مشاعل أطفأها جونو - الريم الشحي

...
"وينهم يمّة؟
تأخر.. وين أبوية، وين خالد؟"
تصرخ بلهفة مشاعل
ما دريتي يا مشاعل؟
غابوا البارح ف لحظة!
ف زحمة أنواء المدينة.. والزوايا.. والشوارع
ف زحمة الناس ومشاعر.. في صراع المستحيل
لو دريتي وش كثر كانوا على لهفة رجوع!
وانتي طفلة..
ثاوية ف أحضان امج..
تسألي: "يمة علامج ترجفين؟
ليش ف عيونج مخافة،
ورمشج الغالي حزين؟"
خوفها فيني سرى ومدري..
على وش هو أخاف؟
هيّجتني لحظة أرقب هالرجوع..
"وينهم يمة؟ أحين بيرجعون؟"
... ناظرتني.. ما قدرت اعرف مداها
صاحت أمي! .. صحت من خوفي معاها
جاوبتني: "مايرد الي يروح!"
.. ما يرد الي يروح؟!
هزّت أركاني صداها.. كيف يعني؟ ما رح ألقاهم أبدْ؟
أبوي وخالد الغالي؟
.....
أبوي اشتقت لك.. ارجع
أبوي أوعدك
ما رح أَزْعِلِكْ ثاني..
ومن باجر.. من الحينة برتب غرفتي وياك
أبا أشوفك.. أبي أسمعْك
أنام ف حضنك.. أدفا بك
.....
كفى خالد! تعال ارجع!
تبا ألعابي؟ ترا تفداك
كثر ما كنت أهاوش فيك..
وزود.. أبيك ترجع لي!
أبي أبوية.. أبي خالد
تعالوا ارجعوا.. تكفون!
........
... دريت
وبعد ما عيّيت أنادي
ما رح يردّون..
دريت أني على كثر اشتياقي..
ما رح يردّون! ...
رحل جونو..
ورحل وياه تالي من حياتي.. ما قدرت أهواه
رحل عني.. إلى حيث انتهى جونو
....
إلى جونو:
"أبيك ترد لي أبوية..
أبي يرجع معي خالد!
أبي ترجّع لي أفراحي..
وتملى هالمدينة ورود
.. وترجع مثل ما كانت
على كثر اشتياقي ومر آهاتي..
أميرة في حكاياتي..
أميرة في حكاياتي..
..... بلا جونو
-
(رقية محمد الشحي)
© 2024 - موقع الشعر