يا آسرى

لـ ربيع السايح، ، في غير مُحدد

يا آسرى - ربيع السايح

كلُّ المشاعرِ فى الشتاءِ تجمَّدت
والقلبُ يُقعِدهُ الأسى ويُقيمُه

وعواصِفُ الأشجانِ تركُضُ خلفَهُ
فيذوبُ خفقاً والرياحُ تلومُه

مازالَ يحلُمُ بالصباحِ وكلما
حانَ الشروقُ تعقَّبتهُ هُمُومه

يا آسرى بالشوقِ كيفَ نسيتنى
وتركتَ روحى بالهمومِ مُصفَّدَه

تلكَ القريبةُ مِنكَ كيفَ تركتَها
تمشى على جُرحِ الفراقِ مُقيَّده

يا جنَّةَ كانت لقلبى موطِنا
لكنَّ موجَ اليأسِ عنها أبعَدَه

ورماهُ فى نارٍ تُحيلُ دِماءَهُ
دمعَاً لِيُطْفِىءَ نارَ شوقى الموقدَه

ماذا ببحرِكَ قد أثارَ مشاعرى
فتحرَّكتْ سُفُنُ الشعورِ الساكِنَه

وأعادَ خَفقَ الموجِ بينَ جوانِحى
شوقاً تنَصَّلَ من حُدودِ الأزمِنه

حتى إذا انطفَأت قناديلُ الهوى
مَن ذا سيُطفىءُ نارَ شوقى الكامِنَه

من ذا لموجِ الشوقِ أسَلم خافِقى
فتركتُ عُمرى فى يديكَ يذوبُ

ولكمْ سعيتُ إلى الهروبِ وإنما
لم يُجْدِ قلبى من هواكَ هروبُ

ووجدتُ عينى بالدموعِ تُجيبُنى
من ذاقَ طعمَ الحُبِّ كيفَ يتوبُ

© 2024 - موقع الشعر