لحظة نزول المطر - ماجد حميد حسين

لحظة نزول المطرح
في لحظة أستيقاضي أني سمعت طرقات متتابعة على صفيح معدن يغطي سقف سلم عندما كنت نائما فأيقنت اني لست بحلم أنما هو أنغام نزول الغيث ، فتملّكني شعور لا يمكنني التعبير عنه جعلني اعتقد أني احتاج الى لحظة هدوء.
وأني في مكان أضطجاعي أتاني الهام فكتبت هذه الكلمات، أني سمعت انغام صوت طرقات المطر على ارضنا الرمضاء الجافة المتعبة. ولحظة بدات بالسرحان . هل ارضنا تتحمل نعم السماء ، هل ستغرق الطرقات وتفيض المباني والمدارس والمستشفيات . ام تسقط سقوف البيوت الخاوية على رؤوس ساكنيها . فهل نزولك ياغيث خير ونعم وفرح وسرور ام صراخ وعويل .. فما الجدوى من النزول ان كان خير فيضك ياغمام يذهب سدى . لاسدود تغلق خزائنها ولا ارض تضمىء عطشها لزرعها .فكل شيء مستورد حتى الاجنة تاتي من خلف الحدود ، والنساء تشترى ببضع الدولارات
فقلت هل ما زالت الحياة في وطننا مستمرّة وهل ما زال الخير في امتي يعلوها الأمل ويغرقها وجود الأحبة وحب التسامح، لقد جعلني المطر اخوض في خضم التاريخ ماذا جنى شعبنا من كل الحكومات وخاصة من أبا اليثين وأبا البوات .. غير الحروب وغير فقدان الاباء والامهات وضياع الخيرات والاجيال .وفي لحظة وداع الى ماض مذل محقرا لشعب كان أفضل الخلائق واصحاب الوجدان . سبينا بحكومة الخذلان جل أحلامهم واجتماعهم تقرير الخير لهم والشعب يذهبوا به الى سلت المهملات . أي قسمة ارتضيناها ومستقبل للاطفالنا واي مستقبل لوطننا ووجودنا . ومل شعوب الارض تنعم بخير وطننا . واني بينما أستمع لموسيقى تلك القطرات أصبحت أطرب لانغام تلك القطرات تنهمر وتطرق نوافذي وتعزف على اوتار قلبي بلطف متأني بلحظة سرحت للتئمل عن مسير المياه التي اوجدتها تلك القطرات من ذاك المطر ...
فاوقفتني رؤية وجه الصباح واقفة أمام النافذة ترقب بديع خلق الله .. فارتسمت في مخيلتي أأني رايت وجه حور عين ... هل اني في باب الجنة انتظر لحظة الاذن لي بالدخول ورؤية الحسان . فتملكتني منها اجمل ابتسامة وآنستني اكبر همومي بلحظات قلال وان كانت قليلة، اشعرتني اتوق إلى كلّ شيء جميل ، فتذكرت كل لحظات الطفولة، وإلى أجمل الطرفات وشدني الشوق الى الحب والحنين لتلك السنوات التي انطلقت مني كانها قضت ثوان من عمري، فأصبحت في لحظة أمتنان الى أصوات قطرات المطر وسرحت في دفىء إلى سماع دقات تلك القلوب التي إفتقدتها والى تلك ألاحاسيس التي طالما نسيتها. منذ تلك اللحظة مر في خيالي ألف سؤال وسؤال ونسيت ببرهنة اين اضع اجاباتي عن تلك الاسئلة . هل تشبه لحظات نزول تلك القطرات كلماتك الرقيقة التي كنت اسمعها منك . حيث لايوجد فيها دموع وخوف بل حتى اني لم أسمع أصوات الرياح التي تحمل تلك السحاب المليئة بايقونة الحياة التي نعيشها نحن شعب العراق تلك الحظات الجميلة البسيطة. المفعمه بالحنين الى الطفولة المذبوحة ...
هل يرتجي مطرٌ بغير سحاب. لم نسمع أصوات البرق الذي طالما اخافنا ونحن صغار لم نرى ضياء البرق الذي كان يشدونا باجمل الالحان ...ونسينا وفقدنا جمعنا الذي كنا نلجاء الى الجلوس قرب المدفئة وحولنا الاجداد يسردون لنا اجمل القصص وكنا نتوق ان ان نكون كبار لنبني أحلامنا وحياتنا ونحقق رغباتنا .
بتساقطك أيها المطرُ لعلك تغسل أحقاد الصدور وسواد القلوب. فمجيئك ياغيث قد أتانا الشتاء. ولعلة يطفىء نيران قلوبنا الملتهبة. ويبرد خوالجنا المحمومة بحر العنفوان ...
فكم عاشق ينتظر دفىء الموقد في الشتاء لكي ينعم بلحظة شوق وحنين وتوق لقاء فما حالنا ونحن نفتقد للحنان... فياغيث مجيئك لنا كزائر نرحب بك تارة واخرى نتجهم لانك تُزال بوجودك .ماء الابناء للامهات وتذهب الارواح عن الوجود . فانك ألاصل بالوجود .
ما ان تكف عن الهطول كأوّل لحظة الولادة كالوليد،
تسمع صريخ الوليد وتنفس الصعداء وفرح ألابوة والامهات لقدوم زائر من فلذات الاكباد .
أحبّك واعشق عطرك يامطر وأترنم بنسيمك يداعب حنيني ويجعلني ارقص مثل ألاغصان وميلان الشجر، وتلاطم أمواج البحار لتجعلني أهداء كالطفل الصغير الذي ينساب بين يدي واحظان الامهات .
© 2024 - موقع الشعر