أنشودة العشق من ديوان نرسيس - برادة البشير عبدالرحمان

عناصر الديوان
 
- إهداء : من ص 5 إلى ص 6
- إستهلال : من ص 8 إلى ص 11
- عناصر الديوان :من ص 13 إلى ص 116
* أنشودة العشق : من ص 13 إلى ص 19
*عيون العشق : من ص 51 إلى ص 68
* رقصة نرسيس : من ص 70 إلى ص 116
- برادة البشير : المسار ص 118
- إصدارات مرتقبة : ص 120
- لوحات الديوان : ص 1-5-6-7-41-44-49-53-58-62-70-74-78-83-88-121
 
إهداء
لروح محيي الدين ابن عربي
إلى روح شاعر الأشواق ... أهدي حبات رويّ هذا الديوان ... علها تروي مقامه بشلال عواطفي، وتؤنس سكينته بإيقاعات تراقص النفوس كالحال في صلاة كل شاعر منذ "الأزل"، منذ أن حلم جلجاميش بمعانقة "زهرة أمرانت" أملا في الخلود، حيث شعراء "الوركاء" واسوه عند خيبة الرجوع التي سجلتها "حية رقطاء" مرددة لكل حالم بالخلود ... "ليس بعد !!"... أيها الإنسان، يا صانع "عبقر" دون سائر الكائنات...
أهديكم يا ابن عربي أشواقي وأنت من سَنَّ لها ناموسها، وأبدع موسيقاها، ووضع لها "طقوسها" و مقاماتها وفصوصها... التي أمست ديوان العشاق، وأوراد المحبين في كل حين ... في كل مكان... في كل آن ... وزمان !
أهديكم يا زائر "فاس" علما منكم بمقامها لدى أهل الفكر ... والعشق ... والجمال ... حيث طابت "مثوى" للعشرات الذين ظللت أرواحهم قبابا، وزوايا، ومزارات، تخلد لازمة الحب وسنة العشق في النفوس متحدية أزمنة الابتذال، وفواصل الزمن الرديء...
أهديكم يا "محيي الدين" أشواقي علما منكم، أن شرقنا... أمتنا منذ : سرجون، وعبر، آشور، وبابل، وصور، و"بكة"، وسبأ ... وطيبة... والقدس... سنت لإنساننا تخليد صانع الأفكار... ومسني القوانين، ومبدعي الفرح ... فكم شاعر، وكم نبي، وكم عاشق ... التحم بزلال دجلة، والفرات ... وبردى، والعاصي ... والنيل، وسبو، ودرعة ... فأبدعو ... "آنو"، ومنها الآن، ومنه "الزمان"، ومنه التذكر و "الذكرى"، ومنها أنساب الخالدين، وسيرة العشاق ... حتى كان لكل "كور" ولكل قرية "هملكارها" و "دِيدُونُها"...
أهديكم يا "ابن عربي" أشواقي ... يا زائر "قاسيون" كعادة كل "متأمل"، و "ناسك" يزهد في"البطحاء"، ويرنو بعين الحدس إلى "العلياء"، من أجل ذلك أبدعت "أكد" وآشور وبابل صفة "نابو" كمقام للصفوة والنساك والزاهدين، والهادين... ومنها اشتقت العربية صفة "النبي" و "النبوة" فالنابو، لا يرضى بغير الأعالي لاجتراح الأفكار، ونحت السنن، وصياغة طقوس الإبداع... فبلغ "نابو" الهلال الخصيب : أنطاكيا ... واعتلى موسى "الطور"، واحتمى "الأمي" بغار حراء...
إنها الخلوة، وليس العزلة... الخلوة رحم الخلق والإبداع ... الخلوة حاضنة الوحي والأشواق، الخلوة تجديد دم حب الإنسان للأنس... للسكينة... للتعاطف... تذكير بحمى الرحم ، والمشيمة، ودقات قلب الأمومة، ودفء الحنان...
من أجل ذلك، ومن "دهر" أو يزيد، ربط أسلافنا في "سومر" و "أور" و "آشور" ودمشق ، وبابل، و "طيبة" وفاس ... ربطوا بين "المعرفة" و "الحب"، والأمومة، فكانت "الأم" حضنا لهاتيك القيم...
أهديكم يا قطب الحدس والحدوس، حبات فؤادي السارية، قشعريرة في "روي" أشواقي ... فالجاهل لا يحب، والمحب لا بد أن يكون "عارفا"، ألم يقل صاحب "الأم" شفع المقدس له "من أراد الله به سوءا، سجنه مع جاهل"... ونقول من أراد الله به سوءا سجنه مع "كاره" و "حقود"...
من أجل ذلك حين التقت العين بالعين وعلى صخب "صمت العارفين" في حاضرة الأندلس: عين الحدس وعين العقل ... عينك يا ابن عربي ، وعين الوليد ... اكتفيتما، كلاكما بلفظتين... "حدستُ ما عرفت "و "عرفت ما حدستَ" ... إنها قمة البلاغة ... إنها بلاغة العارفين...
فلا يتدفق رقراقا الكلام إلا لحظة الشوق المسيل لشلال الأشواق، المعانق لروي الشعر حنجرة الوجود، صوت الخلود... هو ذا الرجل، هو ذا الإنسان...
هو ذا محيي الدين الذي أحيى -عبر الزمن- دين العشق، وجعل قلبه محرابا لكل عاشق... فحلقت أشواقه -عبر الزمن والآفاق - ولامست شرارتها الحالمين والرومانسيين؛ الفلاسفة والعارفين... أمثال "هنري برغسون" الذي "آمن" أن "الأنا العميق" هو ينبوع كل إبداع، ومنهل كل مبدع... كشاعر، كعالم، كمخترع، كنبي ... كحكيم ... فقدم الحب والعشق على المعرفة و العلم، خلاف ما اعتقد "ر.ديكارت" بأن "الحب وليد المعرفة"، ذهب برغسون إلى تعزيز حكمة العاشقين مريدي محيي الدين ابن عربي فأكد أن "المعرفة وليدة الحب"
 
برادة البشير
فاس في : 08/01/2018
 
 
 
 
استهلال
كثيرا ما اعتبرت قصة "نرسيس" كأسطورة في الآداب الغربية، وقد أسالت الكثير من المداد، واستلهمها الكثير من النحاتين والرسامين الغربيين ... ومعلوم أن مصطلح "أسطورة" يحيل في أصله الإغريقي إلى عضو "الفم" أو "الثغر" كمخرج للحروف والمقاطع والأصوات والألفاظ التي تجعل الإنسان "كائنا ناطقا" ...
فالأسطورة - في هذا السياق - هي "ثقافة" شفوية ، ظهرت وسادت قبل بداية الكتابة ومعلوم أن الكتابة لدى الإغريق لم تعرف النور إلا حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، وقد اقترن ذلك بانتقال الأبجدية الفينيقية مع "قدموس" الأمر الذي يخالف الحضارات الشرقية بالهلال الخصيب ، ومصر القديمة ، وجنوب الجزيرة العربية ، حيث استعمال الكتابة يرجع إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد...
إلا أن "الأسطورة" - على عكس ما اعتقد البعض - ليست مجرد "خرافة" من وحي الخيال ، أو ظل للحظة "وهمية" ...
إن "جينيالوجيا المعرفة" العاملة على "الحفر" في أصول الألفاظ والأسماء والمواقع... والمؤسسة - في منهجي - على المقاربة اللسانية - الاتنولوجية ، والمرتبطة بنظريتي في التضايف - راجع دراستي حول لغة الطفل المغربي - تبين أن لكل أسطورة دلالة ذات صلة - بكيفية أو أخرى - بثقافة هذا الشعب أو ذاك ، كأسطورة "جلجاميش" و"بروميتوس" و "سيزيف" - راجع كتابي في الموضوع بعنوان : "نطفة حدس" - وأوديب الملك - راجع كتابي في الموضوع تحت عنوان : "قنديل ديوجين لقاح ضد جلطة أوديب" وأسطورة "هوميروس" وعلاقته بحرب طروادة ...
نفس الشيء بالنسبة ل"نرسيس"، فكما بينا من خلال المقاربة الشعرية ل "رقصة نرسيس"، يتجلى أن أسطورته تستبطن الكثير من الأفكار ... والعواطف ، حيث تحكي الكثير عن آليات العقل الإنساني ومنطق العواطف.
تعمل هذه المقاربة على تحليل أغوار النفس الانسانية من خلال سبر مسيرة ومصار "نرسيس" ، وقد عملت على تفكيك لمنطق العواطف بالاطلالة على ثنايا النفس على مستوى : النزوع الأناني الانساني ، والغرور ، والتعاطف ، والتشفي ، والتصعيد ، والتطلع للخلود ... وهو نفس الأمر الذي قمت به في مقاربة سيرة "أوديب الملك" و "ديوجين الحكيم" ...
إن المعطيات السالف ذكرها يصعب اختزالها في سطور الاستهلال... الأمر الذي يعتبر حافزا - فقط - للانغماس في قراءة سيرة "نرسيس" في الديوان طيه ...
غير أننا - هنا - سنقوم بمقاربة لسانية - اتنولوجية لاسم "نرسيس" لتوضيح ما أشرنا إليه أعلاه ...
فبتطبيق المنهج السالف يتبين لنا ما يلي :
"إن اسم "نرسيس" يتكون من المقاطع التالية : (نر + س + س) فالسين الأخيرة حرف ملازم للأعلام الاغريقية ، وهم لا يكتفون بإضافته لأسمائهم الأصلية ، بل يطبقون ذلك حتى على أسماء الأعلام للأقوام الأخرى ... مثال ذلك إضافة "س" لاسم أمير "صور" أخ "أوربا" عشيقة كبير آلهة الاغريق "زوس" أو "زوفس" فأمير "صور" ينطق في الفينيقية "غاداميت" أو "كاداميت" ويتركب هذا الاسم من مقطعين هما "غاد" "ميت" ، حيث "غاد" أو "قاد" أو "كاد" هي نطق اللهجة الفينيقية للأصل "الأكدي" .
يرجع إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد - فكلمة "أكد" تعني الحصن أو القلعة المنيعة ، و مقطع "ميت" في الفينيقية يعني (الخادم أو الحارس أو الرجل الحامي الذي يصون حضن البيت أو الدين أو المُلْك أو المدينة... )
ومنها في الفينيقية اسم لأحد ملوكهم "ميتان" المركب من "ميت" و "ان" بمعنى "خادم سر السماء" أو الذي يعبد إلَهَ السماء ... ومن مقطع "ميت" اشتق في - العربية - اسم "الأَمَة" وأصبح مختصًا بها دون الأعلام الذكورية...
فقدموس في النطق الاغريقي لأمير (صور) ما هو إلا "غادميت" حيث تحولت "التاء" إلى "سين" وهما حرفان متضايفان في اللغات الشرقية ...
وقدموس هو مؤسس مدينة "طيبة" التي كانت مسرحا لمأساة "أوديب الملك" الذي قتل أباه "لايوس" وتزوج أمه "جوكاسطة" - راجع كتابي في الموضوع "قنديل ديوجين"...
وقدموس هو من وهب اسمه لمصطلح "أكاديمية" ، لأنه كان معلم الاغريق للأبجدية الفينيقية (ألفا، بيتا، جاما، دالتا...) وهي نفس الحروف الفينيقية نطقا وترتيبا...
فأفلاطون الذي ينسب إليه تأسيس "الأكاديمية" كمركز لتدريس "الفلسفة" ، لم يكن الأمر متصل بموقع دفن أحد أبطال اليونان - كما توهم الكثير من الدارسين - حيث أقام أفلاطون مدرسته فسماها باسم الدفين... بل الأمر في الحقيقة مرتبط بالأمير الصوري "قدموس" كراسب عميق في لا وعي الاغريق مرتبط بخطف "زوفس" لأخت "قدموس" أوروبا التي أهدت اسمها لقارة أوروبا - وتعني في اللغة الفينيقية "بيت أو حصن النور".
فقدموس الذي استلهمه أفلاطون في وصف مدرسته الفلسفية هو من نقل الأبجدية للعالم اليوناني ، وهو من أسس مدينة "طيبة" التي تحيل على "الدعة" و "الطيبوبة" ...وتستدعي اسم العاصمة الفرعونية العريقة "طيبة" التي تسمى الآن "الأقصر" ولم يكن المصريون القدماء - المشهورون بالفراعنة - سوى أبناء عمومة الكنعانيين - جنسا ولغة - على عكس ما اعتقد الكثير من الدارسين للمصريات من العرب والغرب...على السواء.
فطيبة قدموس ، كطيبة "الأقصر" ...منها اشتق اسم "قرطبة" بالأندلس، وقد أسسها - مثل قاديس و سراقوصة...- القرطاجيون - من أصل فينيقي - حيث "قرطبة" مركبة من "قرية " و "طيبة" أي القرية الطيبة...
ومن الإحالات ذات الصلة بقدموس (الصوري) عرف التاريخ الفرعوني قصة حب بين الحبشية "عَايْدَة" وقائد الجيش الفرعوني "غادميت" والتي ينطقها الاغريق "غادميس" ، حيث خلدها الموسيقار "فيردي" في أوبيرا شهيرة... ومن رواسب ذلك مدينة بغرب ليبيا تسمى إلى الآن"غاداميس" ...
فنرسيس مشتقة من "نورتي" ، حيث "التاء" في اللغات الشرقية بما فيها الفينيقية والمصرية القديمة تدل على : القوة، والقداسة، والجمع، والأنوثة، والعظمة... وعليه يكون معنى "نورتي
نرسيس" هو "الأنوار" أو قوة النور ...أو النور القوي...
وكما يدل "النور" على الإنارة والضوء، فإنه يحيل على معاني مجازية مثل : الوضوح والإشراق، والإنارة والجمال والبهاء... فأطلق على "نرسيس" هذا الاسم لجماله المبهر ووسامته الساحرة...
فلاعلاقة -إطلاقا- بين اسم "نرسيس" وصفة "الضعف" أو "الضعيف" كما توهم الدارسون من الإغريق أو الأوربيين ...
وهو تأويل خاطئ شمل -ليس اسم نرسيس فقط - بل عم - هوميروس وأوديب، وأكاديمية ، ونوموس، و "طروادة" ...
وهو نفس الخطأ الذي وقع فيه الدارسون للحضارة الفرعونية على مستوى تأويل أسماء الأعلام والمواقع، والرموز الدينية بكيفية خاطئة تدل على جهلهم - حقيقة العلاقة بين اللغات الشرقية المختلفة...
ومن أمثلة ذلك الخطأ في تفسير معنى أسماء "توت عنخ آمون" و "تي" و "نفرتيتي" و "نفر تاري" ... واسم "فرعون" ...حسب إعتقاد البعض مثل الأستاذ "زاهي حواس" الوزيرالمكلف بالآثار المصرية السابق.
إن اقتران صفة "الضعيف" بنرسيس في التأويل الخاطئ آت من انتحاره كشخص متيم بذاته وجماله المدهش في تيار النهر الذي عكست صفحة مائه بَهَاءَ وجهه ، حيث أهدى اسمه لأحد الأزهار التي نبتت على بقايا جسده المتحلل في الماء...
واسم "نرسيس" في العربية ينطق "نرجس" حيث "س" تتضايف مع حروف عدة بما فيها "ج" وعند تسلسل "التضايفات"- قارن المعجم اللغوي للطفل المغربي فيما دون السن الثالثة - نجد أن "ج" تضايف "الياء" حيث تنطق "نرجس" نريت" وتدل على النور جمعا أي الأنوار، مثل ما نجد في بعض أسماء الأعلام كيوسف التي تنطق "جوزيف" و مؤنثها "جوزيفين" وكذلك بنيامين التي تنطق "بنجامان"...
وينطبق الأمر على اسم معبود العبرانيين "يهوى" حيث ينطق "جهوى" ، وحيث الواو تتضايف مع "v" و "w" فإن الإيطاليين ينطقونها "جيوفاني" ومنها صفة العبرانيين في اللغات الأوروبية "جويف" .
ومعلوم أن "يهوى" من أصول فينيقية - حيث أن العبرية مجرد لهجة فينيقية تتطابق معها حتى في عدد الفونيمات...
والأصل في "يَهْوَى" هو "يحيى"، لأن حروف العلة في اللغات الشرقية يحل بعضها محل بعض حسب السياق الاعرابي؛ من جهة و"الهاء" تتضايف مع فونيمات "الألف" و"الحاء" و "العين" ، فيهوى هو "يحيى" الدالة على منبع الحياة وليس إلَهَ النار كما أعتقد - خطأ - الدارسون للديانات و"التوراة" خاصة...
ومن يَهْوَى (
يحيى) اشتق اسم حواء عنصر الأنوثة ومصدر الخصوبة، ولذلك امتداد في اللغة الأمازيغية باعتبارها إحدى اللغات الشرقية وذات صلات وطيدة بالفينيقية والآشورية و الأرامية والأكدية ... فحواء تنطق في الأمازيغية "عَوَّا" كما نجد في الأطلس الصغير في ما بين إِفْرَانْ وفَاسْ حيث إحدى الضايات تسمى "ضاية عَوَّا" فالأصل فيها - لوفرة الماء - "ضاية حوا" ، وقد أطلق اسم "عَوا" على أحد أنواع البَلْشُون لوجوده بكثرة في تلك الضاية...
ومن امتدادات لفظة "عوا" و "حوا" أو "حواء" في الثقافة المغربية العريقة ، نجد في المعجم اللغوي للطفل المغربي فيما دون السن الثالثة - راجع دراستي حول لغة الطفل في ثلاثة أجزاء" حيث ينطق بمقطع "أوا" وهي مضايفة ل "عوا" ، ويقصد بها "القبلة" كتعبير عن التواصل العاطفي للطفل مع "أمه" وأعضاء محيطه ... والقبلة - كما هو معلوم - فعل تمهيدي ومزامن للوصال الجنسي - وهو أمر شائع في الرقصات الايروسية لأنواع كثيرة من الطيور...
ومن الإحالات الدالة على ذلك أن "فَرَجَ "المرأة في العربية يُسمى"الحَيُّ" باعتباره مصدر الحياة وخوخة الولادة والحي القيوم أحد أسماء الجلالة باعتباره الخالق للأحياء...
ومن تجليات ذلك في الثقافة المغربية المعبر عنها في "الأمثال" نجد المثل المغربي القائل : "هَرّْ لَمْرَة تَعْطِيكْ حَيْهَا"، أي إن مداعبة المرأة ودغدغة عواطفها تنتهي بالتواصل الجنسي...
 
 
 
أنشودة العشق
 
 
"كان ما مكان ...
مما لست ...
أذكره ! .
فظُن خيرا..."
ولا ترشق
روحي ...
بسؤالِ !!
******
فأُنس الأنثى ...
جُنةُ النفس !
وعين الحبيب ...
لعين حواء ...
خير وصالِ !!
******
الغنج كل ...
لا يقبل قسمة !
ثَمِلَ قلب العاشق ...
والمعشوق !
بالدلالِ !!
******
 
همس الحبيبة ...
يسري !
في كياني ... عند اللقاء !
كصوت "الصافي" !
يزهر روح ...
العرب !
بِمَوالِ ! !
******
كزهرة المدائن !
في نبرة فيروز ...
كأجراس أقباط ...
كآذان بلالِ !!
******
من يدعي ... ؟
ترجمة الأشواق ...
"خان"
هيهات ... !
لي ترجمة
لسان القلوب ...
وأشواق الأهالي ...
والأحوالِ ! !
******
 
 
لوحة من تشكيل برادة البشير : لصورة الفنان "وديع الصافي"
بتاريخ 26/02/2002
 
يعانق كل عاشق ...
عينَ الأنس !
فيذوب في التودد ...
كل ... مقالِ ! !
******
فكما كانت العينُ ...
نبع أو شال !
ففي الوصال ...
دوما ... كانت
للمعاني ... كشلالِ !!
******
العيون لبعضها ...
في الحال ...
والمآل !
ونشوة العيون ...
عند العاشقين
من راحِ الجمالِ !!
 
******
 
للعيون إيقاع ...
يصدح ...
بموال !
فتعانق الرموش ...
بِلِمَمِ ...
الحلالِ !!
******
لا عناق في نهار ...
لغيرة ...
الليال !
فليال العشق ...
غاية الروح ...
وراحة ... بالِ !!
******
في حضن الجمال ...
العاشق ...
لا يعاني !
من عذاب ...
أو عناء !
نفسُهُ ... أبدا
لا تبالِ !!
******
"كان ما مكان ...
مما لست ...
أذكره ! .
فظُن خيرا..."
ولا ترشق
روحي ...
بسؤالِ !!
******
درب العشق ...
فسيح ... مديد !...
ورحيق العشاق
لا يأبه ...
بِوِزْرِ !
الأثقالِ !!
******
وإذ يغوص ...
العاشق !
في وصال ...
العيون !
لا يبالي ...
ما بيمين ...
أو شمالِ !!
******
 
وصال العيون ...
ليس له من مثال !
وصال ...
في التواصل ...
غاية الكمالِ !!
******
فنطفة ...
عشق !
في ثوان !
تسقي ظمأ ...
العاشقين ...
لأجيالِ !!
******
يذوب العشاق ...
في لجة الجمال !
وحال ...
التوحد ...
يغني عن ... السؤالِ !!
******
 
فمن ربَتْ...
حرارته !
أكثر من ماء ...
العشق !
ماؤه ... من عين
زُلالِ !!
******
وزلالُ العشق ...
مُعَتق ...
يرفع روحي...
وكياني...
لِعَالِ !!
******
وحُمَّى الهجر ...
تسقي النفس !
والروح ...
بعد العين ...
بأهوالِ !!
******
وإن كان ...
العشق ...
في الروح !
لا يقاس ...
بقراط !
أو مكيالِ !!
******
فالكيلَ ...
في العشق ...
كيفٌ ...
مَعيشٌ ...
دون كم ...
أو وسيطٍ ...
أو دلَّالِ !!
******
زادُ العاشق !
وُجْد ...
هواهُ ...
منكر ...
للنزال ...
والسجالِ !!
******
"كان ما مكان ...
مما لست ...
أذكره ! .
فظُن خيرا..."
ولا ترشق
روحي ...
بسؤالِ !!
******
فلا يحيى
عاشق !
بلغو ...
والصمت البليغ...
على النفس...
خفيف... رقيق...
نفيس... وغالِ !!
******
العشق ...
صنو التحرر !
من غيوم ...
وظلال ...
في النفس ...
دوما ... كانت !
كأغلالِ !!
******
يجافي ... العاشقُ !
كل عقل !
صافح قيدا ...
أو أشار ...
بحزام ...
أو عُقالِ !!
******
فمهجة ... العاشق
تهفو ...
في لهفة ...
لِصَرَاحٍ...
وسَمَاحٍ....
كعين ... الكمالِ ...
******
 
لوحة من تشكيل :برادة البشير بتاريخ23 /03/2016
تعكس تطلع العين نافدة القلب إلى السماء تناجي "ياشين" وهو "يس"
إله القمر ورمز الخصوبة عند البابليين
 
 
 
وهل أحلى ؟ !
في الكون ...
من ألحان ... وصال !
بذوق ...
العشاق ...
في رقة ...
الإقبالِ !!
******
"كان ما مكان ...
مما لست ...
أذكره ! .
فظُن خيرا..."
ولا ترشق
روحي ...
بسؤالِ !!
******
طال...
شباب عيون العشاق !
مَنيعةً ...
من دورة الزمن ...
وترهل ...
الأسمال ...
والأطلالِ !!
******
في العشق ...
كل الحواس !
تداعب العين ...
بشوق ...
وثابٍ ...
للقاء ... ميالِ !!
******
فالكل ...
في الوصال !
على الحدس ...
مريد ...
حالب ...
ناهل ...
كَعِيَالِ !!
******
حبة اللوز ...
كنزُ طاقة !
في وعيي ...
العميق !
بالخصوبة ...
سيَّالِ !!
******
كدموع ... الفرح !
من عين ...
عاشقة !
رفرافة ...
براقة ...
تلمع ...
عند ... الوصالِ !!
******
 
 
لوحة من تشكيل برادة البشير بتاريخ 26/01/2016
سحر العيون همسه جاذب
 
 
لذلك !
عَانَق كل عاشق ...
بالمغرب !
لوزةً ...
رمز هيام !
وعَلقها ... تَمِيمَةَ...
تَجْدِيدٍ...
لآمالِ !!
******
لَوْزُ ... الحبيب
خصيب ... مُخَصِّبٌ...
كهِلاَل ...
الشام !
كبطاح ... عُمَان ...
تُرَصِّع ...
ما بين ...
الجبالِ !!
******
كأفلاج ...
تَافْرَاوْت ...
تسقي ... الفؤاد !
باليُمن
مُدلاَة...
من السماء ...
بحبالِ !!
******
وإذا كان ...
كل عاشق !
بالبدر ... متيم !
فكيف ؟
يرضى ... صَبٌّ
بهلالِ !!
******
همس الحبيبة ...
يَشِمُ في قلبي !
ك "شمس العشي" ...
بدفء أركان فاس !
كعَيْطة عاشقة ...
تهز ... أركان
"تُبْقَالِ" !!
******
في عمق ...
كل عاشق !
محراب ... إيقاع !
و ل "قيس" ...
و "بثينة" ...
ألْفُ ... نَصْبٍ
وتمثالِ !!
******
فهمسُ...
عشيقة !
كصيحة ...صوفي !
كظن "قاضي" ...
كَفَصِّ "عارف"
كَشَكِّ...
"الغزالِي" !!
******
همس العشاق ...
في الأرواح ...
ثاقب !
في النفوس ...
خالد ... باقٍ !
وشمٌ ...
كبسمة ... الأطفالِ !
******
كتراتيل ...
الكنائس !
ك "لطيف" المساجد !
كسحر... البراءة !
كنسيم القدس ...
يردد ...
أنشودة التسامح ...
باسم ... الجَلَالِ !!
******
لا ينشدُ ...
عاشق ... مثلي !
سوى ...
نشيد العشاق !
سوى ...
أنشودة الأطفال
تُلَوِّحُ ...
للمنايا !
بتأجيل ... آجالِي !!
******
"كان ما مكان ...
مما لست ...
أذكره ! .
فظُن خيرا..."
ولا ترشق
روحي ...
بسؤالِ !!
******
 
لوحي من تشكيل برادة البشير بتاريخ 12/02/2016
الإيقاع لحن الوجود لذلك كانت وستبقى الموسيقى
حليب الروح
 
لو كان البدر ...
نافلة العشاق !
لزاغت العين ...
عن بريق...العين ...
فالعاشق ...
كالفَرَاشِ !
جارُ الأنوار !
يغوص ... في ذهول ...
دون ... إهمالِ !!
******
عين العشق ...
كثقب السماء !
مصير "راع"
من تعب نهار!
يعانده حلم ...
"كْرُونُوسْ" ...
بامتداد الأنوار...
يعاكس ...
حلم ... عاشق
بوصال ... الليالِ !!
******
لبحر "الظلمات" ...
وَشْمُ في دائرة ...
العشاق !
وشْمٌ ... كَفِرِاش ...
الغروب !
يجر "رهق"
شمس ...
تترنح ...
وسط ألوان ...
كأَسْمالِ !!
******
وما تدحرج ...
"راع" !
صوب ... ثُقْب !
السماء !
سوى...
وفاء ... للعشق
يرنو ...
لِعِتْقِ البدر...
من ثقب السماء !
لشوق العاشق ...
بلهفة ...
لنور البدر !
دون إخلالِ !!
******
يزحف ... "راع"
في احْتِضَارِ ... نَهَارٍ!
يبشر ...
بصحوة بدر ...
بفراش غروب ...
يصهر الألوان...
يُذيبُ ... ذَهَبًا ...
في عصير سماء ...
بُرتقالِي !!
******
"كان ما مكان ...
مما لست ...
أذكره ! .
فظُن خيرا..."
ولا ترشق
روحي ...
بسؤالِ !!
******
تناجي ...
عين العاشق ...
ثقب السماء !
وعناق الألوان ...
على سرير الغروب
يذوب
في روي
قصيدة العشق !
ومبيض النجوم ...
يعاكس ...
ميلاد بدر ...
في أغوار ... حدس !
جوَّالِ !!
******
 
 
لوحة من تشكيل برادة البشير بتاريخ 03/10/2015
عين الأنثى هي الحاسة الفريدة التي تستطيع الإسراء
في معارج الجمال
 
 
فانعتاق البدر ...
من ثقب السماء !
يُنير ...
أفق العشاق !
في مبيض النجوم ...
كَبِيضِ العصافير ...
صبيحة الميلاد ... !
يسقي ...
بماء الوُجد !
ذوقُه ...
كقُبلة الوصالِ !!
******
ما من ... خيبة ...
في غروب ... شمس !!
بل ... وفاء !
لانعتاق بدر !
يديم ...
"رقصة إيروس" ...
تجدد ...
ماء ... العشق !
في الأوصالِ !!
******
"كان ما مكان ...
مما لست ...
أذكره ! .
فظُن خيرا..."
ولا ترشق
روحي ...
بسؤالِ !!
******
فرقصة "إيروس" !
تهز أركان ...
حبيبتي !
تلمع بالوجنتين ...
حُمرةً !
كقُبلة ...
تراقص نور البدر ...
بين السحاب ...
"حافية" ...
دون نِعَالِ !!
******
رقصة العشق ...
تُغَني ...
مع دقات القلب !
"نحن والقمر جيران" !!
وتَمَاهِي ... العشاق !
يحيل الجوار...
"فصين في بيضة" !
تحقق ...
ما "ظنتْ" طفلتي ...
كَونُه...
بعيدَ الاحتمالِ !!
 
رغوة ... العشق !
سُنةُ ... الخلق !
نُطفة الشوق !
لا تذوب ...
بنار ... الحَرق !
منيعةٌ ...
ضد ... الإذلالِ !!
******
وإذا سيف ...
الكره ... والعداء !
دَب ... كالغباء !
زحف ... كرقطاء !
تناثر...
كالشهب ...
في السماء !
فدماءُ ...
العشق !
لا تُمْحى ...
بأوشالِ !!
******
 
ما من ضحية...
في العشق !
من أزل ...
والعشاق ...
لا يحكون...
صفرة ... الأوراق !
العشاق ...
يجهلون ... لَكْنَةَ...
الحرام... والحلالِ !!
******
وَعَدتُ ...
كسائر العشاق !!
حبيبتي ...
أن لا أقرأ ...
في كتاب ...
قابيل ... وهابيل ...
كي لا أصافح ...
غُرابا ...
نَعيقُه ...
للدفن ... مُوَالِ !!
******
من أجل ذلك !
أوصتني ... ماما !
أن ألازم...
"عصفورتي" !
فعناقها ... درسٌ
في رقصة "إيروس" !
رقصة الحياة !
وَحْيًا ... بالسكينة !
ناطق ...
من السماء...
في كل آن ... ومجالِ !!
******
"كان ما مكان ...
مما لست ...
أذكره ! .
فظُن خيرا..."
ولا ترشق
روحي ...
بسؤالِ !!
******

مناسبة القصيدة

في ذكرى مازوشية نرجس
© 2024 - موقع الشعر