سارِي إطْلاَقَ على الوجِن - ماجد حميد حسين

سارِي إطْلاَقَ على الوجِن دَّمْعِ
لحاظراً في القلب ذكرُهُ محتَضَرُ

كيفَ أجْحَدُ و دمْعي شاهد
صبرتَ بما أتاني اليأس جمر

ما أُكنُّ بالهوى يخفى هباتَ
ما يحسن العذر ممن كان له ستر

خليليَّ أصبح بحبُّ ألغريم جاهلي
ما أنصفني بالوصِف وما أعتذرُ

مَنْ جمْرُ الغَض فَراْشُهُ عليه يَرْقُدُ
من قبل لم يُغفَر الذنب ولا يستجار

ثرى المقام لَهيبي لَعَلَّه يَبْرُدُ
بما قارعتَه بألاشَياءٍ إذا له يُغتَفَرُ

فما غلاك تشتت مني فلمني
أسري بالقلب بما شاء به يبشّر

أكتب أحزاني وأشجاني كل يوم لكم
لإيذاء قلبي ‏أسرفت فيه أقرار

حبيبٍ كظم ألعذر لحبيبه وتناسى
أوزارٍ في مقلتَيه سيماه ألغدر

أمانة قلبي فيك أمنته تصونها
فحكمك ماضِ فاحتكم فيما تحتظر

برقٌ على أمل ومثلي يتأرقُ
فانجلى الظلام بعبرةٌ تسرُ

جُهالة الصبابة كأنها ترى عينٌ
مسهدةٌ لقلبٌ يخفقُ ويعتصر

تراه برقٌ أصاب طائرٌ مترنَّم
فؤادٌي شيقُ انْثَنَيْتُ له بالأستغفار

كويت بنار الهوى تستعر
نار ماتكلُّ الغضا تحرقُ وتضر

فعجبت كيف ألغرام يضمحل
فعَذَلت العشقِ حتى ذُاقتُه هجر

بلغوا برغم عذرتهم وعرفت
ذنبي أني قد عيَّرتهم بالهجر

فلقيتُ فيه ما لقوا أسوار
بمجدك مزقت نفسي كوليد حائر

إِنِّي أَغارُ منَ الْكُؤوسِ فَذنِّبِي
وما جفاني مَن كان لي أُنُسان أغر

ورد الجميع ومن سناك تزودوا
تقطعت نفسي موصدت أبوابها صرار

تراه قض مضاجعي بالوصول
لعمري في أحضانها أشواك شرر

وطوى الفؤاد سكينة يملىء
الروح بوهج هيجاء حبك نار

© 2024 - موقع الشعر