الدين مخترم، والحق مهتضم، - أبي فراس الحمداني

1- الدين مخترم، والحق مهتضم،
وفيء ال رسول الله، مقتسم

2- والناس عندك لا ناس، فيحفظهم
سوم الرعاة، ولا شاء ولا نعم

3- إني أبيت قليل النوم، أرقني
قلب، تصارع فيه الهم والهمم

4- وعزمه، لا ينام الليل صاحبها
إلا على ظفر، في طيه كرم

5- يصان مهري لأمر، لا ابوح به،
والدرع، والرمح، والصمصامة الخذم

6- وكل مائرة الضبعين، مسرحها
رمث الجزيرة، والخذارف والغنم

7- وفتية، قلبهم قلب إذا ركبوا،
يوما، ورأيهم رأي إذا عزموا

8- يا للرجال أما لله منتصف
من الطغاة ؟ أما للدين منتقم ؟

9- بنو علي رعايا في ديارهم،
والأمر تملكه النسوان، والخدم

10- محلؤون، فأصفى شربهم وشل،
عند الورود، وأوفى ودهم لمم

11- فالأرض، إلا على ملاكه، سعة،
والمال إلا على أربابه، ديم

12- وما السعيد بها إلا الذي ظلموا،
وما الغنى بها إلا الذي حرموا

13- للمتقين، من الدنيا، عواقبها
وإن تعجل منها الظالم الأثم

14- لا يطغين بني العباس ملكهم
بنو على مواليهم وإن زعموا

15- أتفخرون عليهم ؟ - لا أبا لكم -
حتى كأن رسول الله جدكم

16- وما توازن، يوما، بينكم شرف،
ولا تساوت بكم، في موطن، قدم

17- ولا لكم مثلهم، في المجد، متصل
ولا لجدكم معشار جدهم

18- ولا لعرقكم من عرقهم شبه،
ولا نفيلتكم من أمهم أمم

19- قام النبي بها، يوم الغدير لهم
والله يشهد، والأملاك، والأمم

20- حتى إذا أصبحت في غير صاحبها
باتت تنازعها الذءبان والرخم

21- وصيرت بينهم شورى كأنهم
لا يعرفون ولاة الحق أيهم

22- تالله، ما جهل الأقوام موضعها
لكنهم ستروا وجه الذي علموا

23- ثم أدعاها بنو العباس إرثهم،
وما لهم قدم، فيها، ولا قدم

24- لا يذكرون، إذا ما معشر ذكروا،
ولا يحكم، في أمر، لهم حكم

25- ولا رأهم أبو بكر وصاحبه
أهلا، لما طلبوا منها، وما زعموا

26- فهل هم مدعوها غير واجبة
أم هل ائمتهم في أخدها ظلموا

27- أما على فقد أدنى قرابتكم،
عند الولاية، إن لم تكفر النعم

28- هل جاحد، يا بني العباس نعمته
أبوكم، أم عبيد الله أم قثم

29- بئس الجزاء جزيتم في بني حسن
أبوهم العلم الهادي وأمهم

30- لا بيعة ردعتكم عن دمائهم،
ولا يمين، ولا قربى، ولا ذمم

31- هلا صفحتم عن الأسرى بلا سبب
للصافحين، ب بدر عن أسيركم ؟

32- هلا كففتم عن الديباج سوطكم ؟
وعن بنات رسول الله شمتكم ؟

33- ما نزهت ل رسول الله مهجته
عن السياط فهلا نزه الحرم ؟

34- ما نال منهم بنو حرب وإن عظمت
تلك الجزائر، إلا دون نيلكم

35- كم غدرة لكم في الدين واضحلة
وكم دم ل رسول الله عندكم ؟

36- أأنتم اله فيما ترون، وفي
أظفاركم، من بنيه الطاهرين، دم ؟

37- هيهات لا قربت قربى، ولا رحم،
يوما، إذا أقصت الأخلاق والشيم

38- كانت مودة سلمان له رحما،
ولم يكن بين نوح وابنه رحم

39- يا جاهدا في مساويهم يكتمها
غدر الرشيد ب يحيى كيف ينكتم ؟

40- ليس الرشيد ك موسى في القياس ولا
مأمونكم ك الرضا إن انصف

41- ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت
عن ابن فاطنة الأقوال والتهم

42- باؤوا بقتل الرضا من بعد بيعته
وابصروا بعض يوم رشدهم وعموا

43- يا عصبة شقيت، من بعدما سعدت،
ومعشرا هلكوا من بعجما سلموا

44- لبئس ما لقيت منهم، وإن بليت
بجانب الطف تلك الأعظم الرمم

45- لا عن أبي مسلم في نصحه صفحوا،
ولا الهبيري نجى الحلف والقسم

46- ولا الأمان لأزد الموصل اعتمدوا
فيه الوفاء، ولا عن عمهم حلموا

47- أبلغ لديك بني العباس مالكة :
لا تدعوا ملكها ملاكها العجم

48- أي المفاخر أمست في منابركم
وغيركم امر فيهن، محتكم ؟

49- وهل يزيدكم من مفخر علم
وفي الخلاف، عليكم يخفق العلم ؟

50- يا باغة الخمر كفوا عن مفاخركم
عن فتية بيعهم يوم الهياج دم

51- خلوا الفخار لعلامين، إن سئلوا
يوم السؤال، وعمالين إن علموا

52- لا يغصبونه لغير الله، إن غضبوا،
ولا يضيعون حكم الله، إن حكمو

53- تبدو التلاوة من أبياتم، أبدًا،
وفي بيوتكم الأوتار، والنغم

54- منكم "علية" أم منهم؟ وكان لكم
شيخ المغنين "إبراهيم أم لهم؟

55- أم من تشاد له الألحان، سائرة،
"عليهم" ذو المعالي! أم "عليكم"؟

56- إذا تلوا سورة غنى إمامكم:
"قف بالديار، التي لم يعفها القدم"

57- ما في ديارهم للخمر معتصر؛
ولا يرى لهم قرد، له حشم

58- ولا تبيت لهم خنثى، تنادمهم؛
ولا يرى لهم قرد، له حشم

59- الركن، والبيت، والأستار منزلهم،
وزمزم، والصفا، والحجر، والحرم

60- وليس من قسم في الذكر نعرفه،
إلا وهم غير شكٍ، ذلك القسم

61- صلى الإله عليهم، أينما ذكروا،
لأنهم للورى كهف، ومعتصم

© 2024 - موقع الشعر