إطلالة بعد إطالة

لـ عبدالرحمان مختاري، ، في الصداقة والاخوه، آخر تحديث

إطلالة بعد إطالة - عبدالرحمان مختاري

ما شأْن هَذِي الرّبوعِ تدارستْ
أرْكانُها والعَيْشُ فيها مُعطّلُ

ورُكْنٍ وقَفْتُ في نَوَاحِي مُحِيطِهِ
طَوِيلاً وُقُوفَ وَاقِفٍ يَتَأَمّلُ

كأنّ الرُّسُومَ في الجِدَارِ ورِيحِها
تَجَاعِيدُ ثَكْلَى تَجِيشُ فَتُعْوِلُ

ولا شَيْءَ في وَسْطِهِ إلّا حِجَارةٌ
فَمِنها هَزِيمٌ والمُقَامُ يُفَلَّلُ

فلا تَجْعَلنَّ الدّنِيئَةَ دَارَكَ
إِذْ كُلُّ مَا فِيها خَرَاباً يُؤَوَّلُ

وحتّى أحِبّةٌ لَسَوْفَ أُوَدّعُ
أَجْسَادَهُمْ ففي شُقُوقٍ تُسَفّلُ

أو يُودِعُونِي في تُرَابٍ يَلُفُّني
وضَمَّ العِظَامَ رَادِسَانِ ومَنزِلُ

فمِنهمْ قَرِيبٌ في سُوَيدَاءِ قَلْبِيَ
ومِنهمْ صَدِيقٌ بِالوَقَارِ مُجَمَّلُ

ومِنهُمْ بَشُوشٌ لمْ يُبَاخِلْ بِوِدِّهِ
مُحَيَّاهُ عِنْدَ اللَّقْيِ شَهْدٌ مُعَسَّلُ

ومِنهُمْ حَبِيبٌ لمْ تَرَ العَينُ وَجْهَهُ
منْذُ أَذَلُّوهُ امْتِهَاناً وذَلْذَلُوا

فلمْ يَبْقَ مِنْ وُسُومِ وَجْهِهِ وَسْمَةٌ
إلّا لَها في الصَّدْرِ نَارٌ تُفَلْفِلُ

ومِنْ رِمْشِ عَينِها كِلَامٌ بِهَا الحَشَى
مُضْنىً وآلامٌ بِذَا الجِسمِ رُفَّلُ

رعا اللّهُ حِبّاً عن ظَفافٍ وإنّهُ
لوِ القَبْرُ مُنْتَآهُ ذا فيّ أَسْهَلُ

© 2024 - موقع الشعر