بقيت على عهدي - عبدالرحمن راشد الزياني

وقائلةٍ ما بَالُ جسمُكَ ناحِلٌ
وَطَرْفُكَ مَكْسُورٌ وَدَمْعُكَ هَاطِلُ

أَمِنْ بعدنا ظلَّتْ عليكَ سحابةٌ
مِنَ السوءِ تُمطر نائباتٌ قوائلُ

أم الدهرُ أزرى بعدَ ما كانَ زاهياً
وطابَ لهُ للناعياتِ محافلُ

أم الصبرُ ولَّى من فؤادٍ عهدتهُ
أَوِ الريحُ مالتْ حيثُ مَالَتْ قوافلُ

فقلتُ لها لا ذاكَ لا ذا فإنني
بقيتُ على عهدي ولو أنا فاشِلُ

دعيني مِنَ اللَّفَّاتِ فالصَّدُّ قاتلٌ
ولا لي مِنَ التسويفِ إلا الغوائلُ

لقد بانَ عظمي مِنْ جفاكِ وبانَ
لي مِنَ الصَّدِّ أسرابُ الظنونِ الجحافلُ

وأنسى هموماً قد تفاقمَ حجمُهَا
ويبقَى مَعِ الأيَّامِ حَقٌّ وشاغلُ

وأقرأُ في الأحلامِ منكِ رسائلاً
يُصَوّر وضعي بينها وهوَ ماثلُ

فَدَتْكِ حياتي بعدَ عِزِّي ورِفْعَتِي
ولا أنا ممن هوَ بالروحِ باخلُ

خُذِي بعض عهْدٍ لا أغيِّرُ منهجي
عَنِ الحُبِّ حتّى لو أتاني مجاملُ

© 2024 - موقع الشعر