قلت للورد

لـ محفوظ فرج، ، في غير مُحدد

قلت للورد - محفوظ فرج

قُلْتُ لِلْوَرْدِ جَلَّ مَنْ قَدْ بَراهُ
وَهوَ يزهو مُضَمَّخَا بِنَداهُ
 
كُلّ هذا الجَماِل والسّحرِ مِنْ أينَ
أَحاطَ التُوَيْجَ فيما نَراهُ
 
قالَ لي : باسماً أتعرفُ نوراً؟
قُلْتُ : حبٌّ ما زلتُ أَشْكو هَواهُ
 
قالَ : أَلْقَتْ حَرارَةً مِنْ زَفيرٍ
فَوْقَ غُصْنيْ فَذاعَ مِنْها شَذاهُ
 
وَتَماهى جَذْلانَ حَتّى عُروقِي
وَسَرى في مَفاصِلِي رَيّاهُ
 
وَاحْتَفَتْ حَوْلَ مُلْتَقايَ السَّواقِي
وَرَوَتْ مَيِّتَ الجُذُورِ المِياهُ
 
فإذا بي أَميلُ نَشوانَ سُكْراً
وكؤوسي فيها المحبُّونَ تاهوا
 
فالعصافيرُ جوقةٌ تحتَ ظِلّي
تَتَغَنّى وَاللّحنُ ما أحلاهُ
 
وفلولٌ للنحلِ تغطسُ شوقاً
بتلافيفَ شَهْدُها مِنْ جَناهُ
 
كُلُّهُمْ رَدْدَوا بِصَوْتٍ شَجِيٍّ
شاكرينَ الرَّحْمنَ ما أعْطاهُ
 
أَنْتِ يا دجلةَ الغرامِ حياةٌ
أنتِ لِلْحُسْنِ أصْلُهُ وَمَداهُ
 
محفوظ فرج
٦ / ٤ / ٢٠١٦
© 2024 - موقع الشعر