بين ذنبٍ وقيامة - الريم الشحي

...
ها انا.. جِئتُكِ كالتائبينْ..
استميحُ العفوٓ عن ذنبٍ
جسيمْ
أرهقَ الروحَ اكتنافُهْ
مِنذُ آلافِ القرونْ
ها أنا في حضرَتِكْ.. قدّيستي
في ثيابٍ قد كساها ما كساها
من سوادِ المذنبينْ
أرتقي محراب عرشكْ
واقفٌ..
ما بينَ ذنبي والقيامةْ
واجِفاً..
مُتسائلاً قدّيستي:
"ماذا عساكِ تحكمينْ؟"
جِئتُكِ ارجوكِ عفواً..
إن هذ العفوَ حقاً
من صفاتِ المحسنينْ..
واسمعي مني لعلِّي.. في مُرافعَتي
ترينَ من اليقينْ
...
أيْ معاليكِ الكريمْ
بعض هذ الذنبِ
بَلْ
بعضُ هذا الحبِ..
من صُنعِ القدرْ
لم يكن لي فيه يا قدّيستي
أيدٍ وَلَمْ
يَهْدِ الفؤادَ تِجاهَهُ
أي بشرْ..
... إن هذا الحب يا قدّيستي
مثل النساءْ..
في جمالٍ وشبابٍ وحياءْ
مثل حوراءِ العيونْ
تستبيحُ القلبِ في الشهر الحرامْ
...
إنه كالبحرِ
موفورُ العطايا
عاصفٌ حيناً وحيناً..
مثلُ تنهيدةْ
تُغَنّى لِننامْ
...
ان هذا الحب يا سيدتي
كالكبرياءْ..
كم تعاظمنا بهِ
كم تألما.. وَلَكِنْ
بَقيتْ آلامنا صامتةً
قَبْلَ الكلامْ
...
إنه متناقضٌ متشابهٌ
لكنهُ..
لا ليسَ يشبِهُ أي شئٍ في الحياةْ
هو هذا الحبُ
حقاً
هو هذا الذنب يا قدّيستي..
ليس كل الحبِ ذنبٌ..
بعض هذا الذنبِ من صنعِ القدرْ
...
هو ذَا ذنبي رويتهْ
باختصارْ
ما جنى قلبي بحقي
ولكِ سيدتي
حقُ القرارْ..
أيِ ذنبٍ هو هذا؟
ما عساكِ تحكمينْ؟
-
(رقية محمد الشحي)
نوفمبر ٢٠١٥
© 2024 - موقع الشعر