رسالة إلی الحب الأول

لـ مجدي العوضي، ، في الغزل والوصف، آخر تحديث

رسالة إلی الحب الأول - مجدي العوضي

أحببت ملاكاً في صِغَري
نظرتها حسنُ ُ وبهاءْ

إن تُشقِي قلبي نائبة ُ ُ
وأراها لا أجد شقاءْ

قد طافت عيني بالدنيا
أرضاً وجبالاً وسماءْ

وبحاراً لم تدركُ عيني
حسناءَ كتلك الحسناءْ

عيناها خُلِقَت واسعة ُ ُ
حَبَّتُها بانت سوداءْ

إن لاقت عينى عيناها
يقتلني سهم إستحياءْ

شفتاها كَرَزُ ُ يتلألأ
يتقطَّرُ شهداً وشفاءْ

بشرتها إن تُوصَفُ وصفاً
بيضاءُ بمعنى البيضاءْ

كتِفاها ميزانُ ُ حرُ ُ
جهتيه الإثنينِ سواءْ

لم ألمسُ يَدَها لكني
أعرفها أيدٍ ملساءْ

والشعر الأسودُ مخفيٌ
معزولُ ُ دوماً بغطاءْ

لم تنسى يوماً تُحكِمُهُ
كي يُظهِرُ ما خَفِيَ هواءْ

أعجبُ ما فيها تتكلمُ
بلسان الناس البسطاءْ

إن تمشي تمشي بهدوءٍ
كالملكة ُ بين الأمراءْ

وشعاعُ الشمس يداعبها
فتزيد حياءً وحياءْ

والخُلُقُ الطَّيبُ شيمتها
يجعلها أعلى الشرفاءْ

إن تنْصحُ نصحت في لُطفٍ
كحكيم بين الحكماءْ

يسبقها عطرُ ُ إن هلَّتْ
كالمسكِ الصافي الوضَّاءْ

مِعطَفُها ذي اللون البنِّي
تلبِسُهُ إن حلَّ شتاءْ

ذو فروٍ غطَّى أذنيها
وخدودٍ باتت حمراءْ

قد غطَّى منها ثلثيها
وملابسَ كانت زرقاءْ

سألتني نفسي يا مجدي
لو تمشي زمناً لوراءْ

ستقاتلُ كي تتزوجها
أم ترضى قدرًا وقضاءْ

فأجبتُ بصوتٍ مرتفع ٍ
سأريقُ دماءً ودماءْ

لكن زمانُ ُ لن يرجع
إلا بعقول البلهاءْ

والأحرى أبقى متَّزنُ ُ
وأردُّ ردودَ العقلاءْ

وأُصبِّرُ نفسي ما بقيت
وسأدعوا ربِّي بدعاءْ

يا ربِّ احفظها مع زوج ٍ
صبحاً ونهاراً ومساءْ

قد تُوِّجَ يوم تزجها
ملكاً في دنيا السعداءْ

© 2024 - موقع الشعر