ضاقت الدنيا كأنها إستحالت - وليد السقاف

ضاقت الدنيا كأنها إستحالت
و قبلها النفوس قناعها أشاحت

و النفس تدري ما لها شاهد
إلا الإله عينه ما نامت

بها الأسى من أكثر من واحد
و تُخفي الحزن لأجل الثوابت

و تكتم حبا مزق الجوانب
و تبكي دمعا لأمة خابت

تناست مجدا لأنها باعت
قِيَمُ الدين فتاهت و ضاعت

أضحى الصراع بديل التآلف
فالناس كلها للمال مالت

و بات التراحم غريب التعارف
و صار القريب مَن أخلاقه ساءت

و أما الود فمسكين و غائب
بشكل واضح ظاهر و لافت

و أما الدين من بين المظاهر
و قلّتْ قلوب من ربها خافت

و باتت القسوة في أعلى المراتب
و أما الظلم فوزيرها الثابت

و زاد الحقد مع سوء التعامل
و بغير عدلٍ حقوقنا ضاعت

و أما الغش فسيدٌ و جائر
و أما الحقيقة من زمنٍ توارت

و يَعجب الناس من بعدُ لماذا
أن المصائب تتوالى و زادت

و يغفلوا عن أمورٍ بانت
كأنها شمس في الأفق لاحت

و أن العمى هو عمى البصائر
و ليس العمى ما العين فاتت

فمالي و مال دنيا المتاعب
علي بنفسي لا هَمْ التفاوت

راضية بأمر الواحد القاهر
و ترجو العفو اذا ما ماتت

و تدرى أن الجنة منازل
و الدار جزاء ما هي أصابت

إن قدمت خيرا فالحُسن لاقت
و إن كان شرا مصيرها أهانت

فكوني سجينة الخير في ذاتك
و اهجرى شر نفوس شانت

و ادعي ربك لعلها هانت
تذوقي فاكهة قطوفها دانت

و طه يقول هنيئا فكانت
صلاتُكِ على بالنور أنارت

وأنتِ الأن في ضيقٍ و حانت
شفاعتي لكِ يا نفسُ هامت

و ابشري بخير فالرب ناصت
للناطق بالذكر حتى لو ساكت

فمهما تدهورت الدنيا و ساءت
لُطفُ الإله يُوسع ما ضاقت

© 2024 - موقع الشعر