القُربان - لقمان شطناوي

حينَ صاحتْ بي جموعُ الناسِ
أنت لا تهربُ
إن أنت أويتَ إلى البحرِ
ففي البحرِ حياةْ ..
ها هنا تحملُ الجنّاتِ وسطَ البحرِ
تمضي..
حيثما يممتَ..
في الأفق سماءٌ وإلهْ
لا تخفْ لو صرتَ يوماً عابراً
لو ظللوكْ
وجهكَ الظامئُ للعشقِ
سيغدو من سرابْ
ويعدّونَ عليك الزادَّ
لكن لا تخفْ
فالموتُ رهنٌ بالوجودْ
سوف تمضي..
لحظاتٌ منْ خدرْ
بعدها تدنو سريعاً للخلودْ
لا بكاء
حيث هذا البحرُ، أحلامُ الجميعْ
لا تخفْ لو صرتَ يوماً عابراً
فالليلُ ليلٌ للجميعْ
كلُّ ما في الكونِ ملكٌ للجميعْ
كل شيء...
كم تمنيتُ لو أنيّ
أبلغُ المرفأ.. أنسى
كلَّ شيء
غير أنّي كنت قرباناً
ولم ألقَ الغرامْ
هكذا ضيعتُ حقي في الكلامْ
هكذا أمضي ووحدي..
ممعنٌ في الأرضِ
لا ظلّي معي
لا.. ولا أرجو السلامْ ...
ها أراني
لم أجد إلا شتاتَ البحرِ
يسترُ ما بدى
ضاع منّي الصوتُ
ضيعت المرامْ
لم أكن أهلاً لجنات الخلود
ويكَأنّي .. كنت قرباناً لتجّار الظلام
© 2024 - موقع الشعر