يارب

لـ خالد قاسم، ، في غير مُحدد

يارب - خالد قاسم

ياربُّ إني قد عصيتكَ مثلهمْ
هل مثلهمْ في الذنب من أمثالي ؟

إني السديمُ بحمل كل جرائري
هل شابهتْ أحوالهم أحوالي؟

ما لي سوى بعض الدعاء تبتّلًا
والدمعُ إنْ قُطِعَ الرجا أحبالي

لا سُؤلَ لي في دنيتي ياغايتي
وسألتُ عفوكَ يا مجيبَ سؤالي

سهرتْ بقايا الذنبِ تشعلني أسىً
غرقتْ بدمعي في المساءِ ليالِ

أنا ليس لي إلا ظلال مسافةٍ
ما أينعتْ فوق الدروبِ ظلالي

نازلت كلَّ غوايةٍ كي أنتهي
ما فزتُ يومًا في الدنى بنزالِ

هذي ذنوبي والظلامُ يحوطني
هذي ذنوبي في المدى كجبالِ

يا كم حلمتُ بأن أكونَ بلا دجىً
والحلم يزهو دائمًا بخيالي

الشعر , ذنب الشعر أني تائهٌ
وبكل شعرٍ غُيّرتْ أقوالي

لي كلُّ نقصٍ في مدايَ يلفّني
لم ينمُ نقصٌ عادةً بكمالِ

الشعر ذنبي والحسانُ زيوفهُ
وطليقُ شعري , همسهُ أغلالي

الشعر نجمي في سماءِ تعاستي
فمتى يغيبُ لكي يجئَ هلالي !؟

كلُّ الذنوب تشابهتْ في غيّها
لكنَّ أقسى الذنبِ في إغفالِ

شدّوا الرحالَ إلى مدائنِ غيّهم
وشددتُ نحوكَ يا إلهُ رحالي

هذا زمانُ التيهِ , غابَ أصيلهُ
وتشبّهتْ بعضُ النسا برجالِ!

لمْ يُكتَملْ خطْوي لكلِّ مسافةٍ
وفقدت فيهِ حلاوة التجوالِ

زمنٌ يذوبُ الصبحُ في إمسائهِ
سهرتْ ليالِ حرامهِ بحلالِ

هم يجلبون المال من فيهِ الخَنَا
ديني وهذي رجولتي أموالي

© 2024 - موقع الشعر