غزلية للحجر - عبدالله سليمان الخطيب

أي سرٍ فيك أيها الحجرُ
أودعتهُ يد الله فيك فانفجر
أنطقت من صموا و من كفروا
منذ ما اهتدينا اليك اسم فلسطين ينتشر
فوق الموائد
في كل المناسبات
فوق الأسطح الغافيات
في المدن التي غاب عنها الفجر و القمر
ايها القاذف الذي نسجتك يد صغيرة
و علقتك الجميلات على اكتهافن ضفيرة
و بات يحلم فيك شبل رضيع وينتظر
طلعة الصبح عساه يلقاك حين يلطقيه القدر
اني اسائل النفس : أما كان أحرى بنا
حمل الضفائر قبل ان يحملنا على الأكف ذلك الحجر
كنت ملقىً على قارعة الطريق
لم يأبه لك الليل و المطر
و حين استبد بنا الجفاف و استحكمت حول الرقاب يد السياف
جئت أنت في غفلةٍ من الليل ايها الحجر ..!
آهِ لو كنت قد بكرت قليلاً و صرخت فينا لا ترحلوا
فإنا من عهد عاد هذا اليوم ننتظر ..!
لاكُنا ولا كان الذي كان
ولا استحمت فوق شفتيك السٌحبٌ المطِرُ
ولا استجاب لكَ الصبح و السمع و البصر ..!
ناديتَ فاسمعت من ضلوا طريق العودة للدار
و اسمعتَ من صموا في رحلة التيه و العار
و أنطقت بالحق من كفروا ..!
قُدست أيها الحجر
و تقدست ايدي اللذين قاموا بحملك في الليل و انتظروا
طلعة الصبح
فابتسمت لهم نجوم الليل و القمر ..!
شمر عن ساعديك يا صغيري
و اضرب آسريك
فلا ناصر لك اليوم الا الشعر و الحجر ..!
يا صغيري لا تسلني متى كان مولدي
لكن مولدك و هذا اليوم كانا موعدي معك
و يداك اذ تلقي ما بها و بالصبر تنتصر ..!
اشرقت شمس على ارضي حينما هذا الليل في زحمة الصمت ضيعك
و أمطرت السماء حجارةً صغيرة
تقول للدنيا يا صغيرُ حيث تمضي نمضي معك ..!
فاجمع يا صغيري ما إستطعت من حجارةٍ
ترهب الآعداء و تحمي بها أضلعك
و القيد مهما قسى سوف ينكسر ..!
سبحان اللذي انطقك
سبحان اللذي ايقظك
سبحان اللذي جعل الموت و الحياة حجارةً في يدك ..!
نطقت عنك حينما ذلُ البغات اسكتك
و احيتك بعدما ران موت في مهجعك
و عدتَ للحياة بها
تحكي بطولاتٍ للورى
بات بها الدهر يفتخر ..!
© 2024 - موقع الشعر