هنيئا لتونس - جمانه شبانه

هنيئا لشعبٍ أراد الحياة
لتونسَ قد يستجيبُ القدرْ

وانْ طال ليلٌ فهل ينجلي
وحقاَ لقيدٍ أبى وانكسرْ؟

إرادة شعب ٍ تريد النجاة
وعيشا ً كريماً لها مستقرْ

وانْ كان بدٌ فهذا الذي
أراهُ لشعبٍ نجا وانتصرْ

أرى تونسَ اليومَ ملأَ العيونْ
وتخلعُ عنها زعيمَ التترْ

وانْ كنتِ تونسُ خلفَ الحدودْ
فنحن إليكِ نزفُّ الخبرْ

فيكفي لزَينٍ سنينَ الظلام
وانْ عاثَ فيها الفسادَ وفرْ

ولكني أخشى عليكِ القيودْ
تعيشيهِ يوماً نذيراً أُخَرْ

فكوني لذاك الجدار المنيع
فأخشى عليك الردى والخطرْ

وأرجو البقيةََ َ عيشٌ كريمْ
وأرجو الهوان َمضى واندثرْ

فما العيشُ عيشٌ كمنْ لا يرى
فيمشي ظلاماَ ويهوي الحفرْ

لشعبٍ أراد المنى ثورةً
أبارك فيكم حياة البشرْ

هنيئاً لشعبٍ أراد الحياة
لتونسَ قد يستجيبُ القدرْ

وانْ طال فيها العنا والأذى
فحيناً سيبدو اعتراها الضجرْ

فما الظلمُ إلا وقودًٌ لحُرْ
وما العيشُ ذلاً بكافِ البشرْ

رضيت ِ الكثيرَ بذلٍ طويلْ
ولكنْ بيومٍ أعدتِ النظرْ

ورفضاً كتبتِ بسطرٍ جديدْ
وعزاً طلبتِ وحتماً صدرْ

فإما حياةٌ تسرُّ الصديق
وإما مماتٌ لهِ نعتبرْ

بعاصمةٍ عانقتْ قيروانْ
وسوسة َقرطاجَ بابلْ توزَرْ

وباجة قفصة قابسْ وكافْ
صفاقسْ وبنزرتْ وباقي الحضَرْ

وقد بانَ للطرقاتِ النهارْ
ونام الظلام بها واحتضرْ

وعادتْ مآذنُها صيحةً
وما عادَ صوتٌ لها يستترْ

وعادَ لتونس صوت الحياة
حفيف الشجرْ و رذاذُ المطرْ

فعودوا قُراكمْ أيا مبعدين
فتونسُ قالت إليَّ السفرْ

فمن غاب عنكِ يريد اللقاءْ
وسوف يعودُ ويشفى البصرْ

لشعبٍ تمسكَ حبلَ الإله
هنيئاً ولكنْ عليكَ الحذرْ

© 2024 - موقع الشعر