اطياف الزمان من ديوان " لو كان..." - برادة البشير عبدالرحمان

إهداء
 
إلى الأستاذ الجليل والأديب المبدع برادة محمد، أهدي هذا الديوان ... تنشيطا لذاكرتكم بربوع فاس ... فاس : كقيم، ومفاهيم، وثقافة ... كأركان، وأزقة، وأسواق، وزوايا، ورياض... عادات وتقاليد ومعايير ... وأمثال ... لباس، وطبخ وأسلوب حياة ... كل ذلك أفرز مثلا سائرا "فاس والكل في فاس"، من أجل ذلك اكتسبت "فاس" صفة "العاصمة العلمية"، وحصلت على صفة إحدى المدن الأربعة العالمية الأكثر رومانسية...
لن أطيل عليكم يا أستاذ... حتى أحفز فضولكم على قراءة فواصل القصيدين طيه ...
للتذكير، أسوق لكم ذكرى ترجع إلى بداية السبعينات، حيث كنت طالبا بالمدرسة العليا للأساتذة - شعبة فلسفة - وكانت تربطني علاقة خاصة بالأستاذ السطاتي أحمد رحمه الله ... حيث كان يعزني، وشرفني بالإشراف على البحث الذي أنجزته - آنئذ - تحت عنوان "طريقة الجداول في ملاحظة الأقسام، دراسة نقدية لشبكة الكَنَدِي فْلاَنْدَرْز"...
وقد اقترح علي المرحوم أن نلتقي بكم في بيته الواقع قرب محطة القطار - الرباط المدينة - المجاور لمطاحن باروك ... وقد أسفت لكون ذلك اللقاء كان يتيما....
لقد مرت مياه غزيرة من تحت جسور: العواطف، والأفكار، والأحداث ... والسياسة ... فتبدلت مواقف ... وتغيرت قناعات ... "فهجرتم" النضال السياسي كفعل "مباشر" ، وزهدتم في رابطة الكتاب المغربية ... واقتنعتم - مثل قناعتي أنا الآخر - أن "الخلوة" وليس العزلة هي السبيل إلى إعطاء فرصة للذات كي تبوح بحملها، وتفصح عن عمقها، وتحاول المساهمة في نحت مسار الأفكار ... والقيم ... بعيدا عن "هرج" الصحافة، "ومرج" السياسة المبتذلة ... التي أحلت الشتائم محل الحوار والنقد البناء ... بعيدا عن نثانة الفساد والأحكام الجاهزة ... والمسبقة ... والتي تجعل أي لقاء أو "ندوة" مصدر قرف، بدل أن يكون حافزا للعمل والتفكير ... والإبداع المنتج ... والهادف إلى تغيير في المسارات الخاطئة ...
 
برادة البشير
فاس في : 26/02/2018
 
 
 
استهلال
 
 
قبل إنشاء "مارستان سيدي فرج" على العهد المريني مع السلطان يوسف بن يعقوب، قبل ذلك : كان العرف بأن المريض نفسيا، أو عقليا... لا يرجى له فرج أو مخرج...
فانعكس هذا المنظور، وهذه الثقافة على تصور الناس بفاس للعمارة والتصميم المعماري ...
فكما خصصوا "القباب" - في الرياضات - للدور الأسفل للاستقبال، والأفراح، والمقام بالصيف تلطيفا للحرارة ... خصصوا الدور العلوي (الصالات والغرف...) لفصل الشتاء، والنوم و "دَارَتْ" للتمتع بلعبة الورق، والضامة والشطرنج ...
كما خصص المهندس الفاسي الكلاسيكي "المَصْرٍيَّة" للابن الذكر الأعزب ... ليعيش حياته الخاصة، و "يتمرس" بالحياة ... بعيدا عن عيون "الشهود الأربعة" تجنبا للمحظور...
كذلك تم تخصيص "ركنا" للحمقى والمعتوهين والمهووسين والذين يَشْكُون من "الملل" تمت تسمية ذلك الركن ب "صَقْلَبِيَّة" ، لأن هذه الكلمة مشتقة من صفة لأهل البلقان... الذين كانوا يلقبون ب "الصقالبة" ، وكانوا من العبيد البيض في مقابل العبيد السود المجلوبين من جنوب الصحراء الكبرى فكان العبيد والإماء ذوي البشرة البيضاء... والعيون الزرقاء ... يقطنون ب "الصقلبية" التي من لوازمها سلاسل العبودية وقيود الوصاية ...
ومع مرور الزمن أصبحت هذه الغرف - بعد اندماج الصَّقاَلِبَة في المجتمع ومن الأعلام ذات الصلة : آل سكيرج، وآل القَبَّاجْ، ومعلوم أنه تم إندماجهم في المجتمع المغربي عامة وبمراكش وفاس خاصة ؛ حين أصبحوا من الخواص في البلاط السعدي – على عهد التحالف مع العثمانيين – حيث كانوا وسطاء تجاريين للبلاط السعدي من جهة ؛وبعضهم مستشارين عسكريين في الجيش المغربي حيث مكنهم السعديون من اقطاعيات بناحيتي مراكش وفاس وما زال آل القباج إلى اليوم "بأولاد الطيب" قرب مطار فاس – سايس يستغلون أراض "جَيشية " كمقابل لخدماتهم لصالح البلاط السعدي ؛ وقد ارتقى أمرهم بين أهل فاس لنمو تجارتهم ونفوذهم لدرجة بلورأهل فاس "مثلا سائرا " يقول : "لِبْغَ يْخَوَّجْ خصو يْقَبَّجْ" أي من أراد أن يصبح ذو مال ومكانة عالية عليه أن يصاهر آل القباج.
ومن هذهالأسر نجد "آل بْرِيشَة "... مثلهم في ذلك مثل آل العلج ذوي الأصول الإيطالية أو البرتغالية ... ومعلوم أن فاس يتوفر على "زقاق" وأحياء بهذا الاسم ...
مخصصة لكل من "مسه جن" فذهب بعقله، وصنف في عداد "الحمقى" حيث يعزل بالسلاسل في "الصقلبية" ...
ومن طرائف المآسي المبكيات والمضحكات المرتبطة بهاتيك المعتقدات البالية ؛ أن أهل فاس بلوروا من بين أمثالهم واحدا يعكس مقاييس الجمال بالنسبة للمرأة، ويوحي بأشياء أخرى ...
أما المثل فيقول : "إلَى شْتِي النحل في الدروج عرف العسل فالصقلبية" ... والمعنى المجازي في هذا المثل يتمثل في الربط بين "الدروج" و "ساق المرأة" وبين "النحل المعروف بكسائه بشعيرات دقيقة ، وساق المرأة المغطى بالشعر ، ثم إن المثل السابق يربط - مجازيا - بين "الصقلبية" و "فرج المرأة" وبين "العسل" واللذة الجنسية المحققة مع المرأة الجميلة التي يكسو ساقها شعر يرمز إلى ارتفاع حرارة الجماع والخصوبة معها ...
وما يوحي به المثل إلى جانب المعنى السالف ، هو أن "رب البيت" عادة - سواء في فترة حيض زوجته، أو خلال الحمل، أو النفاس ... أو إشباعا لنزواته ... "يتسلق" درج الرياض ليضاجع "الأمة الصقلبية" بعلم أو تجاهل زوجته الشرعية ...
ومع مرور الزمن وتفتح "أهل فاس" بالعلم والمعرفة والفن ... والتثاقف بالهجرة ... كفوا عن اعتبار المرضى النفسانيين، والمصابين بالصرع ... والذهان ، كفوا عن وصفهم ب "الحمقى" ... فنحتوا مصطلحا غاية في الرقة واللباقة ، بل والرومانسية ... وهو "الملل" حيث يصفون المريض نفسيا بأنه "يشكو من الملل"، من أجل ذلك دشن أهل فاس أول مستشفى للأمراض العقلية في العالم حوالي سنة 1286م الموافق 685ه...
وخصص أهل فاس لهذا المارستان "اسما" ينضح بنزوع إنساني غاية في الرقة هو "سيدي فرج" ، حيث نزيله يرجى له "الفرج" مما نزل به من "ملل" وحل به من "يأس" و "اكتئاب" ، جعله يميل إلى العزلة والانزواء
و "الملل" وفك "العزلة" لا يمكن في عرف أهل فاس من الحكماء (الأطباء) المكلفين بنزلاء سيدي فرج ... أن يتم تجاوزه وشفاؤه ... بالسلاسل والقيود، والعنف المادي والمعنوي ... والاعتقاد بمس الجن ... بل بالعناية والرعاية ... ونوبات الموسيقى من روائع الطرب الأندلسي التي تعيد التوازن لكيان المصاب بالملل ... حيث مع مرور الوقت - وبالتعاطف مع المريض - يتم إخراجه من عزلته، وإعادة دمجه في بيئته ومحيطه (1) ... هو ذا الإنسان ... هو ذا
الحكيم المناسب !
فعبر "تاريخ" الإنسان، شكل "هرم السلطة" منذ الجريمة الأولى - حسب اعتقاد س. فرويد - والتي قتل فيها شباب "العشيرة البدائية" الباتريارك ... لاحتكاره نساء العشيرة واضطهادهم ... منذ ذلك "الزمن البعيد" ارتبط هرم السلطة بأضلاع أربعة هي :
- الجنس
- القوة (
سلطة)
- المعرفة (
عقل)
- الجنون (
ادعاء الجهل)
فشكلت أضلاع السلطة بنية متراصة يحيل بعضها للبعض الآخر كمنظومة أو نسق... ومع ظهور "توزيع العمل" وتحقيق فائض الإنتاج، وظهور التبادل والمقايضة، ثم العملة (
النقد) ، اتخذ هرم السلطة شكلا جديدا خماسي الأضلاع بإضافة عنصر المال للسلط الأربعة الأخرى ...
وكل من حاول المس بأحد أركان هذه السلطة اعتبر "مجنونا" وتم عزله ... والعزل أبشع من الإعدام ... لأن في العزلة "استلاب" لحقوق المشاركة في الجنس والمال والقوة والمعرفة ، فلا غرابة إن سمي "مستشفى الأمراض النفسية" في اللغة الفرنسية ب "Endroit des aliénés"
مكان المستلبين ... إن استلاب الذات واغترابها يعتبر أقصى عقوبة، وأبشع مصير يمكن أن يلاحق الإنسان ...
من أجل ذلك لم يفرق "التحليل الماركسي" بين الاستلاب - في مرحلة الشباب الهيجلي - وبين الاستغلال ... فادعاء "الجنون" بالنسبة لشخص هو قمة الاغتراب ... والاستغلال ...
لقد أبدع جورج "لوكاتش" عندما قام بقراءة جديدة لكتابات ماركس الشاب، واستخلص مفهوم "الغربة " و "الاغتراب" ليس في عالم المال والاقتصاد والاجتماع فقط بل في عالم الإبداع الفني كذلك ...
ونفس الشيء قدمه التحليل النقدي لمدرسة "فرانكفورت" خاصة "هربرت ماركوز" الذي قام بقراءة عميقة ونقدية ل "فينومينولوجيا الروح" عند هيجل، فاكتشف نواة ماركس في ظواهرية هيجل والذي كان في الأصل محافظا... حيث فرمل "هيجل" استرسال استنتاجاته لمخالفتها لنزوعه بما في ذلك جدلية العبد والسيد ...
 
 
--------------------------
1) راجع مفهوم "التعاطف في ديواني بعنوان "نطفة حدس" ص : 56 بآخر قصيدة "باطوس" .
 
******************
 
أطياف الزمان
 
******************
 
أفراس الزمان...
مجنحة !
تحاكي... طائر الكُورْكِي !
في رشاقة...
تصنع سحر الصبايَا !!
 
******
 
عشق الزمان...
جموح ! واندفاع
وغير صهوات...
الأفراس !
لا يرضى... مطايَا !!
 
******
 
فلا تطير الأفراس...
إلا كما ترقص !
كدوامة... نور
ترسم... مسرايَ !!
 
******
 
 
 
 
 
 
 
 
فدوامة الزمان...
كثقب أسود...
كإعصار... بعين...
رحبة !
كدوامة نهر...
رطبة !
كشعاع ينبع من عيني...
ليلايَ !!
 
******
 
يدور الزمان... في أعماقي !
كمحارة... حلزونية !
كالتفاف العواطف...
تشكل أبعاد...
أنايَ !!
 
******
وإذ يكره الزمان...
مستقيما !
يداعب حركة...
تعانق أفراسا !
كي يقارب...
كل... الزوايَا !!
 
******
 
 
 
 
فصوص الزمان... كأقواس
قزح !
كألوان طيف !
كدموع تلامس...
الخفايَا !!
******
أفراس الزمان...
سبعة ؟
ككل مقدس...
كفستان... السماء !
يُرْهق حسي...
ويجدد قوايَ !!
 
******
 
أفراس الزمان...
كالعجائب ..
كألوان الطيف...
كمواقع... النفس
موجات...
بسبع مرايَا !!
 
******
 
 
 
 
 
ومرايا النفس :
ألم... وحب... فبراءة !
وخير... وشر... ففرح !
ثم ندم...
نبضاتها ... تنسج
هواي !!
 
******
 
تتضايف موجات...
النفس !
سوى... الندم !
لا يخالجها...إلا حين
تهمس في الأذن...
المنايا !!
 
******
 
فالدموع !
للنفس مرايا...
تنزِف من أعماق !
وتنضح...
بحرارة الثنايا !!
 
******
 
 
 
 
 
 
 
فالدموع !
كألوان الطيف...
عتبات...
في الحرارة !
تنبض بها... عيناي !!
 
******
 
وفك حروف العين !
عبر حرارة الدمع...
يفضي
بالهواجس...
بالأشواق... والنوايا !!
 
******
 
فدموع الألم !
بلون... أصفر !
تردد...
عند رواق قزح...
أنين... أساي !!
 
******
 
 
 
 
 
ودموع الحب !
تزاوج ...
ورديا… بازرق !
فترشف
ثمالة السحر...
دون… بقايا !!
 
******
 
وللبراءة !
دموع... برتقالية !
عصيرها...
بالرواق الثالث
من قزح !
تخصب الروح...
بخلايا !!
 
******
 
وللخير !
دموع... تتنفس
خضرة !
كنبتة... تحاور
شمسي !
بالرضاعة...
دونها... يُطْوَى
مداي !!
 
******
 
ودموع... الشر !
تحاكي...
دما... بلهيب أحمر !
يحرق رموش عين
لا ترى... سوى،
الخطايا !!
 
******
والفرح !
بدموع زرقاء...
كرواق سماوي...
حلم… نفسي !
أن يكون... مثواي !!
 
******
 
وعند الرواق السابع ...
من قزح !
يعتصر البنفسجي...
دموع الندم !
بحرارة
تذيب حديدا كإرادتي !
فتغير... مجراي !!
******
 
 
 
 
 
إن زمان النفس !
لا يصلي:
وترا... ولا شفعا !!
فمحراب القداسة...
أفراسه ... سبعة !
تحاكي...
حياة ... في غفلة !
تطوي الوصايا
 
******
 
لو كانت !
أفراس الزمان...
كدقات الجرس !
ما كان للتعدد...
سطوة !
تنحت لي.. كنفسي !
منحاي !!
 
******
فَلِكُلٍّ... وتيرتها !
وفرس الألم...
ك "جلمود صَخْرٍ"
صدى "قفا نبكي"
على أطلال...
نفسي !
يُمْسِي... صداي !!
 
******
 
وفرس الحب
بقوة خيل !
رشيقة... سريعة !
كخيال طفل !
تلقح يوما...
بليل !
مذكية شَبَقَ
أناي !!
 
******
 
ورقصة !
دون، قيثارة !
تعانق السكونَ ...
فالفعل ...
يشكو... عقما !
بلا ... غواية !!
 
******
 
والغواية !
دعوة...
تُلقح النفوس...
جموحًا !
نهفو إليه ...
كسحر... الهواية !!
 
******
 
 
كطائر السنونو...
يحلق بالنوم ...
جموحًا !
كالعشق لا يُخيّبُ...
مسعاي !!
 
******
وفرس البراءة !
تتمادى...
كأنها تحبو !
كطفولة تلهو !
بالحنان تنمو !
زمنها متصل...
"كنهار القطب" !
بشوق تهفو...
لِمَرْمَاي !!
 
******
وفرس الخير ...
بإيقاع عربة...
"هِيلُون" !!
كمَرْكَبِ رَاعْ...
بالنيل !
كلذة !!
لا تعرف ... نشوة !
عند حد...
لا يقارب... شفا
النهاية !!
 
******
 
فالغواية !
كلذة... كسلطة !
تجهل "وسطا" !
بين
بداية... وغاية !
 
******
 
فالحدود... نِسَبٌ !
والتجاوز ... طفرة!
فكيف ل "وسط"...
أن ينفي "ضّداً" !؟
مهما،
أبطأت... خُطًاي !!
 
******
 
وإن كانت للنفس...
في "وسطٍ" !...
راحةٌ !!
حيث حرارة النهار...
يمتصها سواد...
الليل !
في دورة... تُشْفِي
مَرْضَايَ !!
 
******
 
 
وفرس الشر !
كابوس، أَثيني بلهيب
يسقي ذات...
الحالم !
عرقا... مالحا...
بلبان نازف...
من وقع القنا...
رُعْبهُ...تردده
شفَتَايَ !!
 
******
وفرس الفرح !
يفتح زهور...
النفس !
حية !!
فالثقة… في نفيه !
كالعشق...
إذ ينكر... الكفاية !!
******
العين المشعة !
وحدها...
ك "بساط الصوفي" !
يطوي الزمان...
طيا !
بهجته.... تُرْسَمُ
على محياي !!
 
******
 
 
وفرس الندم !
كثور آشور...
مجنح !
بطيء... ثقيل !
كبطريق... لا يطير !
كثور السقاية
معصب العينين !
آخر من يَلِج...
منتداي !!
******
العين المشعة !
وحدها...
ترى... الانهيار !
صبيحة ميلاد...
التعصب !
إذ يتنفس الحقد ...
بطعم ... النفاية !!
 
******
بذلك !!
نطق "لوقا" !!
عند الاحتضار...
"وحده الكبرياء...
يرى في التسامح،
ضُعْفاً..."
أمام ... الرعايا !!
 
******
 
 
فالمأساة !
لا تعم... سوى،
حين...
تلسع نملة...
ظلا !
فيؤخذ "قطيع"...
النمل !
بوادي الموت...
"سبايا" !!
******
لذلك !!
نصحت... سلالة
الاسكندر !
بسحق... الكل !
عدا الشَّاعر... (بِنْدَارْ)
كي،
لا يتحول ديوانه
مزارا... ودعايه !!
 
******
 
فالقلوب !
التي ، قدت من نحاس...
وحدها !
تصلي بمحراب...
السلطة !
لأنها تتقن ...
قلب الآيه !!
******
 
 
فكل راكب !
يرى.. "فن"...
الركوب... سرا !!
من أفشاه...
فتح عيونا !
وأصبح، عند ظله،
أعْشى !
يدمن... البلايا !!
 
******
 
إن لعنة الجنون !
تصيب من كشف...
المستور !
لأن "الرمز" !
كتمثال "إيزيس"...
بالخصوبة...مقدس !
وكشفه... جنايه !!
 
******
 
من أجل ذلك !!
كُلٌّ فرعون ....
أخذ العارفين...
بالأسرار !
ضيوفا... إلى عالم الخلد !
سبايا...
لا... ك "ضحايا" !!
******
 
 
 
 
فالنظر ... بالعين !
كما... بالعقل !
لا يكفي ...
كالقول : بالثغر !
كما، بالإشارة !
لايشفي...
لتلافي ... المأساةَ
وقايه !!
******
تقول ماما !...
"إن الوقاية...
لا تصنع المناعة" !!
والمناعة... تدوي !
حين،
نُحْشَر بالظل !
ونقدم الأرواح...
للراكب... هدايا !!
******
لا يصبح الزمان...
عقيما !
إلا... حين،
نلغي... الحركة !
عندها،
يحتوينا المقدس...
كشخص ... كفكر !
وكرمز...
وحدها الأشباح
تتقن "فن"...
الجبايه !!
******
لذلك !!
حذر شيوخ "سومر" !
جلجام…
بألا يصبح... "شبحا" !
فالأوهام... كالأشباح...
بالزقورة !
لا تَخْلُدُ... دون،
عطايا !
******
فَمِنْ أَجْلِ ذلك !!
وضعت "سومر" !
وصْفَةً ...
تُشْرَبُ بالأذن !
لا بالفم...
"فالذكي هو من
يجيد السمع
لأن السمع ... يَجُبُّ
كل... المزايا !!
******
وما خيبة جلجام....
في بلطته !
ولكنها... في أذنه !
إنه كالحية !
لا يسمع !
مهما، علا... صوت
المزمار !
تبقى... للسطوة،
في كل نفس...
أكثر من رايه !!
******
فالحية... كالغواية !
كالقوة...
لا يسري... سحرها..
في النفس !
سوى، عند رعشة...
البدايه !!
 
******
 
والنظرة !!
كالطعن... كالشك !
كالحفر... كالمِشْرَطِ!
تزيل الستار...
وترفع القناع !...
فالزيف ... لا يتمادى
دون ، حمايه !!
 
******
 
لذلك !!
وضع "حكاء" السلطة !
فواصلا...
تكسر المكان !
وتمزق الزمان !...
فالبُعْدُ... ضباب !
لا يزيد العيون...
درايه !!
 
******
 
 
كل سلطة ... ككل قوة !
لم تسمع...
"عند نِيتْشه" !
بدموع الندم !
فالندم... وهْمُ ضَعيفٍ !
بالقوة... نكايه !!
 
******
 
فالحياة، عند الأقوى !
هي:
"أن أملك... وأقهر !!
أقسو... وأقمع !!
أدمُج الغريب..."
في دوامتي...
ودعواي !!
 
******
 
وأضعف الإيمان ...
"استغلال الآخر !؟
لأن الحياة، عند الأقوى،
"ليست ما يلامسه...
خيالي" !
بل ما تطاله...
يداي !!
 
******
 
عند "ظل" زراديتش
"الرغبة... فعل !"
تأتي...
بزوجة "العزيز"...
"فَاجْنِرْ" !
فخارج هلامية...
الغفران !
القوة... وحدها
عند"نيتشة"
تستحق العنايه !!
******
فالقيصر !
على العرش... مبجل !!
وعند السقوط،
يسقيه "العزيز"...
بْرُوتُوسْ !
بطعنة الرحمة !!
تعانق الموت...
وللطعن سِدَانَة ... وسقايه !!
******
للسلطة ... أتاتها !
فالبلاط... كالحلبة !
كساحة الوغى...
كالمعبد !...
كدهاليز القلعة...
الكل ...
يحاكي أغوار... النفس !
"شخوصا" !
و "حكايه" !!
******
إن نعومة الأنثى !
كَجِيمِي أنْكِيدُو
و "القديسة "فيليستي"
تشفي...
غير وحوش المنصة !
فمن بالمنصة...
للزقوراة... رافض...
كبناية !!
 
******
في عمق كُلِّ... وَاحِد !
حلبة...
أبطالها... بمخالب
صقر !
ولسان... أفعى !
وأنياب... أَنُوبِيسْ !
ودموع ... تمساح !
وهيئة... عظايا !!
 
******
فكيف ل "ألكترا"
أن تبكي ... الأم
جوكاسطا !؟
وتهديها حبل...
المنايا !
فالوحش ... الخفي !
يتنفس تحريضا ...
يتاجر ... بوشايهَ !!
 
******
 
 
إن روما ... "الحضارة" !
لا تحاكم قاتل ... رضيع !
لأن نار "أشمون"...
بقرطاجة !
تأكل ذاتها ...
دون أنين...
ودون... شكايَه !!
 
******
 
فتيودورا... كتامرا !
كأجربينا... كأم هند !
والكترا... كجوكسطا !
كهلين... كعاليس !
كأنتجون... وشجرة الدر !
كأوديب... وباريس !
كالحجاج... و"أيبك"
يشربون "المجد "...
كوهم !
ويتنفسون السلطة !...
بلذة !
كلذة رنين الذهب...
في أذن... البغايَا !!
 
******
 
 
 
 
 
 
فغواية "الحبيب" !
تنسى "تيودورا"...
أمومة !
وغواية السلطة ...
تطيح بالأم !
وتفتح للسائس طريق...
الخيانة !
فالحقد رفيق الخيانة...
في ... سحر الغوايَه !!
 
******
 
فما تحريض ... "تاميرا" !
على اغتصاب البراءة...
سوى،
"نزهة وحش" !
حضرت "وليمة تيتوس" !
لذلك !!
قال : تاناتوس...
عن أنوبيس...
عن أرشيكيجال !...
"الاغتصاب... والانتقام...
من أزل...
صنوايَ !!؟
 
******
 
 
 
 
 
 
 
فالكأس التي سقت...
أجريتينا !
نفسها سقت زوجها ...
والغدر... كريم
في كل الدسائس ...
في كل... القضايَا !!
******
فستان .... الموت
أسود !
والحقد سليل ... الغيرة !
وبِعُودِ الضارب...
نفسه... يضرب !
فِعْلاً... وصَوْتاً !!
فرقصة الموت...
تعانق الضحايا !
بصوت شفاف
مثل "كمانٍ..."يجادل
نايَا !!
******
 
 
 
 
 
الحقد... كالغدر... !
كالاغتصاب... كالخيانة !
موت... أسود !!
يعود الضحايا...
ليلا !
"كأم هند" لا تأكل...
سوى،... كبدا !!
فمن أزل
قال الموت :
"السواد أروع ... لون !"
"والدم شرابي الأحلى" !
زاه كأحمر الشفاه...
والعالم السفلي ...
مأوايَ !!"
******
لذلك !
استضاف "أوزيريس"
القائد "آي" !
لغدر...
حرم "توت"...
من دفءِ...
مرضعته... "مايَا" !!
******
فستان الموت ...
أسود !
كغشاوة الحقد...
كتمادي الطمع!
كغلالة.. العماء !
كعين يائس !حين يقول :
"السواد... سندي وعصايَ" !!
******
 
 
التاريخ... كحامله ...
ندم !
يكرر المأساة...
بلا سأمٍ !
فليس "أوديب"...
أخر من سمل...
عينا ؟
ولا كانت.... "أنتجون"
آخر من دُفِنت...
حية !
في قمة المأساة
لا تجود العين...
المنكسرة... بدمع !
كقذايَ !!
******
فقتل بَعْلِ... عاليسْ !
 
كاختطاف... هلين
عند باريسْ !
كحصان طروادة...
كذر الملح بقرطاجة !
وحش خفي ...
بأنف ثعلب ...
فحواكم... منبوذ بنفسي
لا كفحواي !!
******
 
 
 
لذلك !!
حين حلم "سِرْفَانْتيس" ...
بحرية !!
طلبوا خيَّاله...
عند"باب الريح" !!
منفيا !!
فكانت. رحاه
في الهواء... كرحايَ !!
******
 
فباب سيرفانتيس !
كخوخة لاوعيي...
بفاس !
مذ وجدت تازة !
لم تكن رمز ...
حبسي !
بل صابونا ...
ينظف... يأسي !
فالرياح ... بمصفاة
رأسي !
تجدد... رقَّتها
ما بنفسي !
كماء الحياة...
كحليب "حَتْحُورْ" ...
كسؤال الطفولة ...
كخيالي !
محرار... غدي
ومستوايَ !!
******
في كل "رمز" ... قوة !
تمارس....
رياضة النفي !
والمجاز يُعَلِّم... القفز
والتجاوز !
وحده النظام...
ينتصر !
في ساحة العقل...كالفعل !
دون جُندٍ
أو سرايَا !!
******
أما التأويل ...
فله في الحلم...
نجوى !
كنجواي...
بخيال طفل...
يرضع... التحليق !
في حليبٍ...
عند نهدي ...أنثايَ !!
******
لذلك رفض
"بصير المعرة" !
الديك... وصفة
لعلته !
فحديقة "الطبيب"
لا تسع... أسدا
يقول :
"قوتي... تبخر
دجلا... !
وتجعل "الحكماء"...
أسراي... !!"
******
 
 
 
عشق الزمان ...
جموح... واندفاع
وغير صهوات...
الأفراس !
لا يرضى... مطايَا !!
******
العاجز !
من يستبد...
فالخوف.... كالضعف ؟
كالنقص !
ينشر ظل ... استبداد
بالنفس !
فلو علم "الحجاج"
ما أنضج الرؤوس !
إن ألمي ... وشقائي
في اختلاف معناكم ...
عن معنايَ !!
******
من أجل ذلك !!
ساوى "تحوت"
المستنير !
الإنسان... والسلطة !
المقدس... والكتابة...
دوما كان ...
القلم والقرطاس...
صِنْوَا... أنايَ !
******
 
 
الكتاب ... واناي
لا يكتملان ...
لأننا لا نكف...
عن المراجعة !
فظل الكمال بامتداد
ليس له نهايهَ !!
******
هكذا !
كان سُقْرَاط ... كجدتي !
كأمي ...
ككل فصيح بالبلاغة
متمردا عن الكتابة...
كارها للكتاب !
لأن الوسيط كالمترجم !
يخون ... شعري
ومناي !!
******
لذلك !!
فشل أخناتون !
لأن السلطة...
لا ترافق النبوة !
فمن يحصد ريع...
السهل !
لا يرتاح لشخص...
يعلو رابية
معلنا... من فوق
على الأرواح... ولايهَ !!
******
 
 
 
 
 
 
فقلب ينبض ...
بالأمل !
كساعة "فولتير" !
لا تتوقف...
ولا تتكسر عقاربها !
فحشرة السلطة ...
حين تحشر أنفها
ب "زهرة أمرانت" !
تجتر... فشلا
فعلا !
وروايه !!
******
عندما !...
تستنجد "الحكمة"...
بالقوة !
تصبح المعارف... كالعواطف
حذيقة الأسف !!
حيث يَصِيحُ "التبرير" :
ليس لديكم...
للفهم... غير فَتْوَايَ !!"
******

مناسبة القصيدة

بين الزمان المادي و الزمان العاطفي
© 2024 - موقع الشعر