هواكِ مرسومٌ بدربي - خالد قاسم

أحقًا صارَ هجركِ دمْعَ وُدي؟
فصار الحزنُ بعد اليأسِ وَهْدي

فكنتِ زهورَ قلبيَ كيف كَاسَتْ ؟
وما أبْقَتْ سوى شوكٍ بوردي

رأيتكِ في مساءِ العمرِ فجرًا
تَجَدَّدَ بالوفاءِ عليهِ عهدي

دخلتِ على مسائيَ مثلَ ضيفٍ
فرحتُ أُضَيِّفُ الأيامَ عندي

لَعَلّي قد أراكِ على وصالٍ
وأجلسُ فوقَ حجرِ هواكِ وحدي

أطالعُ في عيونكِ رَسْمَ دربي
كأنَّ هواكِ مرسومٌ بمهْدي

بغيركِ لا أكونُ سعيدَ يومٍ
فَخَدُّكِ صُبْحُ أفراحي ومجدي

شرِبتُ مرارةَ الأحلامِ تيهًا
بهذا العشقِ ذوقي الآنَ شهدي

فبعدكِ لا سواكِ بنبضِ قلبي
تناجيني , فهلْ لا شئَ بعدي؟

أدورُ على مداكِ بغيرِ وعيٍ
كأني في هواكِ فقدتُ رشدي

كما الطوفانُ يطغى بعضُ شوقي
ومن وهمِ الخيالِ بنيتُ سدّي

فلا شيئًا يصدُّ الشوقَ عنّي
وقد وهنتْ قواي من التصدّي

غرِقتُ بنهرِ عشقكِ فامنحيني
مجاديفَ الوصالِ إليَّ مُدّي

فإنْ تأتي إليَّ مدايَ طوْعي
وأشعرُ إنْ تغيبي الكلُّ ضدي

© 2024 - موقع الشعر