوى ،
عابث ... للمنية تطوعَ !!
*******
و أخطر ... وصلة ...
ب " فن الشعر " !
قيثارة ...
تزن " الضحك " !
ببيض النمل ...
فالثعبان الجريح ...
كحاقد !
كسادي !
يهاب النمل ...
إن زَحْفَهُ ... تتبعَ !!
*******
 
فنمل الشعر !
قارض ...
كاشف...
لزيف ... ينمو
بمن ... خدعَ !!
 
*******
فليس أعظم ...
من إيقاع الشعر !
غير ... طفل !!
يطوي بخياله ...
ألم أحقاد !
سممت رغبة ً...
في الحياة !
كادت أن تصرعَ !!
 
*******
 
 
 
فالتوقيع بِحدسٍ كطفل ...
حين يلهو !
يراقص ... الكون
بصدق !
يرسم على وجهه ...
دهشة !
فأقرأ سؤاله ...
قبل أن يرفع ...
الأصبعَ !!
*******
لذلك !!
أكد " أبو تمام " !
أن جاهل رموز الطفولة !
بمجاز الشعر ...
لن يتمتعَ !
******
 
 
 
 
و سباحة في يم ِّ...
استعارة...
سحرها !
لن يطمعَ !!
*******
و ما تماهي " نيتشه " !
بروح " ديونيسوس " ...
سوى ،
وفاء ... لطفولة !
بالبهجة ...كسرت
عقلا !
أخمد ... شعلة...
حدسٍ !
ببلادة ... بداهة
حياتنا ... و قعَ !!
*******
 
 
 
 
فصدمة المفاجيء ...
تُفْنِي المألوف !
و إن دب ممتنع ...
بخيال الجرأة !
روَّض استحالة ...
تأبى ... التَّوَقَّعَ !!
 
*******
المجاز ... اجتياز !
فما تحدى ... عاجز ...
مانعا !
باستعارة ...!
والتميز... يطبع
الألمعَ !
*******
 
 
 
 
 
و التحليق ... يستنبت
من الذات ... جناحا ...
الخلق!!
والحدس ... مبدعٌ
لا يعرف ... التضرُّعَ !!!
 
*******
 
فالمجاز ... كحس الحمام !
يمتطي الأثير !
ليبيض ... العشق !
في الأعالي ... بالأطلس
كالصعيد ...
محاكيا ... قضيب الخصوبة !
ينسخ سلاما ...
دون شوق ... لن يزرعَ !!
 
*******
 
 
يقول شاعر " النيل "
" نُوتُوسْ " !
عن " أبي ملكو " الصوري...
عن "لولي " الصيدوني !...
" حين يعم الحب ...
يبسط النقيضُ ...
للنقيض... الرُّبْعَ ! "
******
حيث ، أفعى " صور " ...
تلف زيتونة ...
يعلوها صقر !
بالتعايش ... المقدس
مآل الصراع ...
أن يصرعَ !!
 
*******
 
 
 
 
 
 
أعانق الكون ...
بجناح ريح !
إذ أصافح ... بعد الألف
كَمْ...
موقعَا !!
*******
فالريح تخصب ...
زهوري !
تسقي ... بوري !
و تفتح نوافذ ...
الأعلى... والأوضعَ !
*******
 
 
 
 
 
 
 
 
يطهر الشِّعْرُ...
من دوار ... الوهم !
دون ... أجراسه
شراعي ... لن تُشْرَعَ !!
 
*******
من أجل ذلك !!
نحتت " صور" للريح ...
نصبا ! من زُمُرُّد ...
بصخرة القداسة !
عينا " بَازُّو " ...
ترعى الرُّبْعَ!!
 
*******
 
 
 
 
 
 
 
أعانق الكون ...
بنور الشمس !
فتبصم عيني ، بعد الألف ...
عَيْنًا ... ترشف جوهراً!
يعانق ... النَّبْعَ !
*******
و يمتد أفقي ...
فوق الزمان !
كأقواس قزح ...
تحاور رذاذ بحر !...
يأبى أن يُقْطعَ !!
********
 
 
 
 
من أجل ذلك !!
رفعت " صور " ...
للنور !
نصبا ... من ذهب !
فالفراشات تعانق ...
ليل " طُورٍ " !
دون أن تُفْزَعَ !!
 
*******
 
فالتوقيع ...
ب " ما سأكون "
يُعيرني ...
جناحي طفولةٍ !
و رشاقة ...
روح عاشقٍ !
فأحجز ... لذاتي ...
بين النجوم !
بعد الألف ... موقعَ !!
*******
 
 
ف " عندما كنت " !
في عرف " دالي " !
ك " لو كان " !
في لاوعي ...فَاسِي !
تطفيء ...توهجا ...
و تُخمد روحا !
كما تقض ... المضجعَ !!
********
لذلك !!
تعلق " دالي " !
بشاربيه !
فرعشة دَانٍ ...
كرقصة ... عالٍ !
تَوازُنٌ... بالأعالي...
يفتِّح ... الأدرعَ !
*******
 
 
تسري ...روحي...
كالأريج ... الخفي !
إلى جرس ...
يصيح ... كديك ،
" صقر قريش " !
كي لا يُفْجَعَ !!
*******
فؤادُ المُصالح !
في الحب ... صالح !
و من يزرع ...
الريح !
يجن ... قبل أن يصرعَ!
*******
فقلب ... ترنح
على أرجوحة ...
الألام !
لن يتمتَّعَ !!
*******
 
 
 
 
كذلك !!
" أجْرِيبِينَا "
سقت نفس ...
" نِيرُونْ " !
بالهواجس ...
قتْلُهَا ابَاهُ !
روحه أفزعَ !!
******
فتاج السلطة ...
لا يرقص ... على رأس
قبل أن تُدْمِي !
عيوناً ... و قلوباً ...
فقلب ... دون حب !
وُجِدَ...
كي ... يتصدعَ !!
 
*******
 
 
 
 
وقلب الحقد ...
لا يعرفُ فضل التسامح !
و اقتلاع اللسان ...
يزيد العيون ...
فصاحةً ... أنصعَ !!
*******
عندما تحرِّض " تَامِيرَا " !
أبناءها ...
على الاغتصاب ...
تعجِّل !
بوليمة " تِيتُوسْ " !
تُنسي ... الرضيع
والمُرْضعَه !
*******
 
 
 
 
 
فالمحرض ... كالمغتصب ...
كالمنتقم !
الكل ... يأكل ... كبدا
و قلبا ...
فليس ... كدورة الحقد
مدارا ...
أبشعَ !!
*******
إن مأساة السلطة !
عند " شِكْسْبِيرْ "
ليست أفضع ...
من جريمة " هارون " !
لأنه دخل بيتا ...
أرفعَ !!
 
*******
 
 
 
و لأن "هارون " !
مغربي ... و " مورو " !
بل ... أسمرٌ !
فتربِيَّةُ ...أسود ...
ذبابةٌ !
نصيبها أن تُسحق ...
للحقير ...
أحد ... لن ... يشفعَ !!
 
********
إن السلطة ... كالحقد !
كالتعصب ... كالقطط !
تأكل صغارها ...
ومن يهوى :
العضَّ والقطع...
ينسى ... أن يُرضعَ !
********
 
 
ما فراغ قلب ...
سوى ،
من فراغ ... روحه !
و الكيان الأجوف ...
لا يفتح ... الأذرعَ !!
*******
فكل قلب ... بما فيه
عينه ... ترشح !
و الالم ...
يطل من نظرة ...
ورائحة السوق...
تعلي ... النفعَ !!
******
والعشق ...له
غيرها ... من الحروف
للبوح !
فلا تُنطق العينُ ...
قلبا !
سوى ،
ما أودعَ !!
********
 
كل خفيف ... إلى أعلى
يهفو!
عند " راعْ " !
و أشعة الشمس ...
للروح !
براق الصعود !
كي ... تودِّعَ !!
 
********
فالعقل كظله !...
أثقل ...
من روح ... كحدسها !
و العقول ب " النيل "
لإنشاء منصات ...
الصعود!
أهرام ... كرواسي ...
لن تتضعضعَ !!
*******
 
فسحر الصعود ...
إلى السماء !
كسحر أعماق ...
" التاء " !
و جيد قُزح ...
طويل ...
مقوس !
كجيد حبيبتي ...
بعيني ... يرقص !
تراه المنايا ...
فتنسى أن تَصْفَعَ !!
*******
كلما حلق قُزح !
حاكى !
جيد حبيبتي ...
في رسم أقواس ...
للصعود....
تزيدها بهجةُ ...
الروح !
ما يقوِّي ... الدفعَ !!
*******
 
 
 
فليس بالكون ...
جميل !
كتوقيعِ قزح ... ألوانا
بخوخة النور !!
تحاكي ...
في استدارتها
نَهْدَيْ ... حبيبتي
أروعَ !!
 
*******
© 2024 - موقع الشعر