رثاء عبدالمنعم مطاوع

لـ اسماعيل بريك، ، في الرثاء، آخر تحديث

رثاء عبدالمنعم مطاوع - اسماعيل بريك

لِلْفَنِّ عَاشَ وَلَمْ يزلْ
 
بالفَنِّ مَمْدُوَد الأَجَلْ
وَجْهٌ تُؤرِّقُهُ الدُّنا
فَيضجُّ يبحث عَنْ أَمَلْ
وَيخُطُّ لَوْحَاتِ الضَّنى
فيها حِكَاياتُ الغَزَلْ
َقْد كان مُنْعِمَ دَهْرهِ
وَالدَّهُر أنْعَمَهُ الخَجَلْ
إِنْ كَانَ غَابَ فَفَنُّهُ
باقٍ عَلَى مَرِّ الأَزَلْ
يا خَيْرَ فَنَّانٍ سَمَا
يا خَيْرَ خِلٍّ قَدْ رَحَلْ
قَلْبى تقاذفه الأسَى
وَالشِّعرُ أقفر وَاعْتَزَلْ
قَدْ كُنْتَ مُلْهِمَ وَحْينا
وَحَكيمنا عِنْدَ الجَّدَلْ
قَدْ عِشْتَ فارس فَنِّنا
واليوم أنت لنا مَثَلْ
إنىِّ أَرَاكَ مُدَقِّقَاً
بين الرسوم وَلاَ تَمَلّْ
 
 
 
 
 
 
 
وَأرَى حَوَالىَّ الوَرَى
شهدوا بما شَهِدَ الأُوَلْ
الرَّسْمُ يحيا مِثْلَمَا
تحيا القصيدةُ وَالزَّجَلْ
يا خَيْرَ فَنَّانٍ سَمَا
يا خَيْرَ خِلٍّ قَدْ رَحَلْ
 
يا كلَّ فَنَّانٍ وَشَاعِرْ
قَلْبى تُمزِّقُهُ الخَنَاجِرْ
خَوْفَ الضياع بحقبةٍ
تَجْنَى عَلَى أَهْلِ الضَّمَائرْ
الحظ فيها لِلَّذىِ
عَرَفَ النفاقَ وَلَمْ يكابرْ
أَمَّا الأديبُ فَزَاهدٌ
يَبْقَىَ عَلَى المكروهِ صَابرْ
يَجْتُّر أَحْلاَمَ المُنَى
حَتَّى يُزَفَّ إلى المقابرْ
فَتقومُ أَقْلاَمٌ تَرَى
أنَّ الفقيد من العَباقِرْ
وَتَروح تَبْعَثُ نَعْيهُ
وَتقول : مَاتَ هُنَاكَ شَاعِرْ
وَتَظَلُّ تَنْدُبُ حَظَّهُ
يالَلْفَجيعِة مَنْ يُشَاطِرْ
أَمِنَ العدالة دَفْنُهُ
بَيْنَ التَّجاهُلِ والتَّناكُرْ ؟!
أَمِنَ العدالة وَئدُهُ
كَمْ عاش مَجْروحَ الخواطرْ
يا كلَّ فنانٍ وشاعْر
يَوْمَاً إلى المجهولِ صَائْر ؟!
© 2024 - موقع الشعر