وجع الفقدان - صالح العبدالله

يا قدر أرفق ترى الخافق عليل
نفسي من الموت طال مصابها
مخفي حالي عن وجيه تخيل
خايف بعض البشر تدرابها
حالتي شايب وله جسم هزيل
ضيع من الضعف كل أنسابها
ما بقى في حالته عزم وحيل
وابتعد عنه جميع أقرابها
لي سنه مثله وإحساسي قتيل
والمواجع غارسه بي نابها
ويوم حالي صار من حاله نحيل
جيت من حزني اخط أعرابها
قلت أبكتب شي ماله أي مثيل
لأجل نفسي تستريح أعصابها
من دموع العين أبياتي تشيل
تشرح أوجاع الصدور ومآبها
عن أفراق الخل لا فارق خليل
عن وداع سم روحي وصابها
عن غياب الاخو وأيام الرحيل
جيت أوصف حالتي وعتابها
والله أن حزني مساحاته تكيل
وزاد دمعي من غياب أصحابها
ماتت أفراحي على علم يهيل
وجتني الفرقا تبي طلابها
كل ليل يمرني ليل طويل
والسهر احرق عيوني وعابها
المواجع صار له اسمي عميل
صار منهج ضمن درس كتابها
الألم خيل لها صوت وصهيل
وانفتح في وسط صدري بابها
دكت خيول الألم وصار الحصيل
طعنتين عشت في جلبابها
راح نايف وصاح فيني المستحيل
وشفت معنى الموجعة واكرابها
ماهو بس دمعك على أفراقه يسيل
حتى روحك تطلب الله غيابها
ومات بندر قلت ياحملي الثقيل
راحو أحبابك وشدو أركابها
راحو اخواني ولا لي أي بديل
ضحكتي غابت ومات احبابها
والله ان الاخو له قلبي يميل
والغلى لاصاب قلبك جابها
ياعسى الغالين في ظل ظليل
ويرحم اللي مات تحت اترابها
هذي الاقدار في حكم الجليل
الله العالم يعرف حسابها
وأنت ياقلبي لو الواقع بخيل
باكر ظروفك تزين اسبابها
كل شي له مع العالم دليل
والبشر تعرف مقاس ثيابها
ما بقى من عمرنا غير القليل
وخيمة الأيمان شد أطنابها
والحزن قله على لسان العليل
كلمة مني قبل يسرابها
الأصيل اللي يسمونه أصيل
من عرف معنى الحكي وخطابها
يا حزن سافر مع الشكر الجزيل
لا تعل النفس يكفي مابها
© 2024 - موقع الشعر