خنساء فلسطين - جمانه شبانه

أماهُ كلُّ السابقينَ تيمَّموا
فرحا ً وأ َمَّا اللاحقين َتيتَّّموا

مَنْ بعدكِ الخنساء ُصارتْ ياترى
تمشي تشدُّ عِيالها كي يقدموا؟

فرحا ًولكن ْ غصَّة الدمع ِ التي
تشتاقُ أحيانا ًومثلكِ جَمجََمُ

بالله كمْ كانَ الحنينُ يردُّهمْ
حتى إذا خابوا أعدُّوا وهمهموا

بالله كمْ كانَ الفراقُ يصدُّهمْ
زادوا اليكِ حنينهُم ْفتقدموا

كلُّ الذين بعثتِهِم ْساحَ الردى
منْ فازَ منهمْ بالجنان ِوصمموا

منْ كانت الخنساءُ فينا لحظة ً
عَمُّوا وهَمُّوا بالجهاد ِتعلموا

منْ كانت الأُم ُالتي تفدي الرجالْ
فتزيدُ صبرا ًفوق جرْح ٍيَألم ُ

خنساءُ نادتْ للشهادة ِطالبا ً
منْ نَالها صدقا ًفلا لا يُحرَم ُ

أماهُ هلْ ماتتْ عيونكِ إذ ترى
منْ شيَّعوكِ أو بذكركِ رمَّموا

كلُّ الرجالِ تسابقوا وتهافتوا
أبناؤكِ إنْ كانَ قدْ فَرُقَ الدمُ

شربوا الشجاعة َكأسَ بيتِكِ وافراً
فالرحمة ُالمُهداة إنْ وسِعَتهُمُ

خنساءُ طوبى للمصير ِفإنهُ
وعدٌ ولكنْ ذا الرجالُ تيتمُّوا

الأمّ انت للكثير وغيرهم
والأمُّ عندي في الحقيقة مريم

© 2024 - موقع الشعر