إزدحام ...

لـ أسطورة الآفاق، ، في الانشاد والشيلات، آخر تحديث

إزدحام ... - أسطورة الآفاق

إزدحام
فوضى من الأخبارِ يحويها السكن
فنيَ الصيام
وغدى حديثُ النفسِ للنفسِ علن
تلكَ الدهاليزُ هناك
كانت لها ذاتُ السنن
فضجيجها هو عروةٌ عند السلف
واليومَ يفخرُ أن يكن
وبدأتُ أصفُ ملامِحاً مُتبعثرة
وأُلملمُ الوصفَ العجيبَ ب(ما) و (من)
 
أُولى المجالسِ كان يُحييها فتى
بالصوتِ يعزفُ من حناجرهِ شجن
ألحانهُ حقاً تهُزُ الحاضرينَ ويرتوري
منها افتقارٌ و وهن
تتمايلُ الأجسادُ حولهُ في طرب
صفقاتُ نشوانٍ علت تحكي الفتن
 
تلك الطفولة...
لا تسل عن وصفِها
فمِلاحةُ التكوين لا يحويها ظن
فالدارُ لا يخبو سناها منهُمُ
بفتونِ ساحاتِ الملاهي مرتهِن
نسجوا بغزل خيالهم
ألوانُ ألعابٍ تُسن
وعجيبُ ما قد كان حولي "طفلةٌ"
صنعت لدميتها من الثوبِ كفن
وغدت تصيحُ بدمعها الصافي الفصيح
حتى ارتوت خذاها من سكبٍ يأن
 
في الوقت ذاك...
قد جاءني صوتٌ ليقصدَ مسمعي
ليذكرَ النسيانَ فيني إن يهن
ليُعيدني ويهزني
ففررتُ منهُ ب(لا ) و(لن)
 
وبقيتُ أصفُ ما يفيضُ بمنزلي
حسبي من الأحداثِ سِلوانٌ يرن
 
والمجلسُ التاني بهِ شيخٌ يعظ
ويرتلُ الآياتِ كي قلباً يلن
عجزتْ تصاويري لهذه لوحةً
حقاً فلم يحصيها إبداعٌ و فن
 
وهناكَ زاويةٌ ضجيجها معتلي
فيها جماعاتٌ حوارُها لا يُزن
تتبعثرُ الكلِماتُ في أفواهِهم
وكأن قائلُها من المكرِ أمن
 
فجأة...
قد عاد ذاك الصوتُ يقصدُ مسمعي
ليذكرَ النسيانَ فيني إن يهن
ليعيدني ويهزني
وأفرُ منهُ ب(لا ) و(لن)
 
 
وهناكَ ضحِكاتٌ عظيمٌ شأنُها
سلِمتْ من الهمِ الذي كانَ ذُفن
همٌ عقيمٌ وقلوبٌ عازمة
أرواحُ طُهرٍ حالمه
ما ضرها عوقُ المحن
 
 
وهناك أُمي...
قد حوى كلَ المجالسِ قلبها
حقاً ولم تعييه أكدارُ المهن
يُزهي الحياة حضورها
وبثغرها
شمس العطاءِ بِلا ثمن
هي في الذي لم يستطيعوه شموخ
هي صانعُ الأفراحِ لا يُفسدهُ من
هي قصةٌ وقصيدةٌ هي نغمةٌ
هي كلُ أوتارِ الهوى من بينهن
هي قد كفتني كلَ أُنسٍ كائنٍ
"حسبي من الأقدارِ أن نبقى معاً"
 
 
قد عاد ذاك الصوتُ يقصدُ مسمعي
ليذكرَ النسيانَ فيني إن يهن
ليعيدني ويهزني
وأردتُ تكرار الفِرارِ ب(لا ) و(لن)
لكنهُ في الوقت ذا
عزمَ الوصولَ وما سكن
جاء بصفعةِ يقظةٍ
ليردني حيثُ الوطن
بصريح نبضهِ قالها:
 
(أنتِ وحدك)...
 
 
*****
 
 
حينما توفت والدتها لمحتُ في عيناها الكثير والكثير
حاولتُ رسم بعض جزيئات إحدى دمعاتها هنا
صبرك المولى يا رفيقة
ولعل رسالةُ ما تصلكِ من السماء
وجود الإلهِ يملأ وإن تفادينا تذكر ذلك واستشعاره
© 2024 - موقع الشعر