الهمام بن الهمام زايد آل نهيان رحمه الله - عبدالرحمان مختاري

تبْقى فعالُ المرْءِ خالدةً فعُوا
أنّ الكرامةَ خَيْرُ زادٍ ينْفعُ

إنْ صُنْتَ عِرْضَك عنْ محاورِ عرّةٍ
كُنْتَ العزيزَ لو تَكَلّمَ يُسْمَعُ

هو زايدُ الهُمام سيفُ العزّةِ
لهُ رَحْمةٌ مِنْ ربّهِ ويُرفّعُ

مُلئتْ حياضكَ بعدما سجَّمْتَها
وتَرَكْتَ ذا الصَّدْرِ الضَّريرِ يُفجّعُ

ولقدْ وهبْت لأرْضِكَ العَيْش الهني
ءَ بهِ غَدَتْ عَنْ طولِ بُعْدِك تَدْمَعُ

ولطالما أمْضَيْتَ لَيْلَكَ سَاهِراً
تَرْجو لها أنْ بالمكارِمِ تُنْفَعُ

هو زايد اقْتَادَ الكرامةَ والوَفَا
ء خَطى خُطى مَنْ أسْلموا وتجمّعوا

أفلا تباكى كلُّ عَيْنٍ حُرْقةَ
والطَّيرُ في أَوْكارِها تَتَوَجَّعُ

ونئيمُ ظَبْيٍ في الرّبوعِ نئيمهُ
شوقٌ إليهِ ولا يعيدهُ مَنْجعُ

غِممُ السَّماء غزير ماءهِ دَمْعةٌ
وبها (حفيْتُ) سَفْحهُ متصدِّعُ

يا زائراً سَبْعاً بناها ربُّنا
بِهُمَامِها وَسَماءُها بهِ تَسْطَعُ

بلِّغْ إلى أبْنَاءِ زايدَ ما لها
أصْداءُ ودٍّ ذائعٍ ويُذيَّعُ

همْ نَسْلُ زايد مُنْهَلٌ منْ خُلْقِهِ
نِعْمَ الصّفاتِ بها اسْتَقَامَ ويُنْفَعُ

واخْصصْ محمَّدَ بالسَّلامِ تحيَّةً
فابْنُ الهُمامِ فاضلٌ وسَمَيْدَعُ

غُبِطَ الْكرامُ لمَّا رَأوا إذْ قَلْبهُ
نَبْعٌ ومِنهُ رُبا الفضائِل يَنْبُعُ

لسْتُ أغالي في العبادِ وإنَّهُ
ليُرى الكريمُ مِنَ الكرامِ ويُسْمَعُ

الفاصلُ الرّأْيَ الرّشيدَ بِفِعْلِهِ
متجاهلاً رَأْياً بهِ يَتَمَيّعُ

وصاحبُ القولِ السّديدِ إذا ارْتأى
وَعَنِ التّذالّ أوِ الرضوخ مُمَنّعُ

لا يَنْحني متذلّلاً إلّا لخا
لقهِ وعَنْ دَرْبِ الخنا مُتَرَفّعُ

المانحُ الخَيْرَ الكثيرَ بِلا رِيا
والجودُ خُلْقهُ لا له يَتَصَنّعُ

لا يَرْتضي نوماً ويَأْلمُ جارُهُ
والنّفْسُ حين خطوبها أفتَهْجَعُ

والليلُ فيه إذا انْتخى ليبيتهُ
متألّماً ولا يطيبه مَضْجعُ

ها هو بالحقِّ حسامٌ صارمُ
وبهِ إذا ضرب الحقير يُقطِّعُ

وسماءُ غَضْبتهِ أضَاءَ سَحَابُها
وتلا البروقَ صواعقٌ تَتَصَقّعُ

هي غَضْبَةٌ يا مَنْ حَظَيْتَ كَرامةً
طَحَنَتْ ضِبَاعاً في الزّناءِ تَمَتَّعُ

فَتركْتَ خَلْفَ المُعْتَدِين بَغِيّهمْ
يلْطِمْنَ بالأيْدي الوجوهَ فَتُلْذَعُ

يَنْدُبنهمْ نَدْباً وها صُمُّ الجبا
لِ تُذيعُهُ نحو الجبال وتُسْمِعُ

فاسْمعْ وعِ القولَ الأكيدَ وأذعِناً
يا من لكسرى تَرْكَنَنّ وتَرْكَعُ

مَنْ شَذّ عَنّا في الخلاقِ فإنّما
سيفُ الكميِّ في اللِّقاءِ يُصوِّعُ

بل مَنْ شَرى الذُّلّ السّحيقَ فإنّه
كَأْسَ المنيّةِ في اللّقاءِ يُجَرَّعُ

© 2024 - موقع الشعر