العروبة والموت - حمدي الطحان

( ( العروبة والموت )) للشاعر / حمدي الطحان
----------------------------------------------
1 - وَسَّدْتُكِ قلبي الشَّفَقِيّْ
 
وغَرَسْتُكِ حُلْمي الورديّْ
 
في تلِّ البرق - المطرِ - الرِّيحْ
 
ورَوَيْتُكِ بِحَنينِ الرُّوحْ
 
وعبيرِ الماضي الضَّاربِ في أعماقِ الأعماقْ
 
لكنَّكِ حينَ الأوهامُ تروحْ
 
لا يَبْدُو في الصَّحراءِ هُنالكَ إلَّا القيظُ المُرّْ
 
والجَدْبُ المسنونْ
 
وأنينُ جُرُوحْ ...
 
*** .. ***
 
2 - " بوذا " أغلقَ كلَّ دُرُوبِ الفجرِ وحاصرَ كلَّ فلولِ الأنفاسِ .. الإحساسِْ
 
" بوذا " قُطْبُ الأقطابِ الأوحدْ
 
شيطانُ الآلةِ والدُّولارْ
 
يغضبْ تنكسرِ القاراتُ - الأممُ - الغاياتْ
 
وتجِفّ الأفئدةُ - الأنهارُ - الأمطارْ
 
فَلْتُفْتحْ كلُّ الأبوابِ ل " بوذا " ولَيَلْهَثْ كلُّ الزُّعماءْ
 
ظَلَّي " بغدادُ " مُوَصَّدَةً في وجهِ جميعِ الأحلامْ
 
مُوتِي يا طفلتيَ النَّاحلةَ الذَّابلةَ العجفاءْ
 
موتي دونَ غِذاءٍ ودواءٍ ورجاءْ
 
ولْيَخْسَأْ مَنْ يَلْمِزُ " بوذا " أو يَغتابْ
 
ولْتُلْثَمْ تحتَ حذاءِ ال " بوذا " كلُّ الأعتابْ ...
 
*** ... ***
 
3 - وانتفختْ أوداجُ الحِمْلانْ
 
وامتلأتْ آفاقُ الأرجاءِ ثُغَاءْ
 
تلك الذؤبانُ تُحاصرُنا
 
تنهشُ أحشاءَ حواملِنا
 
تَنْفِضُ أصلابَ الخِرْفانْ
 
هذي الصرخاتُ بكلِّ مكانْ
 
تهدمُ أركانَ حظائرَنا
 
تُقْلِقُ ضَجْعَاتِ الرُّعيانْ
 
مَنْ يُطْفِئُ نارَ ضمائرِنا ؟!!
 
مَنْ يرفعُ هذي الصُّلبان ؟!!
 
وانطلقتْ أبواقٌ ونداءاتْ
 
واصطبغتْ بالمجدِ القادمِ كلُّ الصّفحاتْ
 
واصطكَّتْ بالأسماعِ الأنشوداتُ الوطنياتْ
 
وتنخترَ نحو الخيماتِ معالي الزُّعماءْ
 
يَقْدُمُهُمْ رَكْبُ الزِّيناتْ
 
وتعالتْ في سَقْفِ السَّاحاتِ التصريحاتُ النَّاريَّاتْ :
 
إحراقٌ.. إغراقٌ .. إفناءْ
 
لكنْ حينَ انفضَّ السَّامرُ والسُّمَّارْ
 
يا للعار!!!!
 
طُفِئَتْ نيرانُ الحِمْلانِ
 
وغِيضَ الماءُ
 
وهَطَلَ بُكَاءْ !!!
 
نَوَّهَ أحدُ الخُبَثَاءْ :
 
" أنَّ كبيرَ الذُّؤْبانْ
 
قد أَوْفَدَ مَبْعُوثًا لِكبيرِ الخِرْفانْ " .................
 
***********************************
 
***********************
© 2024 - موقع الشعر