لغتي الفصيحة - نايف سالم الزهراني

لُغَتِي الفَصِيحةُ لا مَثِيلَ بِغيرِهَا
......... لُغتي الفصيحةُ لفْظُها رُتَلُ
لغتي الفصيحة مَا تزال بديعةً
.......... بَلْ إنها فِي البُوْحِ تُبْتَجَلُ
فَالبُوحُ في أَصْلِ التواصلِ وَاصلٌ
.............. لَا غَيرَ ذَلكَ سَوفَ يُتَّصَلُ
فَهِيَ التي تَرْوي المكانَ بِوصْفِها
............. وَتَشِيدُ أنَّ الوصفَ ينتقلُ
لا تيأسوا إنَّ الفصاحةَ صَلْبةٌ
......... وَلَسَوْفُ تُنْشِدُ أَنَّها جَبَلُ
لَكِنَّ جَاهِلَةَ الجَهَالةِ سِيْرَةٌ
.......... تَوْطِينُهَا مَا كَانَ يُرْتَحَلُ
تلك الظواهرُ تشتكي مِنْ عُزْلةٍ
......... حَيثُ اللغاتِ صميمها زَلَلُ
بَلْ إنَّ طُغْيَانَها مُتَسَلْسِلٌ
............. فَالبَثُّ فِي الإعلامِ مُخْتَزِلُ
لا ليسَ ذَلك فِي المقامِ مُحَكَّمًا
........... بل غَزْوَها مُتَظَلّلٌ دَغِلُ
يا قارئ الفُصْحِ السليمِ بِجُلِّهِ
........... إنَّ الفصيحَ سِلَاحُهُ الزجلُ
فالله أصْفَاهَا بكلِّ ثَنَائهِ
............ حتى الأصمُّ هُنَاكَ يُرْتَجَلُ
بلْ إن ذلك في السليقةِ ناهجٌ
............ و الأبكم المرغوبُ يُبْتَذِلُ
يا حظَّ مَنْ جاد الكلامَ بِسَيْلِهَا ؟
................ تالله إنَّ نِدَاءَهَا عَسَلُ
لغتي وَ لَا غَيْرَ اللغاتِ مُقَدَّمٌ
............. بل لا نَقُلْ مَجْرَاكِ يُنْتَهَلُ
بلْ إنَّ نافلتي إليكِ عَرِيقَةٌ
.............. فالذكر في القرآنِ مُرْتَجَلُ
لغتي الفصيحةُ لا مَثيلَ بِمثْلِهَا
............ بل لا مَثِيلًا ظلَّ يُمْتَثَلُ
لا تَعْلَمَنَّ بِمَنْ يَعُونُ بِدَخْلِها
........... فَدَخِيلُها في اللَّحْنِ مُدَّخَلُ
بلْ إنَّ إفراط التَّعَجُّمِ مُلْحِنٌ
............ فلعلَّ بُوْحَ الضادِ يُغْتَسَلُ
قلْ للمُعَجَّمِ كُنْ هنالكَ مُرْتَجِلا
............ فلعلَّ ذاكَ القولَ يُعْتدَلُ
وَتُعَرِّفَنَّ بأنَّ حُلْمَكَ مُقْصِرٌ
............ فَفَصَاحةُ الفُصَحَاءِ تُشْتعلُ
 
شعر الأستاذ / نايف الزهراني
© 2024 - موقع الشعر