خواطر إنسانية - عبدالله سليمان الخطيب

خليليَّ لا تَعجبا
ان القوم هم العجبُ
هم قومٌ لا عهد لهم ولا ميثاق
وقولهم هو اللعبُ
اذا قالوا كذبوا
و ان عاهدوا نقضوا
و ان وعدوا أخلفوا
فقولهم و فعلهم ووعودهم لُعَبُ
خليليَّ لا تَعجبا
ان القوم هم العجبُ
كم قالوا لنا : هذا حقكم
ثم استداروا وانصرفوا
و كم وعدوا بالنصرةِ و ما وفو
و مدهم للعدوِ غير منقطعٍ
فعلٌ و قولٌ و مواقف ٌ و تأهُبُ
خليليَّ لا تَعجبا ...
لمَ العجبُ؟
لا تَمُدَّنَ عينيكما الى بعيد الأمل
لقد ذهبوا ضلالهم و تماروا و تعللوا
فما نفعُ التفاوضِ على لا شيئٍ اذا حلّو أو ارتحلوا
فالوعود كلها كذبٌ
و العهود كلها ضلالٌ و أمورٌ جُلُّها حِيلُ
فلا خير فالتفاوضِ و المفاوضين
اذا قالوا أو ارتحلوا
خليليَّ ما هذا التعامي و العيشُ في العتمة
ألا تبصران ما يفعل العدو و يقتلُ
و كيف يكون الصبر على الظلم و العارِ و المذلّة
و تزعُمون انكم رجالٌ فحول
ولا واللهِ لا ينقصكم الِّا أعراضُ الفحولة
أما الرجولةُ و الشهامة فقد تنحتا عنكم
منذُ زمنٍ و العارُ يتوجُ رؤوسَكم
و كل المصائب اللتي حلت بأرضنا و شعبنا
لم تجلُ الغمامةَ عن عيونٍ سامها العمى
و قلوبٍ أظلمَت فما أبصرت ما حولها
حتى أصبحت رقابكم مُقَوَصة
و ظهورَكُم مُحدَودَبَة
و بطونكم تكرشت حتى أشرفت
على المخاضِ ثم تقاعست
فبانَ الحملُ عليها كاذباً فما أنجبت.
© 2024 - موقع الشعر