( يا طيرُ غَنّي )

لـ صفاء البدري، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

( يا طيرُ غَنّي ) - صفاء البدري

يا طيرُ غنّي في السماءِ و رفرفي
بين السحابِ الزاهدِ المتآلفِ
 
و امضي الى العلياءِ لا تتوقفي
و تعلّمي هجرَ الهوى بتعسّفِ
 
و تنعمي بين الغيومِ تزاحماً
و تأسّفي للغصنِ حينَ تأسُّفِ
 
و تملّكي هذا الفضاءَ تباعداً
عنّا ، و زيدي في الهجاءِ و اسرفي
 
انّا اناسٌ قد تعوّدنا الجفا
لا عيبَ في هذا الجفاءِ المُنصفِ
 
هذي الجراح الواجدات بنا الضنى
ما العيبُ ان كان الجفاء بمُسْعفِ؟!
 
هذا و مهما قد بعدنا إننا
زاد الشجى فينا و بان بأحرفي
 
فابكِ على إثر الصبابةِ او على
هذا الحزين البائس المتعفّفِ
 
هذا الذي شهدت عليه لحاظُه
بتوجّعٍ و تفجّعٍ و تلهّفِ
 
الساهدُ الباكي الحزينُ المبتلى
بالفاقدِ المفؤود و اللحظِ الوفي
 
يا طيرُ إنّا في غيابِهُمُ على
صبرٍ و غيرَ الصبر لستُ بعارفِ
 
فمتى اللقاء فإنّ قلبيَ لا يرى
من الف عامٍ غيرَ يوم تآلفِ
 
و متى اللقاء فإنّ صبريَ عارفٌ
قلبي الجزوعَ و خابرٌ بتكلّفي
 
هل ترحم الأيامُ قلباً واجداً ؟
ام هل على قلبي بوجديَ تكتفي ؟!
 
قل للذي قد غيّبته ذنوبنا
هذا رجوعُ التائبِ المتأسّفِ
 
ماذا التَصبُّرُ في الفراقِ و إننّي
تُشوى ضلوعي من لهيبِ تلهُّفي
 
إن كان في الصبر انتظارٌ ، قد مضى
في الصبر دهرٌ من اليمٍ مُتلفِ
© 2024 - موقع الشعر