قصيديتي / بِــنْـــتُ التُّــــرابِ

لـ سهام آل براهمي، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

قصيديتي / بِــنْـــتُ التُّــــرابِ - سهام آل براهمي

زَيْتُونَةٌ بين المُرُوجِ الساجِدَةْ
َبَسَقَتْ فُرُوعًا فِي سَمَائي صَاعِدَةْ

لَوَّاحَةُ الإشْرَاقِ من وَهَجِ السَّنَا
تُغْرِي الشَّهِيَّةَ فِي النُفُوسٍ الزَّاهِدَةْ

مِنْ تُرْبَةٍ أَلِفَتْ عِنَاقَ جَنِينِهَا
حَتَّى اطْمَأنَّ كَمَا اطمَأَنَّتْ صَامِدَةْ

تُعْطِيهِ حُضْنَ الاِحْتِواءِ رِعَايَةً
تُهْدِيهِ رَمْزَ الاِنْتِمَاءِ مُجَاهِدَةْ

تُبْدي حَنَانًا فِي ظِلاَلِ جِنَانهَا
تَسْقِيهِ رِيقًا بالوَفَاءِ مُكَابِدَةْ

كَانَتْ حَيَاةُ الانتِعَاشِ فَضِيلَةً
عَبْرَ الزَّمَانِ عَلَى مَدَارٍ عَائِدَةْ

فِي قُرْبِ جِيرَان الجَمَاعَةِ آَيَةٌ
فِي بَسْطِ رَاحَةِ أُلْفَةٍ مُتَزَايِدَةْ

أُنْسُ السَّكِينَةِ سَيِّدٌ ، وَلِفَجْأَةٍ
مَرَّتْ رِيَّاحٌ مِنْ غُبَارٍ بَارِدَةْ

هَزَّتْ هُدُوءَ تُرَابِ أَرْضٍ طَالَمَا
غَرَسَتْ أُصُولاً أَوْرَثَتْنَا الفائدَةْ

بَدَأَتْ تَفَاصِيلٌ تُلاحِقُ نُقْطَةً
ِلِنِهَايَةٍ لَا تنْتَهِي مُتَبَاعِدَةْ

هَمَسَتْ تُنَاجِي أُخْتَهَا عِطْرَ الثَّرَى
بِنْتُ التُّرَابِ وَفِي حِوَارِ النَّاقِدَةْ

تُفَّاحَةٌ ورديةُ الزَّهْرِ الَّتِي
ابْتَسَمَتْ بِأَلْوَانِ الخُدُودِ النَّاهِدَةْ

قَالتْ لَهَا : يا تَوْأَمِي وَخَلِيلَتِي
يَا بَعْضَ نَفْسِي ِمِنْ جُذُورٍ خَالدَةْ

يَا مَنْ تَرَعْرَعَ صُلْبُنَا مِنْ بَذْرَةٍ
شَرْقِيَّةٍ أَضْحَتْ هُنَا مَُتوَاجِدَةْ

يَا عِطْر أُمِّي لَوْن جَنَّة كَرْمِهَا
مَا لِي أرَاكِ عِنِ المَنَاسِكِ شَارِدَةْ

رَدَّتْ إجَابَةَ سُؤْلِهَا بمقالِهَا
أُخْتَ التُّرَابِ ، أَنَا وَأنْتِ كَوَاحدَةْ

إِنِّي أَشُمُّ سَمَادَ تَهْجِينٍ عَلَى
طِينِي يُوَرِّمُ رَأسَ أُمِّي الوَالِدَةْ

فَلَقَدْ كَرِهْتُ تَطَبُّعًا بِطَبِيعَةٍ
غَرْبِيَّةٍ مَالَتْ بِرِيحٍ وافِدَةْ

أَخْشَى عَلَى لَونِي وَنَوعي حَيْثُمَا
حَلَّ الفَسَادُ، مَعَ انحِرَافِ القَاعِدَةْ

أو كَيْفَ لاَ والطَّعْمُ فِي الأصْلِ اخْتَفَى
وَمَلامِحُ الدُّنْيَا بِعَيْنِي هامِدَةْ ؟!

قَالتْ لَهَا : أُخْتِي خَبِرْتُ رِيَاضَنَا
وَإنِ انْتُهِكْنَا منْ عيُون حَاقِدَةْ

مَكْرُ الحَسُودِ فَلَنْ يَسُودَ وَإنْ طَغَى
فَالخَيْرُ بَاقٍ ِمِنْ عُهُودٍ آبِدَةْ

فَتَمَايَلَتْ أغْصَانُهَا تَرْنُو بِهَا
وَتَأَمَّلتْ صَرْحَ الحَقِيقَةِ عَابِدَةْ

وَتَأَمَّلَتْ كَسْبَ الأَيَادِ ، تَأَلَّمَتْ
مِمَّا جَنَتْهُ مِنَ الفُنُونِ الفَاسِدَةْ

طفِقَتْ تُرَدِّدُ مِن تَسَابِيحِ الهُدَى
عَرَجَتْ عَلَى غَيْمِ السِّقَاءِ مُشَاهِدَةْ

آهٍ : تَنَهَّدَتِ الجَفَافَ ، تَمَزَّقَتْ
بَثَّتْ لَهَا زَفَرَاتِهَا متصَاعِدَةْ

بِنْتَ السَّمَاءِ أَيَا سَحَابَةَ غَيْثِنَا
سِيحِي دُمُوعًا فِي حُنُوٍّ زَائِدَةْ

فِي خَفْقَةٍ مِنْكِ انفِعَالُ وُجُودِنَا
وَبِقَطْرَةٍ نَحْيَا حَيَاةً وَاعِدَةْ

نَزَلَتْ إجَابَةُ مَنْ أرَادَ عِتَاقَهُ
و بِإِذْنِ رَبِّي كالجُنُودِ الطَّارِدَةْ

هَذِي سُمُومُ الحاقِدِينَ بِأَرْضِنَا
رَمْيٌ تَطَايَر كَالقُشُور الكَاسِدَةْ

تَيَّارُهُ ضدَّ ارتقاء وُجُودِنَا
بالصَّفْعِ عَاد على وُجُوهٍ مَاردَةْ

أَثْنَتْ عَلَى رَبٍّ تَهَاطَلَ خَيْرُهُ
سُبْحَانَ مَنْ غَسَلَ الكَيَانَ ِبِرَاعِدةْ

نحْنُ انْتَهَيْنَا فَجْرَ يَوْمٍ مُشْرِقٍ
عُنْوَانُ طُهْرٍ واسْمُ أَرْضٍ رَائِدَةْ

بِنْتُ التُّرَابِ أَصِيلَةٌ لا تَنْحَنِي
لا تَنْمَحِي بَصَمَاتُهَا فِي شَارِدَةْ

مَا بَدَّلَتْ قِشْرَا ولاَ لُبَّ النَّوَى
تَعْلُو عَلى الشُّبُهَاتِ تَبْقَى صامِدَةْ

18 – 04 - 2015

مناسبة القصيدة

عن الأرض والهوية ، عن الناس والطبائع ،عن المبادئ ، عن الولاء والوفاءللانتماء عن كل شيء ثابت لا تغيره الظروف ولا تُميلهُ الأهواء ، في كل أصل لا يجب أن يتغير ويحيد عن أسسه قلت:
© 2024 - موقع الشعر