بقيت مكاني

لـ مختار شيخ الأرض، ، في الحكمه والنصح، آخر تحديث

بقيت مكاني - مختار شيخ الأرض

اليومَ أكتبُ ما رأيتُ تغرُّباً ... و إذا انتهيتُ من القصيدِ فهانِ...
 
فإذا أسأتُ إلى الذين قصدتُهم ... فلقد أساءَ فؤادُهم و رماني...
 
أمَّا الذين ظننتُ أنَّهمُ الدوا ... كانوا كسمرةِ عاهرٍ بخيانِ...
 
يوماً يقولُ أيا أخي ما حالُكم ... يوماً يقولُ أيا الغريبُ كجانِ...
 
هل صابَهم مرضٌ يسبِّبُ حالةً ... يوماً تفرِّقُ صاحبين بآنِ...
 
أمْ كان هذا ما يريدُ عدوُّنا ... حتَّى يقولَ طعنتُهُ و رآني...
 
بالوهمِ يكبرُ من يعيش بجهلِهِ ... حتَّى يقولَ أنا الهوى يهواني...
 
و همُ الذين إذا رأيتَ ثيابَهم ... لعرفتَ مسكنَهم كذي الجرذانِ...
 
و كما يُقالُ إذا الكريمَ أريتَهُ ... كرماً تراهُ برغمِ كلِّ هوانِ...
 
و إذا اللئيمَ أريتَهُ خيراً ترى ... وسخاً كرأسِ الشاردِ الجربانِ...
 
لكنَّنا بشرٌ و قد ننسى كما ... ينسى السكيرُ مساوءَ الغثيانِ...
 
أ دمشقُ إنَّكِ في القلوبِ حبيبتي ... لكنَّها حربٌ من الإنسانِ...
 
يا باسمَ السهراتِ إنَّكَ ها هنا ... لا فرَّق الترحالُ صحبَ زمانِ...
 
أسما إذا كانَ السموُّ لصاحبٍ ... فالأهلُ أنتِ أيا قريبَ كياني...
 
إنْ كنتُ محتاجاً إلى متفاهمٍ ... في شدَّةٍ فأتتْ بكلِّ حنانِ...
 
إنِّي على حزنِ الرحيلِ لصابرٌ ... لكنَّ قلبي ليس ذا نسيانِ...
 
يا من يلينُ لأجلِهِ صخرٌ أنا ... كنتُ الذي أمشي على نيراني...
 
يا صاحبي إن كنتَ في أرضٍ لما ... كرهَ الغريبُ الأرضَ كالشبعانِ...
 
و ذهبتُ أعرفُ خيرَها من شرِّها ... لكنَّهُ أملٌ من الإيمانِ...
 
العقلُ للإنسانِ أحسنُ موطنٍ ... إنْ كنتُ في وطني بلا أوطانِ...
 
و تشوَّهتْ كلُّ المدائنِ بعدَنا ... أمَّا أنا فلقدْ بقيتُ مكاني...
© 2024 - موقع الشعر