بـــــدوية - سالم بن رفعان العرجاني

مل قلب دوبه الهوجاس في صبح وعشية
كل ما كنه تريح زاد همه وإنشغالة

لا فقدت الهم مثل اليوم عاودني قفية
وأستلمني هاجس كن له على صدري وكالة

صرت أسير للهموم وصرت للهاجس ضحية
كل هاجوس ليا من راح جاء الآخر بدالة

هلت العين العبار وضاقت الدنيا عليه
من هواجيس لها وسط الحشا صاله وجاله

يا وجودي وجد من خصمه وزير الداخلية
كل ماغط بمنامه لين ذا نايف قباله

فز مثل الغافل اللي مونسٍ له حر كيه
وقام يجفل في ظلام الليل حتى من ظلاله

عسكري دهواه حظه وابتلى في العسكرية
ما يبيها غير ما يبغى يفرط في حلاله

وشاءت الأيام بأنه يتهم له في قضية
من قضايا ما تفيد بها الوسايط والكفالة

أتهموه بذبحت إثنين من أفراد السرية
عينوهم ميتين ولا لقوا غيره لحاله

بصم المجني عليه وعينوا بصمته زيه
واثبتت على الضعيف وطاح في حكم العدالة

وصدر القصاص حكم الشرع في نفسٍ بريه
بري منها بس ما عنده ثبوت ولا دلاله

وجد حالي وجد من يبكي على فرقا وخيه
ما خبر غيره عضيد ولا بعد كبروا عياله

والسنة دارت وهو ماذاق له عيشة هنية
والشهر دور السنة من موتته شعشع هلاله

كل ما عرض على قبره بكت عينه شقية
ما جداه إلا البكاء والنوح لامنه طراله

يتذكر جلسة معه وروحات وجيه
ويتذكر فزعته لامن حصل في الوقت ماله

حالتي بعض الليال أخس من حالته ذيه
لا تذكرت الزمان اللي قصر دوني ظلاله

ما تحقق لي طموح ولا تحقق لي منيه
والظروف القاسية ما بين ميله واعتدالة

كل ما ظنيت ظن وكل ما نويت نية
قصر الحظ الردي من دون مطلوبي حباله

ولا تمنيت المطالب في عشي ولا ضحوية
ما حدِ قد نال ما يبغيه في يوم ولاله

قد تعرضت المسافات الطوال السرمدية
ولا اعتنزت إلا على رب البشر جل جلاله

ممتحني عاد عمري عشر أو ينقص شويه
لين حتى إني كبرت وشفت جوره وإحتياله

ثم دهاني علةٍ مالي عليها مقدرية
علة من طاولته وضدته ما طاب فاله

أعتلقني حب ملهوف الحشى جثل الزوية
كل ذا زودٍ على ما مر من حمل وعباله

جادل تعجز توصفها الحروف الأبجدية
ابتليت بحبها وأصبحت في غي وظلاله

اسحرتني بالعيون وبالخدود النرجسية
كان به سحر حلال فوالله إن ذا من حلاله

بدوية لعنبوا زين على غير بدوية
لعنبوا جمال غير البدو واللي هو جماله

أشهد إن الزين لا جاء في البدو له قابلية
وأشهد إن الشين في البدوان ما يطرا مجاله

بعدها قم يا نديبي فوق حمراء صيعيرية
ما عليها إلا الشداد وراكب معه الرسالة

نصها ديرة هل المجمول مجلي الثنية
خبر المجمول عن حالي وخبرني بحاله

قل له إني من نهاره راح وأنا أرجي مجيه
ما قطعت اليأس من شوفه والأ من وصاله

وقل له إن حبه على طول الزمن دين عليه
يحسب إني داله عنه وأنا مانيب داله

والله إن أموت ما سجيت وإن أكتب وصية
ورحمة الله ما تقصر دون مخلوق يساله

دامني ما أخطيت وأعرف وش علي ويش ليه
فالعرب ما ينسلم من حكيهم في كل حاله

و يالله إنك لا تواخذني بذنب ولا خطيه
وتغفر ذنوبي يا عالم دق ذنبي من جلاله

وتلطف بقلب جداه الهم في صبح وعشيه
كل ما كنه تريح زاد همه وإنشغاله

تمت الإضافة بواسطة :ابن كبشان اليامي
© 2024 - موقع الشعر