شكوى الى مجلس الامن - عبدالله سليمان الخطيب

اليكم سادتي اشكو
طيف امرأة في هذا الليل يحاورني،
يراودني ان ابحر في هذا البحر اليكم،
لا تصحبني هذي السعفة يا مولاي
و ان كان الخوف سيسحقني ..!
هل ابحرت اليك يا مولاي لتشنقني ؟!
اني اشكو من شَبَقي الليلي في امرأةٍ
تدعوني في هذا الليل اليها
امارس معها كل طقوس العشق الرباني
و القي عن كتفي هذي السعفة
هل القيها يا مولاي ..؟
هل اصبو في الليل لتلك المرأة ..؟!
هل انتحر على الفخذين العاجيين ..؟!
ام اركب صهوة خيلي
اعدو في تلك الصحراء بدون الماء ..؟!
و اسأل عن درب التبانه
ان كانت توصلني ضفة نهر العشق الغربية في اقصى الصحراء
هذي خيلي يا مولاي تقضقض في اللجمة
و تنتظرالاذن بلبس القيد
هذا الكون يشع الانوار بارجاء الارض
تبشر بالفجر و مقدم عيد ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
لقد ابحرت اليك و خيلي تجتر سحاق الماضي في هذا الاسطبل
هل انت الحاكم في هذي الارض
ان كنت تعارض في نشر كتاب العشق
فاني انشر بين الافخاذ العمية في هذا الليل كتابي.
إله نجوم البحر يا سيدي:
لقد ابحرت اليك و ليل الشرك يحاصرني
لا ينفك يطاردني ..
لا أدري ماذا يبقي مني ..
لكني اعلم اني افضل من الف كتابيّ لا يؤمن بالحب
و يدعو في هذا الليل لنزع حجابي ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
لقد ادميت بهذي السعفة كل قراصنة الليل
و اسمعت الدنيا مضمون خطابي ..
لكنّ قراصنة الليل
و حكام الردة في هذا الوطن المترامي يشكوني
قالوا: اني لا اتقن فن الضغط على اعصابي ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
يا مولاي لم يبق باب في هذا الوطن بدون دخول
و كل سكارى الابواب المغلقة دوني
سرقوا فرحي في عتمة عذا الليل المتصابي ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
كل مفاتيح العشق لم تنفع في فتح الابواب عدا ابوابي
حتى ضاعت مني نخوة جنسي
فغدوت طريد الاحكام العرفية
في هذا الليل المتخم بالجند
و قد داسوا في عتمة هذا الليل صفحات كتابي ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
اسأل مولاي هناك في بيروت
لماذا ترحل كل الخيل
و يبقى الفرسان عراة الاجساد بداخل علب الليل
و قد فنكت بالقوم الخمر
حتى فقدوا كل فحولتهم
فانقلب الليل عليهم و اطاح بنخوتهم
الا يدرون ان الليل و هذا الشعر يمتصان رجولتهم
عند الفجر و يحرق في صمت الفرسان كتابي ..!؟
إله نجوم البحر يا سيدي:
اشكوك ام اشكو الليل اليك
و انتم اعدائي و سر شقائي
يا ام الشهداء، اعزيك الفحل المخصي
فإن كنت تريدين شهامتهم
فقد طارت عنهم كحمائم قلبي تبحث عن جسد تتعرى فيه
تبحث عن جسد لم تأكله الديدان
تبحث عن جسد لا يتعرى في علب الليل و لم يسبق ان غادر وادي البيدان
تبحث عن جسد خشن لم يعرف طعم الحمّم الشمسي
تبحث عن جسد لا يشبه اجساد غواني الشارع
لا يتعرى فوق الارض القذرة
و تحت حدائق فرسان القلعة
في هذا الليل المخصي العالق بالاوساخ الليلية
من اخمص قدميه و حتى اعلى الرقبة ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
ما اسوأ ان تهوى امرأةً هذا الليل يعريها
يفضح عورتها و يزني فيها
يفضح فيها ما بين الفخذين و يذوب بنهديها .
ما اسوأ ان تهوى امرأة تتعرى في اروقة الليل
و ترقص في حضرة هذا الجمهور المرتد
و يزني فيها كل قراصنة الليل
و تجار البحر
و تجار الشنطة
فوق الارصفة المغتصبة ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
يا مولاي لقد ابحرت في عينيك سني عمري
حتى اهترأت نعلاي
و نام على اعقابي كل غبار الاسفار
لقد ابحرت اليك ثلاث سنين
اجمع في بستاني كل محار البحر
لكني حتى اللحظة لم اجمع شيئاً ..
حتى روحي توشك ان تبرح هذا الجسد العاري،
فانتشلوني ..
اني اغرق في بحر من احزاني ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
جسدي اصبح يتعرى في هذا الليل كباقي الاجساد
احاول ان احميه و لكني
كابرت كثيرا ذلي في صلف الوحدة و الدار
جسدي تحرقه هموم الكون البشرية
بات هزيلا لا يقوى ان يتحمل طول الاسفار،
فراح يفتش عن غانية
لم يطمثها انسي او جان ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
هذا الصمت الاعمى يعذبني ..
فمتى تبتهج الدنيا بنشيد الاطفال
اريد امرأة ترضيني ..
تنجب مني قافلة تحمل كل تجارتنا
و تسافر نحو الفجر
فتحمله و تعود به
ازرعه فوق القمم المغتصبه ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
ذاك الثوري ببيروت تكرش حتى عاد بلا رقبة
لا يصحو من غفوته
ليسافر في هذي الصحراء المغتصبه
يجمع كل محار البحر و من ضلوا العودة للدار
و من تاهوا في ليل السغبه .
يا ملك الثوار اناديك ،
يا ملك الثوار انا ادعوك
تمارس كل طقوس العشق بلا رهبه
يا ملك الثوار فدتك غواني بيروت
هل تسكت عن صرخات المدن المغتصبة ؟!
حتى هم كل زناة الليل
يغتصبون مدينتنا في عتمة ليل السفلس
لا احد يمنعهم
حتى انتم لا تهتز لكم قصبة ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
لقد ابحرت اليك كآخر طير في البر و كادوا يقتصوني
رائدي الوجه ..
و الشوق يحذوني ..
و نجوم الليل تهديني ..
لقد ابحرت اليك يا مولاي فوق سفينتي
الربان اضاع الدفة وسط الموج
و عصف ريح الصيف يضربني
فافترشت الارض
و التحفت الليل
و رضعت ثدي برد الليل
فاندلقت منه قطرة ماء عربية
تلألأت بين شدقي حليب امرأة
ضلت طريق العودة في رحم الليل
فاعرشت صدري
و اتخذت من وهج الشبق الوحشي بين يدي مدفأة
و امتثلت لكل أنات الوجع الرباني
و قامت تمشي هرولة نحوي
فارتطمت روحي بجدار الصمت العربي
و اقتتلت بين ضلوعي اوجاع العمر المنصرم
فامتشقت السيف اشحذ نصله
ليحميني من ثورة ذاك الوجع النسائي
آه، ما اعذب ذاك الوجع النسائي
و لكن كان يشنقني ..!
ما اعذب ذاك الوجع النسائي
لولا ثورة البحارة السكارى
و لولا الم الغربة في بلادي ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
يا مولاي .. يا مولاي
آه لو تدرون قسوة الغربة في بلادي،
يا مولاي اخشى تلك المرأة،
تقتنص فؤادي ..
و كلاب رعاة الطرش تطاردني
يا مولاي سيقتنصوني
احس برأسي دوارا يا مولاي يقتل في الفحولة
و طائفة الخلقيين اضاعوا الرجولة
رائحة الورد في بلادي توقض فيّ ثورة العشق
و رائحة الاوساخيا مولاي تقتلني ..
و هذا البحر يدعوني ان اشم ريح بلادي
فهل ابحرت اليك يا مولاي لتشد القيد في يديّ
و هل هذا الشك يخالجني وهم ..!!
ام اني اضعت بالاحلام يقيني ..!!
إله نجوم البحر يا سيدي:
لقد اضعت بالاحلام يقيني ..
فأنا اجتر تصريحات فارغة احسبها ستشفيني
انا اجتر احلاما
اكذوبة اممية ينفيها يقيني ..
لقد ابحرت اليك يا مولاي فوق الموج
لأن هذا الربان يضربني؛
ان اصل الاسفار بالاسفار
حتى اهترأت نعلاي من طول المشي
فوق الوحل في هذا الليل
و هذا الطين يغطيني ..
و يجعلني اغني على قيثارتي للموت
و ارقص وحدي على انغام شيطاني
يحملني الموج و يلقيني
بين اكداس الوحل و الطين ..!
إله نجوم البحر يا سيدي:
لقد ابحرت اليك اشك في قدرتي
و القاك في شكي و في بقيني ..
مولاي ان موجك لا ينقلني
لا يوصلني الى الضفة الاخرى
مولاي اين الضفة الاخرى بين شكي او يقيني ؟!
و هل يوصلني هذا البحر
ام احمل هذا البكر و اوصل نفسي
او تاتي الضفة ان شاء الله و توصلني ..؟!
اشك في هذا، و الشك ينسيني احلامي و يقيني ..!!
إله نجوم البحر يا سيدي:
ان الشهوة يا مولاي تقتلني
ان الشهوة يا مولاي تجعلني اغتصب نساء العصر قاطبة
او تقتلني ..
لن ابرح يا مولاي لولا تطردني
لولا تمنع عني كلاب القصر
فكلاب القصر تطاردني
تمنعني ان ابحرت اليها
تحرقني بالنفط و تغرقني في البحر
فاحميني يا مولاي او احمي نفسي بهذي السعفة
ان السعفة تحميني ..
لن ابرح هذه الصحراء
و لو احرقت النفط بكفيَّ
فالنفط يحاربني ..
و النفط يطاردني ..
و بالنفط تحرق كل اشعاري ..
و بالنفط تقتلني و تحييني ..
لكني انتصر اليوم عليه
و اشعاري تنتصر اليوم على النار
بالسعف يا مولاي اعيد النفط الينا عربيا
او احرق كل ابار النفط
او افرغ شحنة افكاري في رحم امرأة
في هذا الليل ..
لتنجب شيخا عربيا
او اطغي فيها نار الشهوة قبل بزوغ الفجر
ليخرج من بين شظاياها شهاب ..؟!
إله نجوم البحر يا سيدي:
كم اهوى تلك المرأة يا مولاي
و تلك المرأة يا مولاي تعشقني
فازور مقام العشق لديها
و اطيل بباب الخلق زياراتي
فلماذا لا تحمل في الليل السعفة
و تطرق باب العشق
فان الطرق يزيد الباب انينا
و يهز كيان النسيان
و لماذا تغريني ان ارحل في تلك الارض
و تغريني ان ابحر في ذاك البحر
و ذاك البحر لا يوصلني
ان لم يوصلني ذاك البحر اليها
احمل ذاك البحر و اوصل نفسي
او تأتي احلام العشق العربي و توصلني
او تأتي صرخات الحب و توصلني ..
او تخرج اسماك البحر و توصلني ..
او تنزل افلاك الليل و توصلني ..
و سأوصل نفسي ان ضاقت بي الارض
او احمل تلك الارض و اوصلها او توصلني
ان ضفة نهر الحب في الركن الغربي تناديني
ان اوصل نفسي
او تأتي ان شاء الله و توصلني ..!
© 2024 - موقع الشعر