الْبَتُولُ - حمد حميد الرشيدي

بَمَقْدِمِكِ الْمَيْمُونِ حَلَّتْ مَسَرَّاتِي
وَرَاقَتْ لِي الدُّنْيَا وَطَابَتْ تَعلاِّّتِي

وَأَمْطَرْتِ رُوحِي يَا (بَتُولُ)بِوَابِلٍ
شَفَى غُلَّهَا بَعْدَ اعْتِلَالٍ وَعِلاَّتِ

فَرَحْتُ بَمْأتَاكِ الَّذِي كُنْتُ أَبْتَغِي
وَتَحْدُوهُ مِنْ عِشْرِينَ عَامًا رَجَاءَاتِي

أَتَيْتِ وَمَا كُلُّ الَّذِي رَاحَ آتِيًا
فَيَا مَرْحَبًا حُيِّيتِ مِنْ رَائِحٍ آتِ

خَتَمْتِ (ثَلَاثِينِيَّاتِ) عُمْرِي بِبَسْمَةٍ
عَلَى غَيْرِ مَا يَعْتَادُ ( ذُُو الْأَرْبَعِينِياتِ)

وَكُنْتِ رَيَاحِينِي وَرَوْحِي وَرَاحَتِي
وَمِيلَادَ حُبِّي مِنْ سَنينٍ عَقِيمَاتِ

وَعَنِّي وَرَثْتِ الْحُبَّ حَيًّا فَهَلْ بَقِيْ
لِغَيْرِكِ مِنِّي إِرْثُ حَيِّ لأِمْوَاتِ ؟!

وَآنَسْتِ فِي الدُّنْيَا اغْتِرَابِي وَوَحْشَتِي
وَإِنْ كُنْتُ ذَا صَحْبٍ بِهَا وَأُخُوَّاتِ

مَلَأْتِ مِنَ الْأَشْبَاهِ بِي كُلَّ مَنْزِلِي
وَقَبْلَكِ لَمْ أُشْبِهُ بِهِ غَيْرَ مِرْآتِي

كَثِيرُونَ مَنْ أَحْبَبْتُهُمْ وَعَرَفْتُهُمْ
وَلَكِنَّمَا أَنْتِ الْتِقَاءُ المَوَدَّاتِ

وَمَجْمَعُ شَمْلِ الْأَهْلِ وَالصَّحْبِ كُلِّهِمْ
وَعَِشْرَةُ جِيرَانٍ أَلِفْتُ وَجَارَاتِ

كَأَنَّكِ لِي كُلُّ مِنَ النَّاسِ وَاحِدٌ
بِهِ اِلْتَقَتِ الْقُرْبَاتُ بَيْنَ الْبَرَّيَاتِ

وَطَابَ لِعَيْنِي أَنْ تَكُونَ قَرِيرَةً
بَرُؤْياكِ يَا أَحْلَى الْبَناتِ الصَّغِيرَاتِ

وَمَا اسْتَأْنَسَتْ مِنْ قَبْلُ أُذْنِي بِصَرْخَةٍ
لِغَيْرِكِ إِنْ ظُنَّتْ شَقَاءً وَحَسْراتِ

عَلَىَ غَيْرِ مَا اعْتَادَ الَّذِينَ يُضِيرُهُمْ
صُرَاخُ بَنِيهِمْ فِي الْبُيوتِ الْفَسِيحَاتِ

وَكُلُّ ابْتِسَامَاتِي وَدَمْعَي وَضِحْكَاتِي
فَأَنْتِ مِنَ الصَّرْخَاتِ كُلُّ مَوَاجِعِي

وَأَنْتِ مِنَ النَّاسِ ائْتِلافُ مَلَامِحِي
وَكُلُّ أُمُومَاتٍ وَلَدْنَ الْأُبُوَّاتِ

© 2024 - موقع الشعر