في فلسطين

لـ لطفي القسمي، ، في الملاحم، 13، آخر تحديث

في فلسطين - لطفي القسمي

في فلسطين
طفلة جميلة
عيونها كنعانية
شعرها ذهبي
شفتيها مصبوغتين
من صباغ الأرجوان
خديها محمرين
على الدوام
قلبها أبيض
كالسمادج
تبتسم لكن بإهلاس
في حقلها الرخاخ
يسقى بالنقاخ
فأرضها الطاهرة
دوما بالخير ظاهرة
في فلسطين
عجوز شمطاء
فمها أبخر
وقلبها أجوف
ولها عيون الأحوص
تمشي كالحرباء
حول حقل الطفلة
مشية الأحتف
وتنظر ببغض
إلى جمال الطفلة
نظرة الشفن
طفلة فلسطين
فقهت تاريخ الخنساء
تدري حقد الشمطاء
وتعي نظرة الغدر
وتعرف طمع البعوضة
في حقلها
لكن ليس في مقدورها
رد الكيد
وليس في الحقل
أحد غيرها
إخوتها باعوا نصيبهم
في الحقل
وهجروا الطفلة
وغادروا قبل طلوع الفجر
وأبناء عمها
أقفلوا المحراب
و تنازلوا عن العرض
وجيرانها المحيطين بها
بعيدون رغم قربهم
ليس في الحقل سواها
وليس في الجوار
سوى متارس الشمطاء
وكلاب الشمطاء
وجواسيس الشمطاء
وصواريخ الخنساء
والطفلة الفلسطينية أسيرة
محاصرة صباح مساء
لا منجد ينجدها
ولا مواسي يواسي
تركت وحيدة
حرة وأسيرة
كل صباح تفتح النافذة
المطلة على الشمطاء
لترى الباخع رأي العين
لكنها رغم الحصار
لم ترفع الراية البيضاء
لا زالت مؤمنة بالإسراء
مرابطة في المحراب
تسجد سجدة الأمل
وترمي بعينها
نحو السماء
وتستغيث رب السماء
أن يزيل عن سماءها الأرماء
وأن يخلصها من الشمطاء
تدعوا رب الأرض
لعل ضحكتها تعود
لعل أختها تتوب
لعل شقيقها يتوب
لعل الغمة تزول
لعل المكامعة تعود
© 2024 - موقع الشعر