عتابُ مَلولٍ... - يحيى يسين

عتابُ مَلولٍ...
 
ثملَ العصيُّ وما استحَلَّ مُدامَا
لكنَّ حُبَّكَ يا ظلومُ تَنامَى
 
أشقَى الأنامِ مولَّعٌ بمُفارقٍ
فَضحتْ بواطنَهُ الدموعُ فَهامَا
 
ومُعذَّبٌ في الليلِ أُسهدَ جفنُهُ
وحبيبُهُ ردَّ الغرامَ فنَامَا
 
ومُعاتبٌ لمُخاتلٍ مُتبرِّمٍ
لا يَنثنيْ بملامِهِ إنْ لامَا
 
قدْ حرتُ فيكَ فما لهجرِكَ دافعٌ
هلْ صارَ هجرُكَ والخصامُ لِزامَا؟
 
شفَّعتُ عندكَ أدمُعيْ وصَبَابتيْ
فعزفتَ وازدَادَ الغرامُ غَرامَا
 
ونحلتَ جسميْ واستبحتَ حشاشتيْ
كنتَ الطبيبَ فصرتَ ليْ أسقامَا
 
خلفتَنيْ في الحبِّ آيةَ حزنهِ
أُسقى اشتياقيْ والنجومُ ندامَى
 
قلتُ : الوصالَ..فقلتَ: أنظرْ ساعةً
ما بالُ ساعتِكَ استحالتْ عَاما!!
 
كلَّ الوعودِ قطعتَها وتركتَها
فعلامَ ذلكَ يا كذوبُ عَلامَا؟!
 
إنَّ المقاديرَ الحكيمةَ نُصِّبتْ
لتُديرَ فيما بيننَا الأيَّامَا
 
يومٌ عليَّ وآخرٌ فيهِ المُنى
ما دامَ ظلمٌ في الهَوى ما دَامَا
 
يحيى يسين
© 2024 - موقع الشعر