أبجدية العشق والرحيل - لقمان شطناوي

لا صوتَ يحملني إلى صدرِ الغريبةِ
غيُر أغنيةِ الأنينْ
لو لمْ تكوني منْ رمتني
في طريقِ الغيبِ
ما اخترت الرَّحيل
قد كنتِ أوصدتِ الطريقَ
على العيون
فكنتِ أولى بالعقوق
وكنتِ أولى بالشجونْ
أنتِ التي قدّمتنا للبحر
قربانَ الغرامْ
من بعد أن كنّا ينابيع السهولِ
وغصنَ زيتونِ السلامْ..
ولكم لهجنا بالثناءِ
وكم سكرنا بالهيامْ
كلُّ المفاوزِ أغلقت بوجوهنا
واستكثرت منّا الكلامْ...
أتراي إن يممتُ شطرَ الشمسِ
أرجو الدفءَ
أهربُ من سعيرِ الصبرِ
هل ترني خؤونْ
أم هل تطاردني الظنون.. ؟؟
 
عمّانُ لم تشفع لعاشقها
ولم تمنن بوبلٍ من حنين
كل الفصول بها شتاءٌ أو جليدْ
وأنا وحيدْ
بي شهوةٌ للدفءِ في صيفٍ جديدْ
ولذاكَ راودتُ الأماني
كي تُحلقَ بي إلى فصلِ الخلودْ
وفتحتُ أفقاً في بلادٍ من ندى
لا شيء فيها مستحيلْ
الخبزُ لا يغدو سراباً
كلّما جفَّ الأنينْ
ونُسفِّطُ الاحلام في دُرجِ المطامحِ
كي نعودَ لما نريدْ
لا شيءَ يبدو مستحيلْ
لا نشتكي شُحَّ المياهِ
ولا نئن بلاهةً
إن أوصِدتْ بوجوهنا سكك البلادْ
فهنا ترى في كل ركنٍ موعدٌ للانتظارْ
والشمس تأتي لا تفارق مهجتيك
ولا يداريكَ النَّهارْ
وترى الرياحَ تمرُ تغشى القلبَ
كيما تشتهي سفنُ العيونْ
حتى النجومُ بها جرتْ في مُستقرِ الحسنِ
أنثى.. تسعدُ العشاقَ يطويها الشجونْ..
أنّى لهذا الحسنِ ألّا يستبيك
وانتَ تنزف رغبةً في كل حينْ
ومتى ستشعر أنَّ قلبك رهنُ أغنية الوداع..
أنت الغريب إذن
وكل بوصلة لديك بلا يقينْ
فحذارِ أن تنسى الديارْ
وحذارِ أن تغريك سيّدةُ البحارْ
فهناك ثمّةَ دائماً في الأفق ميعادٌ لأحلام الرجوعْ..
في الأفق ثمَّ سفينةٌ
قرأتْ نذوَر العشقِ صوبَ منارةٍ
غبَّ السَّفرْ
ومضتْ تزفُ الشَّوقَ في زَبدِ الرسائلِ
وشوشاتِ العشق أغنية لموج من جنونْ
في الغيب ثمَّة دائماً
سعةٌ.. لصدرِ الحبِّ
ميعادٌ مع الأشواقِ
والشفة الحنونْ
© 2024 - موقع الشعر