وبكى الوطن

لـ غير معروف، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

وبكى الوطن - غير معروف

وحزمتُ أمتعتي وقررتُ الرحيل
فالوضعُ أصبحَ مستحيل
مادام عمري هكذا
حتماً سأمتهنُ الرحيل
وأتى الأوانُ وفجأةً
إثنانِ قد طرقا يريدان الدخول
من أنتما ؟!
قال الصغيرُ أنا المدير
قال الكبيرُ أنا الوطن
عذراً فقد أخطئتما العنوانَ ليس هنا
سوى ماضيٍ وشيء من رحيل
وهممتُ أن أمضي فشدّ حقائبي أبتي الوطن
والدمعُ من عينيهِ سالَ كما الصغير
إسمع بُني
قل ما لديك
ولدي تمهّل إنّني مازلتُ أعشقُ مقلتيك
مازلتُ أحملُ ما لديك
وحملتُ عهدكَ يا فتي عمراً وكنتُ كوالديك
عذراً أبي
اليوم أرحلُ تاركاً عمري عليك
الدّمعُ أصبحَ زائفاً في وجنتيكْ
لا الدّمعُ ينفعُ لا التأسّفُ لا الهوى لا مقلتيكْ
جفِّفْ دموعك وارتحلْ
فاليومَ ألعنُ ناظريكْ
إرحلْ وحبّكَ من دَمِي
فدِمَايَ غاضبةٌ عليكْ
اليوم أتركُ دربنا
ندماً عليكْ
ندماً على وقتٍ على حبٍ
على شوقٍ وآمالٍ على دمعٍ تساقَطَ في يديكْ
ندماً على دفءٍ مَضَى في راحتيك
أحرقتُ كلّ دفاتري ورسائلي أسفاً عليكْ
ولدي ولكنّي أنا
أترك يدي حتماً سأمضي من دياركِ وانتهى عهدي عليك
ووضممتهُ
والدّمع غالبني وسالَ بحسرةٍ
أبتي كلامي لم يكن يوماً إليك
أنا ما قصدتكَ بالكلامِ ولم أعاتب مقلتيك
بل ذلك الطفل الصغيرُ أردتُ أن أدري
لماذا لا يعانقني ويرجوني لكيلا أستقيل
لا دمعهُ قد سالَ يمنعني الرحيل
هو صانعُ الفوضى ودرب المستحيل
عجباً لذّياك الصغير
إنّي أحبّك موطني لكن سأمتهنُ الرحيل
أنا ما نسيتكَ لحظةً
فصبايَ كان على يديك
وطفولتي ومعالمي نقشت عليك
إنّي أحبّك موطني
إنّي أحبّك يا أبي
إمسح دموعكَ يا أبي يوماً سأرجعُ
لا عليك
يوماً سأرجعُ
لا عليك
© 2024 - موقع الشعر