العصا تبتلع الدليل - ربيع قطب

العصا تبتلع الدليل
ودق على الباب طيف غريب
يساءل عن ساكن بالمكان
أجبتُ
بهذا المكان حطام بهيئة إنس
يصب الدموع التى تنبت الشجر المر
يناجى النجوم اليتامى
فقال المساءل
أنا لاأرى بالمكان سواك
فرحت أطالع فى كل ركن
فخار بجنبى جريح يئن
وحين أردت التعرف بالطيف ذاك
وجدته جسمى قتيلا
ويطفو على الماء
* * *
ألا من سبيل يبيض ثوب المواجع؟
لماذا جوار البراكين يأوى ويمرح
ذاك الشقى
ويلعق من دمه المستباح
ويطعم فى جمجمات البطولة
وفى منتدى للسلام المؤمل
فقلت سأهدى الأنام
وفكرت أنه لابد من أية للدلالة
ولما نطقت رجمت
فكان اختيارى عصا مثل موسى بن عمران
وجمعت كل الأنام
تحديت أنى سأغلب
وسوف أبرمج تلك الرياح
أسوى نشوز الضياء
أنبت دوحا يغنى
أبيض وجه الحقيقة
أنقى الشوائب بين الحروف
فمنذ انتحار الضياء وموت النجوم
وكل القطاف انكسار وكومة نار
وأحضر كل عصاه
فألقوا وألقيت
فلقفت عصاىَ عصاةُ
وخابت ظنونى بنفسى
وجاء إلى كبير الرجال
وفجر رأسى
وأخرج ما فيه
وألقى بباقى الثعابين فيما تبقى برأسى
وقال بهذا ستربح
* * *
أنا يا ابن أم
سليل المفاخر
سليل ابن شداد والحاتمى
قليل الأدب
يشاورنى الريح عن وجهتيه
لأصبح عبدا لتلك الرياح
أنا أول الفاهمين الأوائل
وآخرهم عندما يحتدون
ركبت الفلاة بغيراتجاه
ركبت الهواء بغير جناح
وألقيت للنار ديك الصباح
وإرث الصباح
وإرث الخطوط التى تستقيم
وتنحل بالنار لوزا وعنبر
لتدخل حضنا لإرث الزمان المجادل
وترخى دثار الكلام المنقح
أعوذ بجنات قوم
وإن أغرب الملتقى بيننا
وحالت ضمائر بيضاء منا
أعوذ برب الحقيقة
ليقهر خشبا بهيئة قوم
ويحطم بالرأس قيد العماء
© 2024 - موقع الشعر