أما الخليط فمتهم أو منجد - أبي فراس الحمداني

- أما الخليط، فمتهم أو منجد؛
فاذرف، فمالك، غير دمعك، منجد

2- عرج على ربع "بمنعرج اللوى"
وأسأله ما فعل الظباء الخرد!

3- أيام، يدعوني الهوى فأجيبه
ومغازلي فيها الغزال الأغيد

4- فاليوم، لا دنيا تداني في الهوى
صبا، ولا "سعدى" بوصل تسعد

5- ولقد جزعت من الصبابة والأسى؛
مذ ودعت "هند"، وبانت "مهدد"

6- رحلوا؛ فأخلق ربعهم، وصبابتي،
أبدًا، لإخلاق الربوع تجدد

7- من كل شمس في الخدور إذا بدت
كادت لها الشمس المنيرة تسجد

8- وتحالفا؛ في يوم زمت عيسهم:
دمع يفيض، وحسرة تتردد

9- يا عاذلي، كف الملام، فإنه
لا يستطاع على الفراق تجلد

10- إن كان أطفأ نار شوقك في الهوى
ماء فنار صبابتي تتوقد

11- أولم يكن لك من دموعي وازع؛
لما غدوت على البكاء تفند؟

12- أوما علمت بأن صبري عزني
لما جفاني الناعمات النهد؟

13- أفهل على فيض المدامع منجد؟
أم هل على بعد الأحبة مسعد؟

14- وإذا الهموم تكاثرت، لم يغنها
إلا العذافرة، الأمون، الجلعد

15- وأخو ملماتٍ، تسدد فعله
همم مثقفة، وعزم محصد

16- خرق، إذا اقتحم الغبار رأيته
كالسيف؛ إلا أنه لا يغمد

17- وأنا ابن من شاد المكارم؛ وابتني
خطط المعالي؛ حيث حل الفرقد

18- وأنا الذي، علم الأنام، بأنه
لم ينمه إلا كريم سيد

19- "حمدان" جدي؛ خير من وطئ الثرى
وأبي "سعيد" في المكارم أوحد

20- أعلى لنا "لقمان" أبيات العلا،
وأناف "حمدان" وشيد " أحمد

21- يعطي إذا ضن السحاب؛ تكرمًا؛
ويجير إن جار الزمان الأنكد

22- والمجد يوجد عندنا بأرومه،
والعار والفحشاء ما لا يوجد

23- والفخر يقسم: أننا أربابه
دون البرية؛ والمكارم تشهد

24- هذي محبرة؛ يشاكل نظمها
عقدًا، عليه عليه لؤلؤ وزبرجد

25- لو كان شاهدها "حبيب" لم يقل:
"ردت إليه الجاهلية مهدد"

© 2024 - موقع الشعر