ظل - عبدالعزيز العميري

على جدرانها تنْبت وجوه وْذاكره وقْبور
بكت كانت مَعَ ناي الزمان تْحاكي الجدران

من اللي سابها خلف السراب وْجرَّها للبور؟!
ثمان اعْوام تسْقي حلمها وْتتساقط الأغصان

وحيده .. مرَّت الليله ..جريحه ..بْدربها المهجور
مشت ..كان الظلام يْدسَّها في معطف النسيان

يَ مريم كيف حال الموت دون الشاعر المغمور؟!
نَزف ..لجلك سنين العمْر لين تْيبَّس الشريان

بعَد باقي هنا لك بيت ..من حزن وْنوافذ عٌور
وشاعر ملَّ يمْسح من حياته ..صفعة الخذلان

دخلتي معبد الماضي الأليم تْنبَّشي المستور
طعَنْتي ظهْر حاضرْك الجريح بْخنجر الحرمان

جلستي .. وْقلبك الوافي نديمك خلف هذا السور
حسافه ..من ذبَح احْلامك لوجه الزمن قربان؟!

طلعتي من ثرى الذكرى ووجْهك في السما عصفور
يطير لآخر حْدود الفضا واحْزانك الجنحان

قريب اوصل ثلاثيني ... وعكَّاز الأمل مكسور
غريب وْذي جهاتي ماتودِّيني إلى عنوان

طريقي .. باتجاه الشمْس وآمالي تمدَّ جْسور
وَخلفي ظلَّ يشبهْني ..غدى أوفى من أي إنسان

انا ..وتْسيل من عيني حبيبه وجهها من نور
تعاتبْني ..على طول الغياب وْعلبة الدخَّان

على جدرانها مريت ذنْب وْذاكره وقْبور
وهي تستر ملامح حزنها ..وتْحاكي الجدران

© 2024 - موقع الشعر